سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القيادي في الحراك الجنوبي عميد : علي السعدي : إذا تسلم عبدربه منصور الرئاسة سنبارك له كرئيس للجمهورية العربية اليمنية لن نشارك في الانتخابات ولن نرفض أي حوار تحت إشراف دولي
* قضيت عدة شهور خارج البلاد، كيف وجدت تعاطي القيادات الجنوبية في الخارج مع القضية الجنوبية والحراك في الداخل؟ الجنوبيون في الخارج هم جزء من الحراك السلمي في الجنوب، ونحن نكمل بعضنا، وقضيتنا قضية واحدة و قد لمست عندهم حماس وتعاطي إيجابي مع الحراك السلمي الجنوبي في الداخل، لأننا جميعا نعمل من أجل قضية واحدة وهي قضية الجنوب، والإخوة في الخارج هم أكثر ألما مننا بسبب تهجيرهم عن أرضهم وهم يشعرون بمرارة الغربة. * بمن التقيت من القيادات في الخارج؟ التقينا بعلي سالم البيض و عبدالرحمن الجفري وعلي ناصر محمد و حيدر العطاس وعبدالله الأصنج ومحمد بن عجرومة وبعض الشخصيات السياسية والاجتماعية الجنوبية في الخارج وناقشنا همومنا الواحدة. * هل بذلتم جهودا لتوحيد الرؤى والتوجهات فيما يتعلق بتياري الفيدرالية وفك الارتباط؟ نحن لسنا ضد التعدد في الآراء، ونحترم آراء بعضنا لأننا كلنا أبناء الجنوب، وكل تباينات الآراء لا تختلف عن هدف واحد هو استعادة الدولة. * يعني أنت تتقبل وجود رأي يخالفكم و يرى في الفيدرالية مخرجا للقضية؟ من حق أي جنوبي أن يعبر عن رأيه بالطريقة التي يراها مناسبة، * كان لكم لقاء في اسطنبول، ما الذي خرجتم به؟ لقاؤنا في اسطنبول كان امتداد ل لقاءات مع بعض الإخوة في جدة و القاهرة، و كانت لقاءات بهدف تقارب وجهات النظر والتطمين لبعضنا البعض وإعادة الثقة التي عمل النظام بكل إمكانياته العسكرية والمادية لزعزعتها فيما بيننا وكذلك استيعاب المرحلة الحالية، و ان المستقبل الجنوبي بحاجة لأن نتقبل الرأي والرأي الآخر. * إثر اللقاء الذي عقد في بيروت و ضم قيادات جنوبية بارزة خرج بيان عن بعض الشخصيات اتهم البيض بإفشال اللقاء، ما رأيك؟ لقاء بيروت كان لقاء تشاوري مثله مثل باقي اللقاءات الأخرى، ولا أعتقد أن هناك فشل بهذا المعنى، بل هناك وجهات نظر مختلفة، وكل واحد يحتفظ بوجهة نظره ويحترم وجهة نظر الآخر. * لكن الاتهام كان محدد للبيض وخاصة من قبل بيان لجنة الوساطة؟ أنا لم اكن موجودا في هذا اللقاء حتى أؤكد هذا الفشل من عدمه مع اني لا اعتبره فشل وإنما تفاوت في وجهات النظر وهذا عمل صحي ، و لم أكن أحبذ أن تصدر لجنة وساطة بيان تحمل أي طرف المسؤولية لان اللقاء بحد ذاته تشاوري في إطار تشاور بين ابناء الجنوب، واللجنة نفسها هي منبثقة من مؤتمر القاهرة الذي هو لا يمثل إلا طيف سياسي واحد من بقية الأطياف السياسية الجنوبية الأخرى، والمسئولية مسئولية الجميع. * سفراء الإتحاد الأوروبي التقوا ببعض ممثلي الحراك و قيادات سياسية ومندوبي وسائل الإعلام و طرحوا بوضوح دعوتهم للحراك بضرورة المشاركة بموقف واحد في حوار وطني شامل، كيف تتعاطون مع هذه الدعوة؟ أنا لا أعلم مع من التقوا، ولا استطيع الحكم على الذي صار في هذه اللقاءات، واعتقد ان الدعوة للحوار ضمن لقاء تكون أطرافه الجلاد والضحية أمر مفروغ منه، وهو التفاف واضح على قضيتنا والمراد منه اعتبار أن قضية الجنوب مثل أي قضية عالقة كالتي خرجت لأجلها ثورة التغيير، الحراك خرج قبل خمس سنوات من اجل هدف واضح، ولسنا طيف من أطياف الأزمة السياسية في الشمال فقضيتنا مختلفة تماما عن صراع السلطة والمعارضة في الشمال من اجل السلطة قضيتنا هي قضية ارض وهوية وتاريخ. * مما بدا من تصريحات الدبلوماسيين الغربيين أن الخيار المطروح أمام الحراك يتمثل في المشاركة في الحوار الوطني ضمن العملية السياسية، والسفير البريطاني قال إن من حق الحراك عدم المشاركة لكن ذلك يعد خطأ استراتيجي؟ هذه ربما تكون أفكار سياسية من أثر التعبئة التي كان يمارسها النظام منذ فترة، كان يمتلك الإمكانات و يمتلك القوة والإعلام وكان يطرح على قضية الجنوب أنها قضية فرع عاد إلى الأصل، وأوصل التعبئة السياسية إلى مختلف أقطار العالم بهذا الاتجاه، لكن الآن الوضع اختلف بعدما اتضح للجميع إن قضيتنا قضية عادلة، وان الوحدة كانت وحدة شراكة لكنه تم الانقلاب عليها وتحويلها إلى اجتياح للجنوب في حرب صيف94، * في ظل الطرح الذي تبناه سفراء الدول الكبرى، بدأت بعض التخوفات من لجوء بعض عناصر الحراك لخيارات أخرى خارج سياق النضال السلمي، باعتبار أن دعوة الحراك للحوار بهذه الصيغة التي ترفضونها سيجعل المنافذ أمامه مسدودة؟ أولا المنافذ ليست مسدودة، و نحن التقينا ببعثات سياسية ولم نسمع من احد بضرورة المشاركة في الحوار ضمن المبادرة الخليجية، والعالم اليوم يدرك أن فرض الوحدة بالقوة غير مقبول، و قضيتنا أصبحت معلنة ومسموعة لكل الأقطاب والأقطار، و عدالة قضيتنا أثبتت نجاحها، وما يبث عن أن بعض ممثلي الدول قالوا ان القضية لا تحل إلا عبر الحوار تحت مسمى تنفيذ المبادرة الخليجية غير صحيح، بل لمسنا تجاوب ممتاز، * أنا أحدثك عن شبه إجماع للأوروبيين على أن الحوار الوطني خيار مطروح أمام الحراك..؟ حقيقة ليس عندي صورة عن هكذا إجماع كما تفضلت، ونحن لن نرفض أي حوار تحت إشراف دولي حول قضيتنا و أعتقد أن قضيتنا وجدت لتنتصر وليس لتموت، * برأيك ألا يعد انقسام القيادات في الخارج له أثر سلبي على القضية؟ هذا ليس انقسام، إنما تعدد آراء بخصوص قضية واحدة و هدف واحد، * لكن ألا يمكن أن يكون الأداء أفضل لو كانت الجهود تعمل بشكل موحد بدلا عن تشتيتها في طرق و أساليب مختلفة؟ الاختلاف موجود حتى في إطار الاسرة الواحدة، و في الأخير ما دام الهدف واحد نحن متفقين على احترام الرأي والرأي الآخر، و إذا كنا سنعمل من الآن وفق خيار واحد بدون تعدد أو تنوع فإننا نؤسس شيئا خاطئا للمستقبل، * ما دمتم تحترمون الرأي الآخر هل تتقبلون الجنوبيين الذين يرون الإبقاء على الوحدة بأي شكل من الأشكال؟ باعتقادي لا يوجد جنوبي يقبل بالوحدة، وان وجد فهم بكل تأكيد لن يكونوا إلا مجموعة قليله جدا وفوق هذا كله نحترم آراءهم وبإمكانهم طرحها في أي مؤتمر جنوبي وشعب الجنوب هو صاحب الفصل الأول والأخير في جميع هذه الآراء المختلفة، ونحن عندنا قدرة على إدارة خلافاتنا بعقلية اليوم والمستقبل وليس بعقلية الماضي والجنوب لكل أبنائه دون استثناء لأحد لمجرد رأيه أو توجهه السياسي. * يعني أنكم تحترمون رأي الجنوبي المقتنع بالوحدة؟ بالتأكيد سنحترم رأيه، وليس بالضرورة نكون معه. * ما تقييمك لواقع الحراك اليوم؟ الحراك يتصاعد نشاطه أكثر، والدليل فعالية 30 نوفمبر و فعالية الجمعة الدامية التي ارتكب النظام فيها مجزرة بحق أبناء الجنوب، و أثبتت للعالم أن الشعب في الجنوب شعب حي ولن ترهبه ترسانة النظام الاستبدادي، و كلما زاد القمع كلما ازداد أبناء الشعب الجنوبي ثباتا وحماسا و إصرارا على الهدف الذي يناضلون من أجله. * كيف تنظر للوضع الأمني في عدن؟ بالنسبة لنا في الجنوب الأوضاع الأمنية متوترة بسبب هذا النظام الدخيل، وهو وراء الأزمات، هو الذي يصدر الإرهاب و يسلم أسلحته ومعسكراته للإرهابيين، و في كل الحالات برحيله ستزول كل هذه الإشكالات. * في ظل هذه الأوضاع ما موقفكم من الانتخابات الرئاسية القادمة؟ أظن أن كلمة انتخابات لا تنطبق على ما سيجري بالنسبة للشمال فالأمر تم حسمه سلفا و فق المبادرة الخليجية حيث يتم التوافق على عبد ربه منصور رئيسا و بالتالي فلا داعي لإقامتها ما دام الموضوع محسوم، هذا بالنسبة للشمال، أما نحن في الجنوب فنحن نرفض أي انتخابات، لأننا لا نريد تثبيت سياسة الامر الواقع على شعبنا الجنوبي. * لكن الجنوبيين شاركوا في انتخابات عام 99 و عام 2006 و الوضع الذي تسميه احتلال موجود منذ 94؟ أنت تعرف كيف كانت تتم الانتخابات، كانت تحسم قبل الموعد من قبل عبده الجندي، و كما استطاع الرئيس صالح أن يمارس الكذب والزيف على أبناء الشمال 33 سنة تمكن من تمريره على الجنوب بقوة السلاح والدبابات والطيران، و نحن الآن لدينا تفكير أننا لن نشارك في هذه الانتخابات، و سنثبت للعالم أننا لن نشارك و سنقوم باتخاذ الإجراءات التي ستفاجئ هذا النظام. * و مع ذلك سيشهد العالم أنه في 21 فبراير سيتم إعلان عبدربه منصور هادي رئيسا لليمن..؟ مقاطعا: رئيسا للجمهورية العربية اليمنية.. * لكنه سيحظى بإجماع وطني و مباركة خليجية و دعم دولي باعتباره رئيس اليمن، هل ستقفون ضد الجميع؟ إذا تسلم عبدربه منصور هذا المنصب سنبارك له كرئيس للجمهورية العربية اليمنية، أما نحن في الحراك سوف نسير نحو هدفنا، * هل تجزم أن جميع الجنوبيين سيرفضون الانتخابات؟ أنا لا أجزم لأنه ممكن أن تشترى ذمم القلة المتعودين على بيع الضمير ولكنهم سيفشلون أمام جماهير الشعب الجنوبي الرافض لهذه المهزلة على أرضه من المهرة إلى باب المندب. * هل تعتقد أن رفضكم للانتخابات سيشكل عامل ضغط على المجتمع الدولي؟ نحن موجودون على الأرض، و العالم معترف بنا وبقضيتنا وبعدالتها، رغم أن الإعلام اليمني يحاول أن يظهر أن العالم غير معترف بقضيتنا، نحن نلتقي بمبعوثين دوليين و نلمس منهم اهتماما بقضيتنا، و التعتيم الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام خاطئ و مزيف، وسائل الإعلام التابعة النظام تمارس التزييف. * لديكم وسائل إعلام و بإمكانها أن تتناول هذا الاهتمام بقضيتكم؟ نعم لدينا وسائل لكنها ليست بالقدر الذي يمتلكه النظام، * توجد وسائل إعلام غير تابعة للنظام هل تعتقد أنها أيضا تمارس التزييف والتعتيم؟ بعضها تتناول الحراك على الخفيف، لكن هذه الوسائل ترى في الوحدة شيئا مقدسا لأنهم يعتبروها غنيمة، ونحن واثقون من أنفسنا ومن ثورتنا، و أننا نسير في الطريق الصحيح. * ما هي كلمتك للحراك في الداخل؟ أدعوهم لتفعيل النشاطات بحيث لا تكون مناسباتية أو موسمية، لأننا في عصر الثورة السلمية التحررية ولا بد من فعاليات يومية، و أنصح الحراك أن لا يرفعوا في الفعاليات إلا صور الشهداء والمعتقلين فقط، * والقيادات التاريخية؟ (يضحك) أنا قلت الشهداء والمعتقلين فقط، نحن نحترم كل القيادات ولكن هذا رأيي الذي لا أستطيع أن ألزم به أحد ورأيي هو أن لا ترفع غير صور الشهداء والمعتقلين حتى لا توجد حساسية، * ماذا تود أن تقول للقيادات الجنوبية في الخارج؟ رسالتي لهم أن يوحدوا صفوفهم و أن يخففوا من الاجتماعات واللقاءات لأنها غير مثمرة وأن يحولوها لفعاليات ميدانية أمام مختلف دول العالم، لأنهم سفراء لقضيتنا، و أن يحتفظوا بالأموال التي تنفق على اللقاءات والمؤتمرات، وأن يجمعوها في صندوق و تشكل لجنة مالية أمينة تصرف من هذا الصندوق المساعدات لأسر الشهداء و المعتقلين و معالجة الجرحى. * المصدر : صحيفة الأمناء العدد 134 - 25 يناير 2012