وصلت محافظة تعز المئات من القبائل المسلحة القادمة من محافظة صنعاء للمطالبة بتسليم قتلة مقاول ينتمي لمديرية بني حشيش يعمل في حفر الآبار لقي حتفه قبل أيام في مديرية ماوية شرق محافظة تعز. وأفادت مصادر محلية بأن عشرات السيارات تحمل قبليين مسلحين بأسلحة متوسطة وخفيفة، وصلوا إلى مركز مديرية ماوية، وقاموا بقطع الطرق المؤدية إليها. وتمكن المسلحين القبليون الذين ينتمون إلى مديرية بني حشيش التابعة لمحافظة صنعاء من الوصول إلى مركز مديرية ماوية شرق محافظة تعز على الرغم من وجود عدد من النقاط الأمنية والعسكرية على امتداد الطريق الذي يربط العاصمة صنعاء بمحافظة تعز. ويطالب المسلحون القبليون بتسليم قتلة المقاول يحيى الحنمي الذي قتل في مديرية ماوية بسبب خلاف على حفر بئر مع مواطنين. وأكدت بعض المصادر أن الخلاف بين الطرفين نشب عندما أكتمل حفر البئر ولم تظهر المياه، وتطور الخلاف بين الطرفين، ما أدى إلى استخدام السلاح وقتل المقاول الحنمي. وأفاد مصدر أمني بأن الأجهزة الأمنية في المديرية ألقت القبض على المتهمين بالقتل، وأن مشائخ المديرية قدموا عشرة بنادق لتحكيم مشائخ بني حشيش، إلا أن قبائل بني حشيش الذين ما زالوا يتوافدون على مركز مديرية ماوية يصرون على البقاء لمتابعة القضية والاقتصاص من القاتل. وأشارت مصادر أخرى بأن تحركات قام بها برلمانيون وشخصيات اجتماعية من مديريتي ماوية وبني حشيش أسفرت عن احتواء الموقف، وترك القضية تأخذ مسارها القانوني. ويرى مراقبون أن القضية ستأخذ أبعاد أخرى خاصة بعد السماح لقبائل بني حشيش المسلحة بتجاوز النقاط الأمنية والعسكرية على امتداد الطريق الذي يربط صنعاءبتعز، وربما يتم استغلال هذه القضية من قبائل قيادات أمنية وعسكرية تهدف لإقلاق الأمن والسلم الاجتماعي في مديرية ماوية خاصة ومحافظة تعز عامة، خاصة مع استمرار سماح النقاط الأمنية والعسكرية للقبائل بالوصول بأسلحتها إلى مديرية ماوية. وفي سياق أخر أفادت مصادر محلية بأن خلافا نشب بين المحافظ حمود الصوفي ومدير الأمن علي السعيدي على خلفية إصدار الأخير قرارات بإجراء تعيينات في بعض الإدارات الأمنية في المحافظة. وأفادت أنباء أن مذكرة وجهها أمين عام المجلس المحلي للمحافظة إلى مدير الأمن تأمره فيها بإيقاف التعيينات الجديدة، التي تراها السلطة المحلية من اختصاصها، فيما يراها مدير الأمن تندرج في إطار التدوير الوظيفي. وكان مدير أمن تعز قد أصدر ثلاثة قرارات قضت بتعيين كل من عبد الحكيم المغبشي مديرا للبحث الجنائي وعلي العزي مديرا للأحوال المدنية والإصدار الآلي ، ومحمد الكواتي مديرا لإدارة المرور. ويواجه السعيدي انتقادات شديدة من قبل شباب الثورة على خلفية اتهامه بقضايا تعذيب لعدد من الناشطين اليساريين والقوميين في الثمانينات حين كان يشغل نائبا لمدير الأمن السياسي. وفي حين كان قرار تعيين السعيدي مديرا لأمن تعز قد قوبل برفض أحزاب المشترك بتعز لأسباب ارتباطه بقضايا التعذيب في الثمانينات، وتحفظ قيادات مؤتمرية بسبب انضمامه للثورة، تفيد مصادر بأن السعيدي تمرد بعد تعيينه على طرفي التسوية بموجب المبادرة الخليجية. ويعتبر البعض أن تعيين السعيدي مديرا لأمن تعز فيه مخالفة للقوانين السارية على موظفي الجهاز الإداري للدولة، كون الرجل متقاعد منذ سبع سنوات. وفي الوقت الذي يحتدم فيه الخلاف بين السلطة المحلية ومدير الأمن، تشير بعض المصادر بأن توافقا بين طرفي التسوية قضى بتعيين محافظين جدد لبعض المحافظات، والذي يقتضي أيضا تعيين وكلاء ومدراء أمن جدد للمحافظات المشمولة بالتغيير. وتفيد هذه المصادر بأن محافظة تعز ستكون من ضمن المحافظات المشمولة بالتغيير، وأنها ستكون من نصيب المشترك. من جانب أخر اعتقلت اليوم قوات أمنية الناشط فهد العميري وزميله محمد الجندي على خلفية الاحتجاجات التي يشهدها المستشفى اليمني السويدي للأطفال. وأفادت مصادر بأن قوات الأمن أفرجت عن العميري والجندي بعد قيام زملاؤهم المحتجين من منتسبي المستشفى بمسيرة تضامنية إلى أمام إدارة الأمن. وتشير مصادر طبية في المحافظة بأن تشاورا بين مختلف مكونات العمل النقابي الطبي في مدينة تعز أتخذ قرار ببدء الإضراب الشامل في كافة المرافق الطبية ابتداء من يوم السبت المقبل احتجاجا على الاعتقال الذي تعرض له العميري والجندي، وتضامنا مع منتسبي المستشفى اليمني السويدي الذين يحتجون للشهر الثالث على التوالي، مطالبين بإقالة مدير المستشفى. وفي سياق أخر خرجت صباح اليوم بمدينة تعز مسيرة طلابية حاشدة دعت لها الحركة الطلابية في يوم غضب طلابي، تضامنا مع طالبات مدارس أسماء ونعمة رسام والشهيد الحكيمي، واللواتي تعرضن لعدد من الاعتداءات من قبل بلاطجة على خلفية مطالبتهن بإقالة مديرات تلك المدارس. وطالب المشاركون في المسيرة بإقالة مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة ومديرات المدارس الثلاث، كما طالبوا بالتحقيق في الاعتداءات التي تعرضت لها طالبات مدرسة أسماء من قبل بلاطجة مديرة المدرسة. وطالب شباب الثورة في مسيرة جابت عددا من شوارع المحافظة بإقالة المحافظ حمود الصوفي، كما طالبوا بمحاكمة القيادات العسكرية والأمنية المتهمة بقمع شباب الثورة وقصف الأحياء السكنية. وفي شأن أخر لا يزال الموظفين الجدد يواصلون اعتصامهم الأسبوعي أمام مبنى المحافظة والمحدد بأيام السبت والاثنين والأربعاء من كل أسبوع، للمطالبة بالتعزيز المالي وصرف مستحقاتهم لأشهر سابقة وعدت بها الحكومة.