قتل شخص، وجرح آخر اليوم، بمحافظة لحج، في اشتباكات مسلحة وقعت بالقرب من مبنى إدارة أمن المحافطة بين مجاميع قبلية وحراسة إدارة الأمن. وبحسب مراسل "يمنات" فإن الاشتباكات وقعت بعد ظهر اليوم، لدى نشوب خلاف بين كلاً من المقدم "عادل الصبيحي" مدير المنشاءات في إدارة أمن المحافظة وبين مدير أمن المحافظة (القيسي). وأضاف المراسل نقلاً عن شهود عيان أن الخلاف جاء بعد قيام مدير الأمن "القيسي" بإيقاف مدير المنشاءات؛ الذي كما قال الشهود احتج على الانفلات الأمني وإطلاق النار الذي حدث في الليلة السابقة، وأن الأمر تطور إلى مشادة كلامية واشتباك بعد توجيه مدير الأمن لحراسته باعتقال مدير المنشاءات. وأوضحت المصادر أن الأمر تطور بعد قيام المقدم عادل الصبيحي مدير المنشاءات في إدارة أمن المحافظة بالاستعانة بمجاميع قبلية تابعة لقبيلة الصبيحة، وقيامهم بمهاجمة مبنى إدارة الأمن، وسقوط قتيل وجرح أخر في صفوف المجاميع القبلية. وأشار مراسل "يمنات" أن القتيل هو الجندي "فهمي أحمد سعيد" والجريح هو الجندي "محمد الضبي"، وأن كلاهما كانا مع المجاميع المنتمية لقبيلة الصبيحة والتي هاجمت مبنى إدارة الأمن، وأن القتيل سقط بنيران حراسة مدير أمن المحافظة أثناء تبادل إطلاق النار بين الطرفين. وكان سكان محليون قد قالوا لمراسل "يمنات" أنه إثر سقوط القتيل، قدمت مجاميع وتعزيزات قبلية أخرى من أبناء الصبيحة بقيادة الشيخ "ياسر الصوملي"، وقامت بمهاجمة مبنى إدارة الأمن، وتمكنت من السيطرة عليه والتمركز فيه. وبحسب السكان فإن المجاميع القبلية المتمركزة في مبنى إدارة الأمن رفضت كل الوساطات لإخلاء المبنى إلا بعد تسليم القاتل؛ وعلم "يمنات" أن محافظ المحافظ، "أحمد المجيدي" الذي ينتمي لقبيلة الصبيحة، كان على رأس الوساطات التي رفضتها المجاميع القبلية. وبعد حوالي 3 ساعات من تمركز المجاميع القبلية، تمكنت وساطة مكونة من قائد لواء محور العند اللواء "محمود الصبيحي" ومن أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة "علي حيدرة ماطر"، تمكنا من إقناع المسلحين بالانسحاب من مبنى إدارة أمن المحافظة، ووعدوهم بالتواصل مع محافظ المحافظة واقناعة بتسليم مدير أمن المحافظة وأفراد حراسته الذين يأويهم لديه؛ ومنح المسلحون مهلة 24 ساعة للوسطاء لتسليم الجناة. إلى ذلك قال شهود عيان ل "يمنات" أن دوي انفجار سمع في الحوطة عاصمة المحافظة هذا المساء، إلا أن المعلومات لم تعرف بعد حول إذا ما كان لهذا الانفجار علاقة بالموضوع أم لا. وأكد شهود العيان أن المحافظة تشهد انفلاتاً أمنياً وإدارياً منذ شهور، وأن هذا الانفلات يزيد كل يوم وأصبح الوضع في المحافظة خطير جداً ولم تقم القيادات المحلية والأمنية بأي إجراءات للحد من هذا الانفلات؛ بل وذهب البعض إلى اتهام بعض هذه القيادات بالتواطأ ودعم الأطراف والأفراد المسئولين عن انفلات الوضع. جدير بالذكر أن محافظة لحج شهدت خلال الأشهر الأخيرة عمليات اغتيالات كثيرة كالت قيادات أمنية ومواطنين أبرياء؛ منها اغتيال مدير صندوق النظافة محمد السعو، وشخصين من ضباط الأمن السياسي في المحافظة، قتل رئيس قسم التحقيقات في الأمن السياسي في المحافظة "علي عبدالكريم"، واغتيال مدير البحث الجنائي في مديرية تبن محمد الجميلي".. وأخرون تعرضوا للاغتيال على يد مجهولين خلال الأشهر الماضية. وبحسب مراسل "يمنات" في المحافظة، فإن أخر الضحايا كان طفل جرح قبل أمس برصاص طائش وهو أمام منزله؛ وليلة أمس أيضاً قام مسلحون مجهولون يستقلون دراجة نارية بإطلاق النار على شخص يلقب ب"الناقوس" داخل منزله في حي "دار عبدالله" في الحوطة، ولاذوا بالفرار بعد أن أردوه قتيلاً. وعلق مراسل "يمنات" أن السلطات لم تحرك ساكناً لمتابعة الجناة؛ وأن أبناء المحافظة يوجهون أصابع الاتهام إلى ما يسمى ب"أنصار الشريعة" الذين بحسب شهود عيان وراء إطلاق النار والفوضى في المحافظة. وأكد الشهود أن عناصر تنتمي لأنصار الشريعة تتحرك بحرية وتمارس أعمال عنف وتخلق الفوضى في مقابل صمت وتجاهل من قيادة المحافظة، وهو ما يعتبره المواطنون في المحافظة دليل تواطأ ودعم لهذه الجماعة من قبل أطراف ومسئولين في قيادة المحافظة.
