شهدت مدينة تعزجنوبي اليمن اليوم الأحد مسيرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من أبناء محافظة تعز، إحياء للذكرى السنوية الأولى لشهداء مجزرة جمعة الكرامة، والتأكيد على استمرار الفعل الثوري حتى تحقيق كامل أهداف الثورة، وإسقاط النظام بكل منظوماته الفاسدة ومحاكمة المتورطين بقضايا قتل شباب الثورة وقصف المدن والقرى. وخرجت المسيرة من ساحة الحرية وسط مدينة تعز وجابت شوارع التحرير الأسفل وجمال حتى جولة وادي القاضي، ثم عادت عبر شارع جمال إلى حوض الأشراف. ونفذ المشاركون في المسيرة وقفة احتجاجية أمام مبنى محافظة تعز في حوض طالبوا فيها بإقالة قيادات السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية في المحافظة والمتورطة بقمع الاحتجاجات وقصف الأحياء السكنية. وأنضم للمسيرة محتجي الحركة في شارع جمال، الذين يطالبون بإقالة مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة، ومديرة مدرسة أسماء للبنات في حي صالة، وموظفي شركة النفط، ومكتب النقل العام. وتنوعت الهتافات في المسيرة بين الهتافات المطالبة بإسقاط النظام، والهتافات المطالبة ببناء اليمن الجديد وهيكلة الجيش والأمن، وهتف الجميع لشهداء مجزرة جمعة الكرامة، مطالبين بالكشف عن الجناة والقتلة. وحمل المتظاهرون لا فتات طالبت بإسقاط النظام، وأخرى مناوئة للسفير الأمريكي في اليمن، حيث كتب على إحداها "اليمن ليست إقطاعية تابعة للسفير الأمريكي"، كما حملت صور شهداء مجزرة الكرامة وشهداء الثورة السلمية. وكانت احتكاكات قد حصلت في المسيرة بين عناصر من حزب الإصلاح وبعض الشباب المستقلين على إثر محاولة عناصر الإصلاح تمزيق لا فتة لجبهة إنقاذ الثورة تحمل شعار "الشعب يريد إسقاط النظام". وكانت جبهة إنقاذ الثورة السلمية فرع تعز قد تبنت الدعوة للمسيرة وتنظيمها، وشاركت المكونات الثورية المنضوية فيها بفعالية لإنجاح المسيرة، مع باقي المكونات الثورية. من جانب أخر قتل مواطن أمريكي يدعى "جويل شارم" 30 عاما برصاص مسلح مدني صباح اليوم بالقرب من مدرسة الخليج الأهلية بحي وادي المعسل جنوب غرب مدينة تعز. وأفادت مصادر محلية بأن شخصين مسلحين على درجة نارية أقدما صباح اليوم على قتل المدرس الأمريكي "جويل" أثناء توجهه لعمله في المعهد السويدي للغات والذي يشغل فيه نائبا لمدير المعهد ورئيسا لقسم اللغة الانجليزية. وأشار مصادر أخرى أن "جويل" قتل وهو يقود سيارته برصاص مسلح مدني كان يستقل دراجة نارية، ولاذ بالفرار مع سائق الدراجة فور تنفيذ عملية القتل. وأغلقت معاهد تدريس اللغات الأجنبية التي يتواجد فيها أجانب أبوابها بعد الحادث، تحسبا لحصول هجمات مشابهة. وفيما لا تزال التحقيقات مستمرة، أكد مصدر مقرب من تنظيم القاعدة لوكالة فرانس برس تبني جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بالتنظيم للعملية، وأنها جاءت ردا على الحملة التنصيرية التي يشنها الغرب على أبناء المسلمين، وتسيطر جماعة أنصار الشريعة على أجزاء من محافظتي أبين وشبوة جنوب شرقي اليمن. وكان منزل رجل الأعمال شوقي هائل قد تعرض يوم أمس لانفجار تسبب في تعرض المنزل لأضرار مادية، بسبب إلقاء مجهول قنبلة على الجزء الجنوبي من المنزل. وتشهد مدينة تعز انفلاتا أمنيا غير مسبوق وانتشار مخيف للمظاهر المسلحة في مختلف أحياء المدينة، مما ساعد على تواجد عصابات النهب والسرقة والاختطاف والاغتيالات. وكانت سيارة تابعة للمؤسسة العامة للكهرباء قد نهبت يوم أمس من جولة عصيفرة، فيما نهب طقم تابع لشرطة المرور من جولة المسبح بشارع جمال، وقبلهما بأسبوع نهبت سيارة أوبل تابعة لشرطة النجدة من وسط شارع جمال، وفشلت ظهر أمس محاولة لنهب سيارتي "أوبل" من جولة الإخوة في شارع الحروي.