حلقة من سلسلة الانتكاسة التي تعرضت لها الثورة السلمية في اليمن على أيدي عكاكيز النظام الحاكم القديم الجديد.. منذ عامين وربع يخوض لاجئو عزلة العنسيين في صنعاء مواجهة حقيقية لتحقيق مطالبهم. مع انطلاق شرارة الثورة دخلت قضيتهم فصلاً جديداً، حيث انخرطوا في الاحتجاجات السلمية وغمرتهم مطالب الثورة الرئيسية أملاً في تحقيق مطلبهم الأول المتمثل بزوال سلطة الشيخ محمد أحمد منصور، مؤخراً اكتشف مهجرو «الجعاشن» أن الشيخ الذي ثاروا ضده قد أصبح واحداً من «قادة الثورة» المزعومين وان ابنه أضحى الأقرب إلى «حماة الثورة». قاسم قائد الجعشني، 32 عاماً، مضى عليه في صنعاء سنتان وثلاثة أشهر منذ أن لجأ واسرته ضمن حوالي 30 أسرة من أبناء عزلة العنسيين/ الجعاشن- محافظة إب؛ وذلك هرباً من الاعتداءات والانتهاكات التي يمارسها محمد أحمد منصور، شيخ قبلي وعضو مجلس الشورى وشاعر الرئيس السابق، تمثلت تلك الاعتداءات بفرض الاتاوات وعبر الخضوع لسلطة الشيخ والاعتداء عليهم وعلى مساكنهم من قبل مليشيات المنصور المسلحة واعتقالهم في سجون خاصة به. ظل طيلة هذه الفترة يشارك في الاعتصامات المنادية بحق العودة ومن معه من «المهجرين» الجعاشن ومطالبة الحكومة المركزية بمحاكمة الشيخ المنصور ومليشياته، ونفذوا سلسلة طويلة من الاعتصامات والمظاهرات أمام الحكومة والبرلمان، بيد أنه لم تنفذ مطالبهم حتى الآن. وما ان انطلقت شرارة الثورة الشبابية الطلابية في جامعة صنعاء في 16يناير من العام الماضي؛ حتى وقف قاسم الجعشني كالطود في صدور المسيرات والاعتصامات للمطالبة بإسقاط النظام الحاكم، ليس بمفرده أيضاً، بل بمعية زوجته وأولاده؛ كان ضمن المعتصمين الأوائل في ساحة التغيير بصنعاء، حيث رابط كثيراً وما زال حتى اليوم.. يقول قاسم: «كنت، ومن معي من مهجري الجعاشن في المقدمة.. كنت ألقي القصائد الحماسية التي من شأنها إلهاب حماس الجماهير ضد النظام الحاكم». كنا نأمل ان هذه الثورة هي الشيء الوحيد الذي سينصفنا وسيحقق حلمنا في المواطنة. ومؤخراً اكتشف قاسم الجعشني ومن معه من لاجئي الجعاشن أمراً فضيعاً لم يكن في الحسبان. يروي قاسم الجعشني: «اكتشفت مؤخراً بأن «الطاغية»- يقصد محمد أحمد منصور- تحول إلى واحد من قادة الثورة، وان ابنه عبدالملك الذي شاركه في حملة الظلم والاعتداءات ضدنا «هو أيضاً الآخر» تحول إلى رمز ثوري!! الآن انضم محمد أحمد منصور إلى صف حمود سعيد المخلافي وتربطه حالياً علاقة ممتازة به رغم انه «أي الأول» كان يقود مليشيات من داخل الجعاشن لتقم بالهجوم المسلح على شباب الثورة في تعز. أما عبدالملك محمد أحمد منصور فقد انضم مؤخراً إلى الفرقة الأولى مدرع. تقدمنا نحن بطلب رسمي- باسم ائتلاف الجعاشن- والرواية هنا ما زالت لقاسم- إلى قيادة الفرقة الأولى مدرع، وبالتحديد إلى شيخ الفرقة علي محسن الأحمر، يتضمن تجنيدنا في الفرقة.. لكننا فوجئنا برد مكتب علي محسن «ممهوراً» بتوقيع القائد، بأنه يجب علينا أن نحضر تزكية من عبدالملك محمد أحمد منصور رغم أن «الإخوان في الله» من أبناء الجعاشن، - والإشارة هنا إلى المنتمين إلى تجمع الإصلاح- جندوا تسعين فرداً من أبناء الجعاشن، لكنهم خصصوها لأولادهم بينما نحن المستقلين لم نحصل على شيء. يطالب قاسم الجعشني قيادة القوى المنضوية في الثورة بإحقاق العدالة والمساواة وعدم التمييز.. واحترام من يدافع عن حقه بالطرق السلمية.