وقاد محاولة الانقلاب التي وقعت مساء الاربعاء عدد من صغار الضباط الغاضبين بسبب اخفاق الحكومة في القضاء على تمرد انفصالي مستمر منذ شهرين في شمال البلاد. وتردد دوي اطلاق النار من اسلحة ثقيلة طوال الليل في الوقت الذي تعرض فيه القصر الرئاسي للهجوم. ولم يعرف بعد مكان الرئيس أمادو توماني توري الذي شهدت البلاد في عهده عقد من الاستقرار النسي. ودعت الدول المجاورة لمالي والامم المتحدة وقوى عالمية من باريس الى واشنطن الى العودة للعمل بالدستور. وطلب الجيش الذي يبلغ قوامه سبعة الاف فرد على مدى اسابيع اسلحة متطورة لمقاتلة متمردي الطوارق في الشمال المدعومين من حلفاء مسلحين جيدا فروا من ليبيا بعد ان قاتلوا لصالح الزعيم الليبي السابق معمر القذافي. وقرأ جنود من اللجنة الوطنية لاستعادة الديمقراطية والدولة بيانا على شاشة التلفزيون الحكومي أعلنوا فيه الاستيلاء على السلطة. وقال أمادو كوناري المتحدث باسم اللجنة "قررت اللجنة... تولي مسؤوليتها ووضع نهاية لنظام امادو توماني توري غير الكفوء." وقال كوناري بينما كان يحيط به نحو 20 جنديا "نعد باعادة السلطة الى رئيس منتخب ديمقراطيا بمجرد ان يعاد توحيد البلاد وعندما تصبح سلامة اراضيها غير عرضة للتهديد." وقالت مصادر من الحكومة والجيش لرويترز ان المتمردين دخلوا القصر الرئاسي مساء الاربعاء بعد ان اخلاه توريه ومعاونوه. وقال مصدر عسكري موال للنظام ودبلوماسيان لرويترز انهم يعتقدون ان توري يختبىء في معسكر للجيش يديره جنود ما زالوا موالين له. وكان من المقرر ان يترك توري (63 عاما) منصبه بعد اجراء انتخابات في ابريل نيسان. واعلنت اللجنة الوطنية لاستعادة الديمقراطية والدولة اغلاق كافة المنافذ البرية والجوية واعلن بيان لاحق تلاه أمادو سانوجو -الذي وصف بانه رئيس اللجنة- فرض حظر التجول على الفور وان لم يحترم على نطاق واسع في العاصمة باماكو. ولا يعرف الكثير عن سانوجو باستثناء انه معلم في الكلية الحربية. ورغم عدم الابلاغ عن حالات وفاة الا ان مسؤولا في مستشفى جابريل توري بوسط باماكو قال انه تم استقبال نحو 20 شخصا اصيبوا بالرصاص وبعضهم حالته خطيرة. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الى الهدوء وتسوية الخلافات بطريقة ديمقراطية. وعبر الاتحاد الافريقي عن "قلقه البالغ للافعال المستهجنة من جانب بعض عناصر الجيش في مالي". وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في بيان ان باريس علقت بعض اوجه التعاون الامني مع مالي بينما دعت الولاياتالمتحدة الجيش للانضواء تحت الحكم المدني. (اعداد سامح الخطيب للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن) من ديفيد لويس وتيموكو ديالو