توعد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الاثنين بتكثيف جهود قوات الأمن ضد المتشددين بعد تفجير انتحاري خلال تدريبات على عرض عسكري في صنعاء أسفر عن مقتل أكثر من 90 شخصا وجرح أكثر من 200 آخرين. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الرسمية عن الرئيس اليمني قوله لأسر الضحايا في برقية عزاء إن القوات المُسلحة وقوات الأمن اليمنية ستكون أشد صلابة وأكثر إصرارا في تعقبها "للارهابيين. وهددت القاعدة في بيان نقلته وكالة رويترز بشن مزيد من الهجمات في صنعاء إذا لم تتوقف الحملات العسكرية ضد مقاتليها في جنوب اليمن. وأضافت القاعدة في بيانها أن الهجوم في صنعاء كان يستهدف وزير الدفاع وقادة الجيش. وذكرت تقارير أن الرئيس اليمني أقال عدة قادة عسكريين في أعقاب الهجوم. واستهدف هجوم انتحاري ثلة من الجنود اليمنيين كانوا يجرون تمرينا لاستعراض عسكري كان سيقام يوم غد الثلاثاء بمناسبة اليوم الوطني، وهو ذكرى توحيد شطري اليمن، وكان من المقرر أن يحضره منصور هادي. وقال مراسل بي بي سي في صنعاء عبدالله غراب إن الهجوم وقع في ميدان السبعين الواقع ما بين معسكر الامن المركزي والقصر الرئاسي في العاصمة صنعاء. وأفاد المصدر أن الانتحاري جندي كان يشارك في تدريبات العرض العسكري وأنه فجر نفسه بعد دقائق من بدء التدريبات بعد أن لف جسمه بحزام ناسف. ونقلت الوكالة الفرنسية عن شهود ان اشلاء القتلى تناثرت في ميدان السبعين الذي يشهد عادة الاستعراضات العسكرية. وكانت الوحدة العسكرية المستهدفة بالهجوم تحت قيادة ابن اخ الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح، كما كان وزير الدفاع محمد ناصر احمد حاضرا وقت وقوع الانفجار لكنه لم يصب حسب ما افاد به مسؤولون. ويعتبر هذا الهجوم الأعنف منذ تولي الرئيس هادي زمام السلطة في اليمن في فبراير/شباط المنصرم وتعهده بمحاربة النفوذ المتنامي لتنظيم القاعدة في البلاد. كما يأتي الهجوم بعد عشرة ايام من انطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق تستهدف مسلحي التنظيم في محافظة ابينجنوبي اليمن. وفي وقت لاحق، أقال الرئيس اليمني قائد قوات الأمن المركزي عبد الملك الطيب وعين فضل القوسي خلفا له. كما أصدر هادي قرارات جمهورية أخرى قضت بتعيين وكيل جديد لجهاز الأمن القومي للشئون الخارجية وقائد جديد وأركان حرب آخر لقوات النجدة. ويتوقع أن يصدر هادي قرارات جمهورية جديدة تطال المشتبه بتقصيرهم الأمني الذي تسبب في تمكن تنظيم القاعدة من تنفيذ عملية اليوم في صنعاء. من جانب آخر، تحدثت مصادر عسكرية يمنية عن ابطال مفعول عبوة ناسفة زرعت داخل احدى المدرعات والتي كانت تستهدف القوات المشاركة في تدريبات العرض العسكري بميدان السبعين. وبينما تسود حالة حزن شديدة في أوساط اليمنيين على الضحايا الذين سقطوا في العملية الانتحارية صباح اليوم، توجه العشرات من شباب الانتفاضة الشعبية الى المستشفيات بالعاصمة صنعاء للتبرع بالدم للجرحى من الجنود. وذكرت وسائل اعلام موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح أن قائد قوات الحرس الجمهوري نجل صالح توجه للتبرع بدمه للمصابين. على صعيد آخر، قال مسؤولون امنيون يمنيون إن مسلحين فتحوا النار على ثلاثة مدربين عسكريين امريكيين غربي البلاد، فأصابوا واحدا منهم بجروح. وقال المسؤولون إن الحادث وقع الاحد في ميناء الحديدة المطل على البحر الاحمر. وكان الأمريكيون الثلاثة يستقلون سيارة قرب الفندق الذي يقيمون فيه عندما استوقفهم المسلحون وفتحوا النارعليهم. ومن جهة أخرى، قررت المفوضية الاوروبية الاثنين زيادة مساعدتها الانسانية لليمن بخمسة ملايين يورو من اجل مواجهة الوضع الانساني الذي وصفته ب "الميؤوس منه" في هذا البلد. وقالت المفوضة المكلفة بهذا الملف كريستالينا جورجييفا "ان الوضع الخطير في اليمن اصبح ميؤوسا منه". واوضحت المفوضة الاوروبية ان الاموال الاضافية ستسمح بالحصول على مياه الشرب ودعم برامج التغذية وتطوير برامج من نوع "المال مقابل العمل" وتقديم اعانات نقدية لمئتي الف شخص. وسبق ان خصصت المفوضية 20 مليون يورو كمساعدات انسانية لليمن هذا العام. ومولت مشاريع للعناية الصحية والسكن واستثمرت في ادارة مخيمات اللاجئين ومنحت سلعا منزلية اساسية لليمنيين النازحين واللاجئين من القرن الافريقي. وقالت جورجييفا "لن نكثف فقط مساعدتنا لان من واجبنا تجنب انتشار سوء التغذية بل ايضا لان الجوع والمعاناة لا يمكن الا ان يزعزعا الانتقال الهش الجاري". وقفزت اسعار السلع الغذائية الاساسية في عام 2011 بما بين 40 و60% وسعر مياه الشفة النادرة بمعدل 200% ما ساهم في التضخم الذي يرتفع بسرعة بحسب تقرير اخير للامم المتحدة. كذلك ارتفع معدل البطالة بشكل كبير كما لقي عشرة ملايين يمني من أصل 22 مليون نسمة صعوبة في تأمين الغذاء بحسب هذا التقرير. وستشارك جورجييفا في 23 ايار/مايو في اجتماع "اصدقاء اليمن" الذي يعقد في الرياض ويهدف الى ايجاد سبل لاخراج البلاد من الفقر. المصدر : بي بي سي