لقاء : أمين راجح الجندي الجريح/ عبد الفتاح عبد الجليل الحمادي الكتيبة الخامسة عشرة السرية الثالثة من جرحى المذبحة العسكرية التي أثارت حزن وسخط كافة أبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أدناه.. إنها مذبحة يوم الاثنين الدامي 21/5/2012م والتي راح ضحيتها أكثر من مائة فرد ومئات الجرحى. الجندي الجريح عبد الفتاح كان أحد أفراد السرية التي تم استهدافها وهي تؤدي البروفات الأخيرة للعرض العسكري الاحتفائي بعيد الوحدة والذي سيقام صبيحة اليوم التالي 22 مايو في ميدان السبعين. المستقلة قابلت الجندي الجريح عبد الفتاح بعد خروجه من المستشفى لمعرفة كيف أصيب في ذلك الحادث الإرهابي، وقد تحدث عن المجزرة بقوله: أنا كنت ضمن السرية الثالثة.. أدينا العرض اللفة الأولى والثانية واللفة الثالثة أمام المنصة بعد أن مرت خمس أو عشر دقائق من كلمة الوزير فاستوى الانفجار كان هناك تفتيش بالمداخل ولكن منفذ العملية دخل من فوق السور.. كل أصدقائي في السرية قتلوا إلا أنا شاء أرحم الراحمين أن يكتب لي الحياة في ذلك اليوم دونهم، والقصة أننا قبل الانفجار كان كل دقيقة يرن تلفوني وأنا ألغي المكالمات دق التلفون مرات كثيرة وأنا أتجاهله وقبل الانفجار بثوان اضطررت للخروج من الصف لكي أرد على التلفون كان اتصال من زميلي من حق المحويت لم يحضر بروفات الحفل اعتقدت أنه كان يريد أن يسألنا عن الحفل وأشياء أخرى أول ما فتحت السماعة كي أجيب عليه وإذا بي أسمع انفجاراً قوياً (لم أسمع به من قبل) لدرجة أن التلفون طار من يدي والمحفظة والبطائق كامل ضاعوا التفت نحو الانفجار وإذا بي أشاهد ذلك المنظر البشع الذي لم أكن أتخيله فقد رأيت زملائي كلهم وهم على الأرض ورأيت الرؤوس مفصولةً عن أجسادها والبريهات متناثرة مع الأشلاء فوق الأرض لدرجة أن الدخان والحريق كان يتصاعد من الجثث كانوا يحرقون من شدة الانفجار.. لم يكن هناك سوى ثلاث سيارات إسعاف.. لم يجدوا ما يسعفونهم به.. الوزير اختفى ومرافقيه في ثواني وبقيت الجثث على الأرض إلى أن وصلت سيارات الإسعاف.. أكثر من ثلاثة ألف شخص توزع الانفجار حولهم وأصاب الكثير منهم وعلى بعد مسافات بعيدة.. أنا أصبت بثلاث شظايا بالرجل اليسرى.. أسعفوني إلى مستشفى الشرطة العام.. بقيت فيها إلى تاريخ 29/5 ولدي إجازة لمدة شهر وبعد ذلك سأعود لإجراء عملية لإخراج الشظايا.. الجرحى كثيرون توزعوا على أكثر من مستشفى بالعاصمة هناك زملاء إصاباتهم خطيرة وجرحى منهم من توفى ومنهم من هو معرض للوفاة.. إلى يوم أمس وهم ما زالوا يموتون.. اثنان من زملائي من تعز سلطان الطيب من المسراخ، وأحمد الدهيلي من ذمار توفيا أمس.. لا يمكن أن أنسى تلك المجزرة.. فقدت زملاء عزيزين كنا الفرش جنب الفرش ربنا يتقبلهم بواسع رحمته ويصبر أسرهم، ويشفي بقية الجرحى.