كما كان الفقر المدقع سبباً في ضياع وانحراف كثير من العائلات في ظل غياب الوازع الديني والأخلاقي فكذلك الأمر بالنسبة للترف والثراء الفاحش الذي تسبب هو الآخر وبنفس القدر في سقوط كثير من الأسر في وحل الرذيلة تماماً كما صنع البذخ موضوع حديثنا بهذه الأسرة الصغيرة التي غاب عنها عائل لسنوات طويلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية طمعاً في زيادة الرصيد.. الأب المهاجر الذي ترك عبء رعاية الأسرة على زوجته لم يكن على ادراك بحقيقة أن صبر الزوجات على فراق الشريك لا يستوي عند كل النساء وإلا لما سافر تاركاً خلفه زوجة لم تتعد الأربعين من العمر غمرها بنعيم دولاراته فبطرت ولم ترع حقوقه عليها فسلمت مفتاح شرفها للشاب السائق حارس الفيلا (عادل) الذي وثق به للعمل معه بناء على سمعته الطيبة. لم تصمد الزوجة المفارقة كثيراً أمام سيل الإغراءات من قبل السائق الوسيم عادل الذي بدأ يدغدغ مشاعرها برائحة عطره وأناقته المفرطة وكلامه العذب الذي يتقاطر كالعسل من شفتيه.. استمر بالعزف على وتر الرغبة الجامحة والقلب الضامئ التي ضاقت به وحشة الفراق بين أربعة حيطان.. بدأت تتزين له ثم تنزل إليه في أوقات متأخرة من الليل بعد نوم العيال فتشاركه مضغ القات وتسهر معه إلى آخر الليل ثم تتسلل عائدة إلى غرفة نومها بقلب الفيلا.. ودون علم من أبنائها الثلاثة ريم 23 عاماً وريناس 21 عاماً وعاصم 19 عاماً استمر وضع الأم العاشقة على ما هو عليه حتى شاء القدر أن تكتشف الابنة الوسطى ريناس سر علاقة والدتها بالسائق الشاب عادل عن طريق الصدفة عندما استيقضت ذات ليلة لتذهب إلى الحمام لقضاء حاجتها حيث سمعت من نافذة الحمام المطلة على غرفة الحارس المستقلة صوت تأوهات غريبة وضحكات مرتفعة.. أرهفت السمع فتناهى إلى مسامعها وكما لو أنه صوت والدتها.. لم تشك في بادئ الأمر وقالت في نفسها لربما أن الحارس يتابع أحد الأفلام كما هي عادته وأن الصوت الذي سمعته ماهو إلا شهقات إحدى الممثلات وقررت التأكد من ذلك بالتوجه صوب غرفة نوم والدتها والتي بمجرد أن فتحت بابها تأكد لها صدق ما دار في رأسها من شكوك وأدركت يقيناً أن الصوت الذي سمعته في غرفة الحارس ما هو إلا صوت والدتها استجمعت ريناس شجاعتها وحثت الخطى متجهة نحو غرفة الحارس في حوش الفيلا وبخطى حذرة اقتربت من باب الغرفة بكل هدوء وفتحت الباب فجأة لترى والدتها مع الحارس وهما يتناولان القات ويتبادلان الغرام الساخن.. صدمت ريناس من هول المفاجأة واعتراها الذهول ولم تصدق ما رأت.. همت ريناس بالصراخ والعودة إلى الفيلا لإيقاظ شقيقها المدمن على شرب المخدرات والحبوب المنومة ولكي يرى ما تفعله والدته المصون لكن الأم كانت أسرع فقد أشارت إلى حبيب قلبها عادل أن يتصرف فقام وأمسك بريناس بإحدى يديه وأغلق فمها باليد الأخرى وأدخلها إلى غرفته.. ظل ممسكاً بها بكل قوته بينما راحت والدتها السافلة تشير إليه بالتصرف معها قبل أن تتسبب لهما في فضيحة مجلجلة. قام عادل بتنفيذ المهمة المسندة إليه على أكمل وجه وعندما انتهى عادل من فعلته المشينة تركها ملقاة على أرضية الغرفة تكابد وجع مصابها الأليم بصمت الحائر الذي لا يملك في يده حيلة للخلاص فقد هددتها والدتها بالقتل إذا حاولت فتح فمها بأي كلمة عما حدث. لم تجد ريناس متسعاً من الوقت للندم على ما فات وسرعان ما استسلمت للأمر الواقع واستجابت لنداء انوثتها المنطلق من أعماقها.. ومع الوقت وجدت نفسها تنقاد دون شعور إلى درب والدتها وتكررت سهرات المتعة في غرفة الحارس عادل الذي لم يكتف بالعبث المتواصل مع ريناس ووالدتها بل راح يترصد بنظراته الجهنمية الابنة الكبرى ريم.. لم يكن بصره يرتفع عن ذلك الجسد الممشوق والملغوم بمفاتن الأنوثة الصارخة وهو يقوم بإيصالها للدراسة بجامعتها الخاصة وكذلك الأمر في الفيلا فقد ظل يترصد مواعيد دخولها وخروجها ليسمعها عبارات الإعجاب والتغزل بسحر مفاتنها.. ظلت ريم تصده وتتجاهله لفترة حتى أدرك بأنه لا فائدة من المحاولة خصوصاً عندما صارحته بحقيقة مشاعرها وأنها مرتبطة بعلاقة حب مع أحد زملائها في الجامعة وقد وعدها بالتقدم لطلب يدها من والدها عند عودته من الغربة. بدأ عادل يفكر بطريقة أخرى للإيقاع بريم عن طريق إثارتها بالكلام وعندما لمس منها بعض التجاوب قرر أن يدخل معها في العميق ذات يوم وهو في طريقه لإيصالها إلى الجامعة.. قال لها ما رأيك تعزمي حبيبك عندنا الليلة على الأقل تكون فرصة نتعرف عليه.. استغربت ريم من طريقة كلام عادل الجريئة وردت عليه بأن ذلك غير ممكن فوالدتها لن تسمح بمثل هذا لكنه أكد لها بأن والدتها لن تمانع بل وعلى العكس ستكون سعيدة جداً بذلك.. أخذت ريم تفكر في الأمر وكيف أن عادل يتحدث معها بكل ثقة وبمواضيع غير معقولة وراحت تطرح الأسئلة في مخيلتها مندهشة كيف بإمكان عادل أن يضمن قبول والدتها بالحكاية وموافقتها على استضافة زميلها مسبقاً.. وفي موعد مغادرتها الجامعة جاء لها السائق عادل وعندما شاهدها بمفردها ولم ير صديقها معها سألها عنه فأجابته: أيش تريد منه لقد مشى قبل شوية.. قال لها اتصلي به يرجع الآن فقد أخبرت والدتك أن عندنا ضيف وقد جهزت الغداء وهي بانتظارنا الآن.. استغربت ريم من كلام عادل واعتبرته مزحة منه واكتفت إلى جانب الابتسامة بعبارة (مش معقول ولا ممكن يحدث هذا إطلاقاً) قال لها بالعكس معقول وستين ممكن.. صعقت ريم وقالت له: لا أنت بدأت تخرف وشكلك شارب حاجة.. وبسرعة البرق مد عادل يده إلى جواله وأطلع ريم على مقاطع الفيديو والصور التي التقطها لوالدتها وشقيقتها في سهرات القات الليلية فتأكدت ريم من مصدر الثقة التي يتحدث بها عادل وعرفت حقيقة ما يدور في المنزل دون علمها، فأمسكت ريم بجوالها واتصلت بزميل الدراسة لطفي وأخبرته أنها تريد أن تراه على وجه السرعة ولأمر طارئ ولم تكن سوى دقائق معدودة حتى كان لطفي يقف أمامها.. سألها ماذا تريدن فأجابته: (اركب السيارة رايحين البيت اليوم نتغدى ونخزن سوى) استغرب لطفي ولم يصدق ولكنه بدأ يستيقن من حقيقة الوضع عندما وجد السيارة تتجه فعلاً إلى منزل ريم وظن أن والد ريم قد عاد وأنها فاتحته بالأمر فطلب منها إحضاره للتعارف وفكر بأنها تعمدت عدم إخباره بالتفاصيل لتعملها له مفاجاة.. وصل الثلاثة إلى الفيلا وتوقع لطفي أن يستقبله والد ريم عند الباب للترحيب بمقدمه لكن شيئاً مما جال بخاطره لم يتحقق بل على العكس كانت والدة ريم هي من استقبله. تناول الجميع الغداء والشاي وذهب بعدها عادل لشراء القات وبعد عودته أعطى نصفه لطفي قائلاً له: (ارتاح أنت وريم واعتبر البيت بيتك).. وفي منتصف الليل غادر لطفي الفيلا فودعته ريم وودعت معه زهرة شبابها وعفافها.. نعم خرج لطفي ولم يعد فقد قطع علاقته بريم منذ ذلك اليوم ولم تجد المفتونة أمامها سوى ذلك السائق عادل الذي لطالما ظل يحوم حول مفاتنها فأهدته ما يريد.. وكان ذلك هو الشيء الوحيد الناقص لتسقط الأسرة كاملة في الوحل بشكل رسمي فالأم التي بدأت مشوارها مع السائق عادل أصبحت تخرج إلى الملاهي والحدائق لتتعرف على الشباب واصطياد ما دخل مزاجها منهم في وضح النهار لتستقبلهم عند باب الفيلا الفاخرة بعد سدول الظلام فتدخلهم إلى الشقة لممارسة صنوف الحب. وبالنسبة للإبن الوحيد والأصغر عاصم فقد سبق الجميع في السقوط بمستنقع الكيف واعتاد على تناول المخدرات التي كان يحصل عليها عن طريق السائق عادل والذي بدأ بإعطائه جرعات بسيطة منها حتى أدمنها وأضحى لا يفيق من نشوته لدرجة أنه أصبح يغيب عن المنزل لأكثر من أسبوع أحياناً وهو ما سهل على عادل مهمة الإيقاع بباقي البنات.. ولأن سمعة الأسرة السيئة قد أضحت على كل لسان فقد ترك عادل العمل كسائق وحارس مع هذه الأسرة واتجه للبحث عن عمل آخر أما بالنسبة لزبائن الفيلا من موالعة المتعة والفرفشة البلدي فلم تقتصر نوعيتهم على شريحة العزاب والطائشين كما كان الامر في الأول بل تطورت الحكاية لتصل حتى إلى مستوى ضباط كبار ونافذين يستقلون سيارات تحمل لوحات الشرطة والجيش إلى بوابة الفيلا ليركنوها أمام البوابة دون أدنى حياء أو خجل من الرتب الكبيرة التي يحملونها.. ولكن الله يمهل ولا يهمل فقد وقع الجميع في شر اعمالهم مؤخراً وتم كشف هذه العصابة واقتيادهم إلى السجون..