فتحي بن لزرق كثيرون قد لا يعلمون سبب التوترات الأخيرة بمدينة عدن و وقوفا و إيضاحا للرأي العام حول التفاصيل الخاصة لما حدث و سيحدث أجد انه من الضروري اطلاع الناس على حقيقة ما دار من توتر خلف الكواليس خلال الشهر الماضي و ما سيستجد خلال الأيام القليلة المقبلة. – بدأت القصة في عدن عقب أحداث يناير الماضية و حالة الجمود التي شهدتها مدينة عدن عقب خروج الحكومة من عدن و بقاء الحال على ما هو عليه حتى التحرك الأخير الذي قام به الوزير الميسري. – تحرك الوزير الميسري قبل أشهر و كسر العزلة الحاصلة بين الإمارات و الشرعية و نجح الرجل في إحداث حالة من التقارب بين "هادي" و محمد بن زايد انتهت بعودة هادي إلى عدن و حدوث تقارب كبير بين الجانبين. – التقارب بين الرئيس هادي و الإمارات لم يعجب جناح الإخوان و محسن في الشرعية و وجدوا ان حالة التقارب بين الطرفين تهدد نفوذهم داخل الشرعية، سارع هذا الجناح إلى الضغط على الجانب السعودي، و نجح في إعادة قائد اللواء الرابع حماية رئاسية "مهران القباطي" إلى عدن و عرقلوا جهود إصلاحات سياسية كان سيقوم بها الرئيس هادي من بينها استبدال مدير مكتبه بأخر مستقل و إصدار تعديل حكومي يتضمن إدخال لقيادات من الانتقالي ضمن تشكيلة حكومة هادي. – شعرت الإمارات ان حالة التقارب الأخيرة جأت على مصالحها في عدن فهادي عاد و تيار الإخوان في الشرعية اعاد "القباطي" و تم تعزيز قوة بعض المعسكرات التابعة للشرعية و لم يحدث أي تعديل على قوام الحكومة الشرعية التي يقودها هادي. – على الجانب الأخر أبدت الإمارات حسن نية و سلمت عدد من السجون للوزير الميسري الذي بدأ انه أكثر قربا من الإمارات و أطلقت سراح العشرات من المعتقلين و بدأت فعليا بفكفكة السجون السرية. – شعرت الإمارات بأن تحركها صوب المصالحة مع الحكومة الشرعية استغله الاخوان و حرفوه عن مساره الصحيح إلى حد كبير، سارعت فورا بتحريك طارق محمد صالح و أعادته إلى عدن و طلبت منه الظهور بخطابه الاخير. – خطب طارق محمد صالح في عساكره خطابا مستفزا كان كافيا لأن يكون مدخلا لحرب اعلامية حول وجود القوات الشمالية و طردها و هذا كان تمهيدا لرفع اللافتة التي ستدور حولها كل الاحداث القادمة.. – في اليوم التالي غادر طارق محمد صالح عائدا صوب المخا، و هنا طلبت الإمارات من العميد ابو اليمامة ان يظهر بعد ايام في خطاب عسكري ليطالب برحيل كافة القوات العسكرية الشمالية و يؤكد ضمن الخطاب ان قوات طارق محمد صالح نفسها قد رحلت و يتوعد الشرعية و طارق بالطرد من عدن. – في الصورة تظهر بعض القيادات الجنوبية وكأنها متمردة على الإمارات و هذا امر غير صحيح و لكن الأمر يندرج ضمن تفاهمات مسبقة. – عادت الامور في عدن إلى نقطة الصفر و تحديدا إلى ما قبل 28 يناير 2018 و الهدف الآن هو رأس العائد "مهران القباطي" و تحطيم ما تبقى من قوة عسكرية للحكومة الشرعية. – ترى الإمارات طالما و ان الشرعية تنصلت عن تفاهمات التوصل إلى تفاهمات مشتركة فإن الامور يجب ان تعود إلى 28 يناير الماضي. – خلال الايام المقبلة ستكون عدن على موعد مع معركة عسكرية جديدة و هي في الاساس معركة بين "الإمارات" والاخوان و سيكون الهدف اجتياح معسكر اللواء الرابع حماية رئاسية مجددا و لواء النقل ربما و بدر و غيرها من المعسكرات الاخرى و ستكون اللافتة المرفوعة طرد القوات الشمالية من عدن. – استبشر الناس خيرا بحالة التقارب بين "الإمارات" و الشرعية لكن تدخل الاخوان و محاولتهم تعطيل حالة التقارب جلب للناس حالة من الضرر الكبيرة. – اللافتة المرفوعة حول ان الصراع الدائر حاليا هو لطرد القوات العسكرية الشمالية من عدن امر "كاذب" و الصحيح ان الأمر هو صراع بين الإمارات وبين جماعة الاخوان و نفوذها في عدن. – الحل الوحيد هو ان تقر الحكومة الشرعية بوجود الإمارات كقوة نفوذ في عدن و ان تسعى لتحجيم نشاط الاخوان و ان تسعى لضمان مصالح الإمارات طالما و هي من استدعتها إلى "اليمن". – هذا جوهر الصراع الدائر بعدن و التوتر الحالي و ليس له صلة لا من قريب ولا من بعيد بشعارات تحرير و استقلال الجنوب و من هذا الكلام. – هناك صراع اماراتي اخواني في عدن و على الرئيس هادي ان يحسم ملف هذا الصراع لأنه و للأسف الشديد بعد يومين و في حال نشوب اشتباكات لن يكون هناك قتيل شمالي واحد و كل القتلى و الشهداء سيكونون جنوبيون ليسوا تابعين لا لجماعة الاخوان و لا لغيرها.. -للعلم في حال نشبت اشتباكات جديدة فإن كل ما سيحدث هو عودة رقع الشطرنج إلى تاريخ 28 يناير الماضي فقط و لن تطرد اي حكومة او خلافه. اللهم اننا بلغنا اللهم فاشهد.