وفرضت سلطات الأمن سياجا أمنيا كثيفا في شوارع وحارات مدينة الحوطة- عاصمة لحج, وتميزت مسيرة ومهرجان ردفان بمدينة الحبيلين بحضور حاشد قدر بالآلاف, ازدحم بالشوارع ومنصة الشهداء ورفع المشاركون صور علي سالم البيض وأعلام الجنوب وصور القتلى الجنوبيين والمعتقلين في السجون الحكومية, إضافة إلى رفع عملة الدينار والشلن الجنوبية السابقة, واللافتات القماشية. وخرج مئات الشباب في كرش بمسيرة نصبوا فيها براميل التشطير للمرة السادسة؛ وأشعلوا الإطارات على طول الخط, رافعين أعلام الجنوب وصور البيض. وفي مدينة الحبيلين قال الدكتور ناصر الخبجي- رئيس مجلس قيادة الثورة بمحافظة لحج, إن الأوضاع أضحت بالغة التعقيد والخطورة, منوها إلى أن تصاعد ثورة الحراك السلمية سوف تحقق أهداف قضية الجنوب التي أصبحت محط اهتمام دولي وإقليمي كونها تمتلك خصوصية شرعية, على حد تعبيره. وأضاف الخبجي أن أساليب السلطة من قمع وسجون واعتقالات وعنف ومطاردات لن تكسر إرادة شعب الجنوب, مطالبا بسحب القوات العسكرية من مدن وقرى الجنوب, حسب قوله وحذر الخبجي ممن أسماهم بالأقزام الذين يبثون سمومهم إلى صفوف الحراك واستهداف ثورته السلمية, كما حذر أيضا من الاختراق الأمني لبعض قيادات الحراك وردود الأفعال السلبية, إضافة إلى الفتاوى التكفيرية واستخدام الدين ضد أبناء الجنوب, وفقا لتعبيره. وأكد الخبجي أن القضايا السياسية المصيرية لا يأتي حلها من فوهة المدفع والدبابة لكن تأتي الحلول من إرادة الشعب, مجددا تمسكهم في الحراك الجنوبي بالحوار كقيمة حضارية وإنسانية وخيار لحل القضايا السياسية, ولكن على قاعدة الاستقلال, حسب ما قال. كما أكدت الكلمات التي ألقيت في مسيرات ومهرجانات وتظاهرات اليوم على مواصلة النضال السلمي بأشكاله المتعددة وتصعيده تحت راية مجلس قيادة الثورة السلمية الجنوبي حتى الانتصار للأهداف والمبادئ والقيم التي سقط من أجلها القتلى. ودعت التظاهرات والمسيرات بمديريات لحج إلى التضامن ال لامحدود مع (صحيفة الأيام) وناشريها ومراسليها وأسرتها الصحفية جراء ما يتعرضون له من حرب, وصفوها ب"الشعواء" والتي بلغت حد الاعتداء المسلح على مقر الصحيفة وقتل حراسها ومنعها من الصدور وفرض إجراءات وقيد تحد من حرية ناشريها. وأدان المتظاهرون الحرب الدائرة في محافظة صعدة والمناطق المجاورة لها واستهداف الأبرياء هناك. القيادي بفرع مجلس الثورة في كرش عماد أحمد غانم دعا في كلمة أمام مئات المشاركين بسوق مديرية كرش مجلس الأمن الدولي وأحرار العالم أجمع إلى الالتفات إلى معاناة الجنوب, وإعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالجنوب. وفيما أكد رئيس مجلس قيادة الثورة بطور الباحة أحمد علوان التمسك بمبدأ الحوار كقيمة إنسانية وحضارية, قال الناشط السياسي عوض بن عوض الصلاحي في مهرجان مديرية المفلحي يافع "إن مهرجان اليوم تزامن مع المحاكمات السياسية الصورية لمعتقلي الحراك, ونحن ندين المحاكمات ونرفضها تماما ولن نعترف بشرعيتها", مضيفا "أن عدم الاستجابة لمطالب الشعب الجنوبي بالإفراج عن المعتقلين وتوقيف المحاكمات وإخراج الترسانة العسكرية من الجنوب بالإضافة إلى مطلب فك الارتباط, فإن كل الخيارات مفتوحة أمام شعبنا في تحقيق غاياته وأهدافه", على حد تعبيره.
