ظهر, أمس (الأول), أحد ناشطي الثورة الشبابية المخفيين, بعد غياب لأكثر من عامين, منذ اختطافه من قبل 4 أشخاص, أثناء خروجه من ساحة التغيير في العاصمة صنعاء, إبان اشتدادا الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السابق, علي عبدالله صالح. وقال ل"الشارع" الناشط الشبابي حمدان عيسى إن "المخفي زهير أحمد عبدالله ثابت القرشي عاد الى أمه, بعد غياب استمر حوالي 24 شهراً", مشيراً الى أنه تم اختطافه من قبل 4 أشخاص, أثناء ما كان خارجا من ساحة التغيير في العاصمة صنعاء, في إحدى الليالي بعد يومين من جمعه "الحسم الثوري". وأوضح أن المختطفين زجوا به في سيارة, حيث تم سجنه في أحد المنازل في العاصمة صنعاء. ونقل عن القرشي قوله إن "المنزل يتبع شيخ نافذ", إلا أنه لم يقدر على تذكر اسمه بسبب وضعه الصحي النفسي. وذكر عيسى, الذي زار القرشي أمس, أنه وجده في وضع صحي ونفسي سيئ للغاية, مشيراً الى أنه "كان قد تم الرمي به من قبل الخاطفين فجر الثلاثاء في شارع الستين, وبعد ساعات من البحث وضعف قدرته على تذكر معالم الطريق للوصول الى منزل أخته في منطقة السنينة, وصل الى المنزل وهو لا يستطيع أن يسند طوله". وأضاف: "وجدته ضعيف البنية, لا يقوى على الحراك, من شدة التعذيب الذي رسم به الجلادون بصماتهم على كافة أجزاء جسمه, وهو الآن في أشد الاحتياج الى الرعاية الصحية, لما ألم به من جلاديه الذين لا يعرف أحد عنهم شيئاً, أو من يتبعون". وعن دوره في الثورة قال عيسى إن زهير القرشي كان أحد الشباب الثوار الذين ينامون في ساحة التغيير ويشارك في الفعاليات والمسيرات الثورية كغيره من آلاف الشباب, مضيفاً أن الصمت والعذاب هما المسيطران عليه بشكل كلي الآن. "الشارع" اتصلت, مساء أمس, بشقيق المختطف, الذي أكد للصحيفة أن المختطفين ألقوا بأخيه "زهير" قبل أذان الفجر أمس, على خط مفترق من "شارع الستين" وهو مربوط العينين بأشياء لاصقة تمكن من خلعها فور مغادرة الخاطفين, وبعد بحث طويل, وصل إلى منزل أخته نحو الساعة السابعة صباحاً. وقال فواز القرشي إن ملامح أخيه تغيرت كثيراً, بسبب التعذيب, وأن آثار الضرب والحريق ظاهرة على جسمه, حيث لا يزال هناك جرح طري في رأسه يعود إلى قبل أسبوع, على حد قول المخطوف نفسه, مشيرا الى أنه كان يتعرض للتعذيب بشكل يومي, وأنه مقيداً بالسلاسل التي لاتزال آثارها ظاهرة على قدميه وعلى إحدى يديه. وذكر "فواز" أن ذاكرة أخيه أصبحت ضعيفة, وأن وعيه يأتي لبعض الوقت ثم يختفي أو ينتابه خوف شديد, حيث يرفض الاستمرار في الحديث عن فترة الاختطاف وما تعرض له, بسبب تهديدات بأنهم سيقتلونه هو وجميع أفراد أسرته. وتابع بقوله: "قال لنا إن الخاطفين كانوا يقولون له دائما: خلي باسندوة ينفعك, وأيش عملت لكم الثورة؟ نحن دولة ونقدر نسجن إخوتك الى جوارك!... ثم يمارسون عليه إرهابا نفسيا, حيث توجد 3 حفر في الغرفة التي يسجن فيها وكانوا دائما ما يقولون له: اختار إحداهما لكي ندفنك فيها". وأفاد بأن أخاه تعرض لتعذيب يومي على مدى أكثر من عامين, حيث تم اختطافه أثناء خروجه من ساحة التغيير بتاريخ 19/9/2011م, مضيفا أنه كان يحصل على وجبة واحدة فقط في اليوم, وهي عبارة عن قليل من الرز, ثم يتركونه يتبرز في نفس المكان المقيد فيه, داخل غرفة مظلمة, وهو معصوب العينين". وأضاف: "جعلوه يبصم على أوراق أكثر من مرة, أو يجبرونه على الكتابة بخط اليد, أنه يعمل مع آخرين على المتاجرة بالأعضاء البشرية, عبر خطف الناس والأطفال وبيع أعضائهم لمستشفى العلوم والتكنولوجيا. وعن فترة اختفائه قال فواز القرشي: "بحثنا عنه كثيراً, نشرنا عنه في الصحف, ولم نجد له أي اثر, بينما هو قال إنه كان في أحد المنازل, يعتقد لشيخ, لأنه كان يتم مناداة الشخص الذي كان يحضر بين وقت وآخر للإشراف على التعذيب ب"الشيخ". وقال إن من بين المعلومات التي يتم انتزاعها منه بصعوبة وتسبب له الذعر, قوله إن الخاطفين طلبوا منه القول بأنه تعرض للاختطاف في حدود السعودية, وأنه في حال أدلى بمعلومات أخرى فإنهم سيقومون باختطافه مرة اخرى مع أحد أقربائه أو قريباته أو أطفال أسرته, حيث كانوا يعطونه معلومات دقيقة عن أغلبهم. كما هددوه بتلفيق قضية جنائية له, وأنه كان يسرق أسلحة, في حال خالف التعليمات, وكانوا يرددون عليه أن الثورة لن تنفعه في النهاية, رغم دوره البسيط فيها. واعتبر "فواز" في نهاية حديثه للصحيفة, أن كل المعلومات التي أدلى بها المتعلقة بأخيه المختطف, بمثابة بلاغ للنائب العامة مطالبا إياه بالكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة, لينالوا جزاءهم.