جدّد الفريق سلطان السامعي، عضو المجلس السياسي الأعلى، دعوته إلى حوار يمني شامل يفضي إلى مصالحة وطنية حقيقية. وأكد السامعي أن الحل العسكري أثبت عجزه عن إنهاء الأزمة، مبينا أنه لا خيار أمام اليمنيين سوى التفاهم والتعايش بين مختلف القوى الوطنية. وشدد على أن الوحدة منجزًا وطنيًا لا يجوز النيل منه أو اختزاله في صراعات سياسية ظرفية. وأشار الفريق السامعي إلى أن مشروع الوحدة، منذ انطلاقته، افتقر إلى رؤية وطنية جامعة، منوها إلى أنه كان من أوائل المحذّرين من بعض الممارسات التي أفرغت الوحدة من مضمونها. وذكر بموقفه خلال "مؤتمر تعز الجماهيري" المنعقد في ديسمبر/كانون اول 1992، عندما دعا إلى تحويل الوحدة إلى مشروع سياسي حقيقي، يرتكز على المواطنة المتساوية وعقد اجتماعي مستقر. وحذّر السامعي من استمرار الارتهان للقوى الخارجية، معتبرًا أن التعويل على الأطراف الإقليمية والدولية لا يجلب حلولًا، بل يضاعف تعقيدات المشهد اليمني. وحمّل الأحزاب السياسية مسؤولية ما وصلت إليه البلاد، نتيجة تقديم المصالح الضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا. وعبّر الفريق السامعي في مقال نشرته صحيفة "الميثاق" عن دعم اليمن الثابت لنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، معتبرًا أن هذا الموقف يعبّر عن التزام وطني يعزّز من مكانة اليمن في محيطه، ويستدعي في المقابل تقوية الجبهة الداخلية من خلال الحوار والتفاهم. وودعا كل القوى اليمنية للعودة إلى طاولة الحوار، مؤكدًا أن المصالحة الوطنية لم تعد خيارًا مؤجلًا، بل أصبحت ضرورة مصيرية لبناء دولة قوية ذات سيادة، قادرة على خدمة شعبها وتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار والمستقبل الأفضل. تم نسخ الرابط