محمد الحاج غِبتِ وفي الكفِّ ظلُّ يديكِ وفي الشفاهِ حنينُ النداءِ إليكِ غِبتِ ومن بعدِكِ البيتُ لا يشبهُ البيتْ *** أنا الآنُ أكنسُ أحلامَهم أربطُ ضفائرَ الوردَةِ الصغيرةْ أقول لها: ماما... قالت لي أن أُخبّئَ الدمعْ وأزرعَ في قلبكِ سَكينةْ فهل تسكُنينْ؟ تضحكُ... ثمَّ تسألُني: هل ماما رجعتْ؟ *** أنا الآنُ أفتحُ دولابَكِ أُقلّبُ قميصكِ كأنّي أبحثُ عن نبضٍ عن عطركِ عن نَفَسكِ الذي كان يغطي هذا المكانَ كسجادة صلاةٍ بلا موعدٍ *** يحدّثني الولدُ الأكبرُ عن الدرسِ وعن الكتفِ الذي لم يعد صلبًا كما كان أسكتُه وأقول له: الرِجالُ لا يَبكون ثم أبكي بعد أن ينامْ *** أما هي الصغيرةْ فما زالت تكتبُ لكِ رسائلَ وتضعها تحتَ الوسادة ثم تنام ……كأنَّ النومَ بابٌ يصلُ إلى باب السماء *** يا امرأةً كانت البيتَ والنبضَ والسترةَ والمنديلَ ومفتاحَ اللهفة وغيمةَ صيفٍ وسلامًا يمشي على قدمين *** هل تسمعين؟ *** أنا لا أعرفُ كيف أُعدّ الفطورْ ولا كيف أُرَبّي الصغار ولا كيف أُجيبُ على أسئلتهم ولا كيف أقولُ لابنتي: أنّ من يُلبّسُ عروسَ اللعبةِ قد رحل ***