شوقي نعمان قرأت منشور رفيقي العزيز عبده الحيقي ، أول شخص تعرفت عليه، وكان يواسيني ويدعمني بكثير من النبل خلال فترة اعتقالي في صنعاء قبل سنوات. والله بكيت بمرارة. ثم مررت بمنشور مجلي الصمدي ، الذي أشعرني بالخذلان، رغم وعودهم المتكررة بفتح إذاعته. وكلاهما قرر المغادرة إلى خارج الوطن. وربما لكل واحدٍ منا قصته المؤلمة التي يخفيها، فنحن نخاف من البوح، ونكتم وجعنا في الصدر. وكلنا ننتظر فرصتنا المناسبة للهجرة والاغتراب. غادرتُ صنعاء، وأقسم بكل غالٍ أنني لم أكن أملك حتى حق الطريق، لولا وجود الأصدقاء والأهل من حولي، ونحن نبحث عن أي فرصة للهروب من هذا الواقع الكارثي. وكلما قررت العودة بدافع الحنين، تخيفني المعاناة ونصائح الأصدقاء. آخر ما كنت أملكه سيارة صغيرة، بعتها لتسديد بعض الالتزامات، ثم قررت الاغتراب، والبحث عن فرصة تحفظ لنا كرامتنا وإنسانيتنا وأُسرنا. لهذا، لا أنكر حنين كل شخص لأهله وأصدقائه، لكن… اغتربوا. هاجروا. فالأرض واسعة، وربّنا موجود. استثمروا طاقتكم وشبابكم في البحث عن الفرص، وعن حياة كريمة وتطوير ذاتي. نحن بلا وطن، باختصار. بلادنا لم تعد لنا. نحن أبناء الفلاحين… لا منصب يتسع لنا، ولا نجاة تُمنح لنا. لا خيار أمامنا سوى الرحيل، أو أن نموت ونحن نحاول. من يمتلك فرص يقاسمها أصدقائه بلا تردد،الحياة حلوة حين يكون فيها أصدقاء مواقف ينتشلوك من حائط الكاتب على الفيسبوك