أحمد سيف حاشد أشمخ في وجه المغرور ولا اتنازل لفجاجة كبر.. لا أخضع لسلطة مبتزه أو عاهة حقير مبتز.. لا أبتاع وطنا، ولا أقبل استحقاق خيانة.. لا أنيخ لتافه باع القلعة ببلعة.. أنا مثل بلادي أعاني وأنزف.. أنا لا أعجبهم لأن ضميري حي في وجه الموت المستهدف لكل ضمير مازال يقاوم .. أنا معجون بحب وطن مازلت أبحث عنه. عندما يصل الحال المزري أوجه أبحث عن إنسان.. عن صديق نادر ، أو بقايا وفاء لم يستسلم.. لكني خجول جدا.. لا أقتحم حياة صديقي بطلب محرج.. أتعفف وأكابر على جرحي النازف.. طلبي مهما كان ملحا أقمعه بقسوة جلاد.. أدفنه عميقا في أغواري.. صابرت وكابرت في كتماني حد الموت. القهر شقا رحى.. القهر يطحنني ويشتد.. الصبر نفد.. الوقت ينهشني كقطيع ضباع جائع.. إحساسي بالقهر بلغ الذروة.. بات القهر أضعاف حيائي.. استجمعت من مداياتي بعض شجاعة، والموت أمامي دوامة ثقب أسود. مسيس الحاجة يسحقني ويعاود سحقي.. قررت أبوح لصديقي بطلبي المحرج.. طلبي بمساحة مرقد، وفي نفسي طلبي أكبر من درب التبانة.. أطلبه وأنا أطأطيء رأسي.. أطلبه وأنا أكز على أسناني حياء وخجل. صراعي يشتد.. قهري غلب خجلي وحيائي.. خجلي عبء كوني وقهري أكبر منه بأضعاف.. بحت لصديقي بطلبي العاجل.. أنا مقهور ياصديقي.. أنت الأمل الباقي في هذا العالم المشبع خيبة. كتبت له: صديقي أنقذني.. ساعدني كيف أخرج من هذه الورطة.. ؟! من هذا الحال المزري.. ما عاد لأخلاق الفرسان بقية.. بات الضرب تحت حزام.. لؤم وحقارات وقحة.. جيف وعفن. اشتد الحال وصار المزري أوزر.. صرت محكوما بضرورة قصوى.. ابحث عن مأوى أو ملجأ.. أيام وليال وعيوني مرهقة لم تكتحل بغمضه.. روحي تتصدع.. نفسي تنهار.. أيام تمضي وأنا لا أعرف للنوم زقاق.. القهد أكل عيوني، والقهر مزق ما بقي مني.. وروحي تسحقها عجلات قطار. كتبت بحبر من دم: لقد صبرت وكابرت ولكن نفد الصبر يا ألف صديق.. أنا مقبور ميت من رأسي حتى أخمص قدمي.. أموت على نحو يومي مصلوب مقهور ولا يوجد من يسأل عني؟! لا احتاج سؤالا بل احتاج إلى كف أذى، غير أن الأسوأ أن تجد تكرارا ممن يوئذيك بلؤم وحقارة. *** لا ادري متى يصحي صديقي من نومه.. لا أدري متى يقرأ جرحي الفاغر فاه.. أنا في عجله من أمري.. الوقت قاطع كالسيف.. الوقت يمزق شراييني.. شراييني تحتاج إلى تغيير، وجروحي في أحشائي بدأت تتعفن.. يتنازعني موت وجنون.. أحدث نفسي.. أمجنون أنا أم أكاد أجن.. هل مت وتلاشيت أم مازلت أعيش؟! أسئلة وجود قلقة. بصوت مخنوق كتبت لصديقي جرحي النازف، ووجع ملخصه أنا مجروح مقهور.. لا أدري متى يقرأ صديقي كتابي، ومتى يأتيني منه الرد..! قالوا: إذا كان لديك صديق حقيقي واحد أنت الرابح في وجه الخذلان.. صديق لا مسخ صديق.. نقي لا نسخة تزوير.. صديقي هذا نبع معروف ونقاء نادر.. صاحب نجدة.. شهم وصاحب نخوه.. وفاء فذ وأمان الغربة.. محيط من صدق وبحر من طيبة.. صديقي هذا بألف صديق. في أمريكا "يمن صغرى".. سعال وزكام.. صرع وشقيقة.. مزحتك تتحول إلى حدث كوني.. حرب شعواء من جهات أربع.. استحضر حذرك.. انت تحت عيون لا ترمش.. أنت تحت شاشات الرصد. تهم تتناسل.. رمي التهم جزاف.. أنت مدسوسا مندس.. انت ولد عاق.. جاحد معروف وكافر نعمة.. انت ذيل الكلب.. انت مرقت وخرجت عن آداب الضيف.. تهما عدة ليس لها ساس أو رأس.. أتيت بقلب يحتاج دعامة، وصرت احتاج قلب حمار ابن حمار.. قلبي أعطبه الساسة.. أوردتي وشرايني أتلفها الأوغاد.. احتاج أوردة وشرايين وعملية قلب مفتوح.. الساسة ينتظرون موتي بفراغ الصبر.. النقد في اليمن الصغرى ممنوع، والحرية معتقلة في مغلقة أصغر من قبضة يد.. بين اليمن الصغرى واليمن الأم مصالح وسياسة واغتيال مروءة.. أمراض وفتن وعاهات دوامة.. رأس المال جبان والآخر أكثر خسة. ***