يطرح أهالي مديرية المعلا، "عاصمة" العاصمة عدن،سؤالا غريبًا لم يعد يثير الدهشة بقدر ما يثير الشجن " هل يوجد لدينا مأمور". هذا السؤال، على بساطته، يحمل في طياته قصة إهمال وتجاهل، قصة "الشارع الخلفي" الذي تحول إلى رمزٍ لكل ما هو متهالك. وفيما يزعمون إن لمديرية المعلا مأمور يُدعى عبدالرحيم جاوي، لكنني، كغيري من سكان المعلا، لم أرى له أثرًا يدل على وجوده في المدينة ربما هو شبحٌ يعمل في الظلام، أو لعلّه يمارس هواية جديدة بعيدة عن الأنظار من خلال الاستماع إلى شكاوى الناس عن بعد فدعونا نُصف له هذا الشارع، لعلّه يحرّك ساكنًا حيالة، وإن كان السكون قد أصبح جزءًا من هوية المديرية. فالشارع الخلفي، الذي يوازي شارع مدرم الرئيسي، لم يعد صالحًا للمرور. لا للسيارات ولا حتى للمشاة ياحضرة المأمور. فقد اصبح اشبه بوادي من الحفر والمنحدرات، وكل زائر جديد يظن أنه دخل إلى منطقة صحراوية وعرة، وليس إلى مديرية تضم ميناءً كان يصنف ثاني أهم ميناء في العالم وحاليا هو اهم ميناء في البلاد.. السؤال هنا: لماذا ينتظر المأمور من يخبره أو يناشده او يكتب البه في المواقع؟ ألا يقع على عاتقه تفقد أحوال المديرية؟ ألا يعرف المعلا؟ أم أنه يتخيل أنها جنة على الأرض، خالية من العيوب، ولا تحتاج إلى أي تدخل؟ ربما كان المأمور يظن أن مهمته تقتصر على الجلوس في مكتبه وتوقيع الأوراق، لكننا نقول له إن مهمة المأمور الحقيقية هي في الشارع، وفي قلب المديرية. فلا قيمة للمنصب إذا لم يخدم الناس، ولا قيمة للوجود إذا كان غيابًا فعليًا. الشارع الخلفي ليس مجرد شارع، بل هو مرآة تعكس حالة الإهمال. فهل سيأتي يوم نرى فيه المأمور يتحرك من تلقاء نفسه، ليقوم بترميمه وإعادة تأهيله، أم أننا سنبقى نردد السؤال: "هل يوجد مأمور المعلا؟"