بقلم القاضي:علي يحيى عبدالمغني أمين عام مجلس الشورى / انتهت الحرب العالمية الثانية بهزيمة دول المحور بقيادة ألمانيا وإيطاليا واليابان، فتغيرت موازين القوة في العالم لصالح دول الحلفاء بقيادة امريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا، وكان لليهود في أوربا دور كبير في انتصار دول الحلفاء، فقررت هذه الدول المنتصرة إنشاء منظمة دولية تراعي موازين القوة الجديدة. فأنشأت منظمة الأممالمتحدة، ودعت الدول المهزومة والضعيفة حول العالم إلى الانضمام إليها، ومكنت اليهود الصهاينة من صياغة اهداف هذه المنظمة ومبادئها وميثاقها، ولأن اليهود خبراء في التظليل والمخادعة وتحريف الكلام عن مواضعه فقد صاغوا ميثاق وأهداف ومبادئ الأممالمتحدة بطريقة مخادعة، ظاهرها فيه الرحمة وباطنها العذاب، وصوروا للعالم أن هدف هذه المنظمة هو تحقيق السلم والأمن الدوليين، وحماية حقوق الانسان وحقوق المرأة وحق تقرير المصير وغيرها. إلا ان نشأة هذه المنظمة تقول غير ذلك، ونصوص ميثاقها تتعارض مع هذه العناوين والشعارات البراقة، فهذه المنظمة نشأت فور انتهاء الحرب العالمية الثانية، ولم تنشأ في ظل ظروف طبيعية، ومن قبل الدول المنتصرة وليس من قبل اطراف دولية محايدة، ولم تجتمع الأمم والشعوب على صايغة اهدافها ومبادئها وميثاقها بل قام بصياغتها اليهود الصهاينة دون غيرهم. لذلك كان منطق القوة والغلبة هو البارز فيها، من خلال منح هذه الدول المنتصرة دون غيرها مقاعد دائمة في مجلس الأمن، وحق النقض الفيتو على اي قرار يمكن ان يصدر عن الأممالمتحدة يعارض مصالحها، وكان التوجه اليهودي الصهيوني هو الغالب فيها، فهم من شرعوا الربا في المعاملات الدولية من خلال سيطرتهم التامة على البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وهم من نشروا الأمراض والأوبئة في العالم من خلال سيطرتهم على منظمة الصحة العالمية، وهم من شاعوا الفوضى والفساد الاخلاقي من خلال سيطرتهم على مجلس حقوق الإنسان. وكان اليهود الصهاينة هم المستفيد الأول من هذه المنظمة التي قسمت فلسطين إلى دولة عربية ودولة يهودية، واعترفت بالكيان الغاصب ولم تعترف بمالك الأرض التاريخي، فهذه المنظمة ليست سوى كذبة تاريخية كان أول كافر بها هو الكيان الصهيوني الذي خرج من رحمها، ولم يعد يصدقها او يلتزم بقراراتها النظام الأمريكي الذي اوجدها. لم تتضرر أمة من الأمم ولا شعب من شعوب العالم كما تضررت الشعوب العربية والإسلامية من نيران هذه المنظمة، فهي المسؤولة عن المعاناة التاريخية التي لحقت بالشعب الفلسطيني، وهي المسؤولة عن سقوط ملايين العرب والمسلمين في فلسطين وافغانستان واليمن والعراق ولبنان وسوريا والسوادان وليبيا وغيرها، وهي المسؤولة عن الانحراف الديني والفساد الاخلاقي والفقر والبطالة والتجسس والعمالة التي تعاني منها كافة الشعوب العربية والإسلامية، وهي المبرر الوحيد لخيانة الحكومات والأنظمة العربية والإسلامية للقضية الفلسطينية، واجرامها بحق شعوب الإمة التي تعرضت لعدوانها تحت مسمى الشرعية الدولية، كل الدول والشعوب والأمم كفرت بهذه المنظمة الدولية التي لم تنصف مظلوما على وجه الكرة الأرضية ولم تقف يوما في وجه العربدة الأمريكية والصهيونية، إلا الدول والأنظمة والشعوب العربية والإسلامية للأسف أمنت بهذه المنظمة الدولية وكفرت بدينها وتاريخها وقوتها وحضاراتها. الأمة العربية والإسلامية هي الأمة الوحيدة في العالم التي تطلب من الأممالمتحدة حمايتها، ثمانون عاما وهذه الأمة والشعوب تدين وتندد وتطالب وتناشد، هذه المنظمة عاجزة عن حماية موظفيها والوكالات التابعة لها من العقوبات الأمريكية والممارسات الصهيونية، فهل يتصور عاقل أن هذه المنظمة العاجزة عن حماية نفسها سوف تدافع عنه او تقف إلى جانبه في قضية، قبل ايام احتفل العملاء والخونة في اليمن والمنطقة بصدور قرار الأممالمتحدة بتمديد العقوبات الدولية على اليمن، هذه المنظمة نفسها تدرك أن الشعب اليمني بفضل الله وبحكمة القيادة الربانية الحكيمة تجاوز هذه المرحلة، وهو الشعب الوحيد في المنطقة الذي لم يناشد يوما هذه المنظمة، وفضح حقيقة دورها، وما يقوم به موظفوها في خدمة الامريكان والصهاينة، ولذلك نقول للعملاء والخونة(إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون) .