عبده العبدلي عشر سنوات ونيف ونحن، كموظفين – أعزكم الله – نعيش تحت مسمى "وظيفة" المشؤوم، صراعًا مريرًا مع لقمة العيش. الوضع مزرٍ للغاية، والجوع استوطن كل البيوت، إلا بعض البيوت التي خصصت للرفاهية والعيش الرغيد، ومستحقات مهولة لا تنقطع، بينما بقي غيرهم من الموظفين مكتوب عليهم البؤس والحرمان والتجويع الممنهج. حياة كلها ضنك، ليست من صنع الله، بل هي من هندسة البشر! كم هو موجع أن تُقطع مرتبات الموظفين لعشر سنوات، ويصبح الموظف عاجزًا عن توفير أبسط متطلبات المأكل والمشرب، والغاز والكهرباء، وينام وهو جائع. المؤجر يصبح كابوسًا يلاحقه في منامه عند اقتراب نهاية كل شهر، وصاحب البقالة يطالبه بتسديد الدين لأنه عليه التزامات، والتاجر وصاحب الكهرباء التجارية يهدده بفصل التيار لأنه لم يسدد الفاتورة لدورة أو دورتين. وإذا أخطأ أحيانًا وتذكر المرحوم "الراتب"، فلفظ كلمة "جائع" أو "جوع" قد تُترجم باللغة الحميرية إلى "يهودي خائن يخدم المخطط الصهيوني". "ناس عايشة كويس، وناس كويس إنها عايشة".