أحمد عبدالرحمن "حتى نحن نتواطأ مع الموت ننسى أصدقاءنا.. حتى يتذكرهم الموت ويذكرنا بهم ولن بالكثير من الفقد والدموع!" قبل 13 عاما كتبت الكلمات أعلاه.. وللتو ذكرني بها الفيسبوك يومها كان الوجع ينطق والحزن ينهشني على صديقي وزميل دراستي الثانوية عمار الكناني الذي باغتنا خبر رحيله المفاجئ والصاعق ولم أجد غير تلك الكلمات أواسي بها نفسي أمام موت مبكر خطف صديقا حالما..هادئا..ذكيا وطموحا وكان أشد ما يؤلمني شعوري بالتقصير في تذكر صديقي حيا وانقطاع تواصلي معه منذ مطلع ذلك العام كنت حينها في سنة أولى عمل. أقول الآن، ولا يبدو لي ذلك مبررا كافيا لكنه ربما تبرير متأخر أتشبث به لتخفيف هذا الحزن المتجدد في داخلي الحزن الذي يكبر ويتناسل مع كل خبر بموت قريب أو صديق بل ومع كل خبر بموت أي إنسان في هذه الأرض. ليلتها كتبت: عمار الكناني صديقي الذي مات مبكرا كالثورة، مات دون أن يخبر أصدقاءه وقبل أن يحدثهم عن الموت بعد أن حدثهم طويلا عن شكل الثورة قبل أن تموت! عمار يا صديقي.. هل الموت جبان إلى هذا الحد؟ أريدك أن تخبرني فقط لأعرف بأي وجه أقابله. في الواقع ما زال الموت يذكرنا بأصدقائنا المنسيين في القرب ولكن بعد فوات الأوان! الفيسبوك يفعل أيضا يذكرنا بأصدقائنا المنسيين في موتهم! ويعيد إلينا وجوههم في ذكرى عابرة فنكتشف أننا خذلناهم أحياء وموتى ويا له من خذلان.. ويا له من بؤس! … السلام والرحمة عليك يا صديقي عمار وعلى روحك الجميلة تلك في ذكرى رحيلك الفاجع والموجع..