رغم الضجة الاعلامية التي رافقت انعقاد القمة العربية الاسلامية الطارئة في الدوحة فان ما خرجت به لم يرق الى مستوى التطلعات ولا الى حجم التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني في غزة البيان الختامي الذي اكتفى بالتنديد والدعوة الى مراجعة العلاقات بدا في نظر الراي العام مخزيا لانه لم يتجاوز سقف البيانات التقليدية التي تعودنا عليها منذ عقود. الشعوب العربية والاسلامية كانت تنتظر قرارات عملية وقف فوري للتطبيع حظر اقتصادي وتجاري تحرك قضائي ملزم في المحاكم الدولية او على الاقل سحب السفراء من تل ابيب لكن القمة لم تقترب من هذه الخطوات بل اكتفت بعبارات فضفاضة تسجل في المحاضر وتلقى في خطابات بينما دماء الاطفال في غزة لم تجف بع والادهى من ذلك ان المشهد الموازي للقمة حمل اهانة اضافية فقد ظهر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو امام وسائل الاعلام وهو يرفع قرصا مدمجا سي دي قائلا انه يحتوي على وثائق سرية تخص بعض زعماء العرب ملوحا بها كاداة ابتزاز علني الصورة التي تناقلتها وسائل الاعلام لم تكن مجرد استفزاز بل اعلان واضح بان الاحتلال يتعامل مع القادة العرب بمنطق التهديد لا الشراكة في وقت كان هؤلاء يلقون خطابات تضامن خجولة لا ترد على التحدي. القمة بهذا الشكل لم تقدم للعالم رسالة قوة بقدر ما اكدت صورة التشتت العربي وفتحت الباب امام تساؤلات خطيرة كيف يمكن لشعوب تباد يوميا ان يكتفى من اجلها ببيان باهت وكيف يقبل القادة العرب ان يشهر نتنياهو في وجوههم قرصا مدمجا كرمز للابتزاز بينما كان الاجدر ان يشهروا في وجهه سلاح المقاطعة والعقوبات ان التاريخ لن يرحم والامة التي تفشل في استثمار لحظات الدماء والدمار لتحولها الى موقف صلب ستظل اسيرة بيانات التنديد وبينما يموت الفلسطينيون جوعا وقصفا يبقى الرهان على الشعوب الحرة ومحور المقاومة الذي يثبت يوما بعد يوم ان كرامة الامة لا تصان الا بالفعل لا بالبيانات المخزية. لقد كان صوت صنعاء حاضرا في القمة بقوة معبرا عن ضمير الشعوب ورافدا لصوت محور المقاومة حيث خرجت الملايين في شوارع اليمن وميدان السبعين كل جمعة نصرة لغزة وتاكيدا ان القضية الفلسطينية ليست ورقة سياسية بل عقيدة وهوية وان مواقف اليمنيين باقية حتى تحرير الارض والمقدسات.