وزير العدل يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بعيد الأضحى المبارك    محصلة ضحايا المدنيين المجوعين في غزة:110 شهداء و 583 مصابا و9 مفقودين    مصرع 5 جنود إسرائيليين وإصابة 2 بكمين للمقاومة بخان يونس    تشيزني يحسم مستقبله مع برشلونة    خلافات الجناح العسكري لإخوان اليمن تطفو إلى السطح.. الجبولي يقتحم منزل أمجد خالد، والأخير يهدد بنشر ملفات حساسة    من عدن إلى حضرموت.. سواحل الجنوب بانتظار الطوفان!    وقفات شعبية حاشدة في أمانة العاصمة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني    كم تبلغ عمولة وزير النفط الشماسي من 100 مليون دولار تنازل عنها لشركة OMV    صيف "الغضب الروسي".. كيف سيرد بوتين على "شبكة العنكبوت"    دراسة تحذر: العمل لساعات طويلة يغير بنية الدماغ    النفط يتجه لمكاسب أسبوعية..والدولار الأمريكي يتراجع أمام العملات العالمية    بن حبتور يهنئ حزب الله وحماس بعيد الأضحى    في ليلة تألق ألفاريز وعودة ميسي.. الأرجنتين تعزز صدارتها لتصفيات المونديال    مقتل شاب في اشتباكات مسلحة في مصلى العيد بشبوة    ضيوف الرحمن يتوافدون على مشعر منى لرمي جمرة العقبة    مهرجان الأهداف.. إسبانيا تهزم فرنسا وتبلغ نهائي دوري الأمم    مجلس الأمن يؤكد التزامه بوحدة اليمن ويدين استمرار احتجاز موظفي الأمم المتحدة    حملة نظافة لرفع البسطات والمظاهرة العشوائية بالتزامن مع عيد الأضحى    وفاة 3 أشخاص اختناقا داخل بئر في محافظة إب    تزامنا مع العيد.. أزمة غاز منزلي تخنق المواطنين في عدن    الأردن يبلغ كاس العالم 2026 على حساب العراق    لأول مرة في تاريخ اليمن صلاة العيد تتحول الى مظاهرة    اعتراف صهيوني بفشل عدوانه على اليمن    OnePlus تعلن عن أفضل هواتفها    الإسعافات الأولية في حالات الإغماء    مفاجأة علمية.. مادة في البول تكشف أسرارا مخبأة في أنسجة أدمغة عمرها 200 عام    بيان صادر عن قبائل (مراد – جهم – الجدعان) بمحافظة #مأرب اليمنية    الوطن في وجدان الشرفاء فقط!!    عقلية الاشتراكيين البلشفية جهلتهم أن 5 سلاطين من آل فضل نفتهم بريطانيا إلى الهند وتنزانيا    مؤامرة مهزومة لكسر فرحة عدن بالعيد    مقتل القيادي في تنظيم القاعدة القيفي في أبين    التحديات والاستراتيجيات في ترجمة الشعر العربي إلى الإنجليزية: دراسة تحليلية لترجمة قصيدة الشاعر أحمد مطر، "الرئيس المؤتمن"    سريع يعلن عن عملية في يافا بصاروخ باليستي فرط صوتي    الفريق السامعي يهنئ أدباء اليمن وكتابها وصحفييها وفنانيها بعيد الاضحى    أمريكا تفاجئ العالم بتشديد القيود على دخول اليمنيين إلى أراضي خشية عمليات انتقامية    ميسي يتوج بجائزة الافضل في الدوري الاميركي لشهر ايار    لافتة.. ولا كرفتة!!    خواطر مسافر.. بنوك الطعام في كندا    نادي وحدة صنعاء ينعى لاعبه السابق أحمد البيضاني    يوم عرفة والقيم الانسانية    رونالدو يحطم العقدة الألمانية ويقود البرتغال إلى نهائي دوري الأمم    عيد الأضحى تضحية وعطاء    عدن تتنفس السموم.. تقرير استقصائي يكشف كارثة صحية وراء حملات "الرش الضبابي"    إني أفتقدك يا وطني..؟!    لجنة نقابية: نقل النفط من العقلة إلى عدن مخالف عبث ومخالف للتوجيهات    نص الدرس السادس لقائد الثورة من سلسلة دروس القصص القرآني    أزمة خانقة في الغاز والبترول في عدن عشية عيد الأضحى المبارك    الهلال السعودي يعلن عن تعاقده مع المدرب الايطالي إنزاغي    عدن تستقبل عيد الأضحى بأزمة غاز    39 منظمة في عدن تناشد مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة للتدخل لوقف تدهور الأوضاع    تربية تعز تقر حرمان طالبة عامين دراسيين بسبب اعتدائها ووالدتها على إحدى المعلمات    مرصد إعلامي: مايو الأكثر قمعاً على الصحفيين اليمنيين خلال العام 2025    هلال الإمارات يبدأ توزيع كسوة العيد على الأيتام في شبوة    شركة طبية سعودية تتنصل من التزاماتها للحجاج اليمنيين    العثور على سوار ذهبي للفايكنغ في إحدى الجزر التاريخية بالبحر الإيرلندي    البرنامج الوطني لمكافحة التدخين يواصل جهوده التوعوية بأضرار التدخين في حضرموت    العثور على جمجمة ستيجوصور عمرها 150 مليون عام    الأوقاف تعلن اكتمال تفويج الحجاج اليمنيين إلى الأراضي المقدسة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إني أفتقدك يا وطني..؟!
نشر في يمنات يوم 05 - 06 - 2025


طه العامري
أن تفتقد وطنك، فأنت تفتقد هويتك، وسكينتك، وامنك، وذاتك، وشعورك بالأنتماء للمكان، الذي ولدت فيه وترعرعت، وحلمت، وشطحت باحلامك فيه ومن أجله ..!
أن تفتقد وطنك، فأنت تفتقد لمحيطك الأسري والاجتماعي، وللقيم والأخلاقيات والمبادئ، التي استوطنت وجدانك.. أن تفتقد وطنك فأنت تفتقد لدفء المكان، وتناغمه نفوس كل من فيه.. أن تفتقد وطنك، فأنت تفتقد لرائحة " أمك" لعطرها، لبخورها، " لسجادة الصلاة" التي كانت تقف عليها، تواجه " الله" وتبتهل إليه، أن يحفظك، ويوفقك، ويعلي شأنك، ويحقق لك أحلامك..!
أن تفتقد وطنك.. فأنت تفتقد طفولتك وشبابك، تفتقد طريقا كنت تمر بها، ومكانا كنت تلهو به وتلعب مع أقرأنك.. أن تفتقد وطنك، فأنت تفتقد لعقود من الذكريات المتداخلة بفرحها واحزانها..!
أن الوطن ليس مجرد "بطاقة" ولا "جواز سفر" دونت عليهما فترة صلاحياتهما..؟!
فالوطن ليس " مصنعا" و " اناء، وأنتم، وهم، وهن، ونحن" جميعا لسنا " علب فول" محدودة الصلاحية..!
أن الوطن الذي نفتقده، ليس هذا الذي نحن فيه، فما نحن فيه، ليس وطننا، بل "حلبة مصارعة" لي" فرسان الخيبة" الذين ينظرون للوطن بأنه " مجرد منجم " وإقطاعية خاصة بهم فيما _نحن _ بنظرهم " كومبارس " نؤدي أدوار في" مسرحية تراجيديا"حسب توصيات المخرج..؟!
أن الوطن هو احلامنا، طفولتنا، ابنائنا، وابائنا، أجدادنا، وتاريخنا الذي نلقنه ابنائنا واحفادنا، وهم بدورهم، سيلقون أحداثه أبنائهم واحفادهم..!
أن الوطن هو احلامنا، وهو ماضينا، وحاضرنا، ومستقبلنا..!
هو" وادي في القرية " وهو" حي في المدينة"، هو "حقل" تعفرت بترابه أقدامنا، ونحن نسير خلف "البتول" ننظف ترابه من الشوائب.. هو الطريق التي تعبنا وتخاصمنا من أجل شقها.. وهو المدرسة التي جاءت بعد طول غياب..!
والوطن ليس " راية ملونة" ولا " نشيدا وطنيا"، والوطنية لا تقتصر على تحية العلم، ولا الوقوف إحتراما للنشيد الوطني.. أن الوطن هو الدم الذي يجري في عروقنا، والوطنية هي الشهيق والزفير والهواء الذي نستنشقه..!
أن الوطن هو أبي، واباك، وأبائهم، وهو أبني، وابنك، وأبنهم، وهو حفيدي، وحفيدك، واحفادهم.. إنه" الوكر" الذي به نحتمي، و" الملاذ" الذي إليه ناوي.. وهو مسقط رؤسنا، وميدان طفولتنا، وحلم شبابنا، وكهف أسرنا، ومرتعا لشيخوختنا، وهو الحضن الذي سنواري فيه حين يحل أجلنا..!
أن الوطن الذي نفتقده، ليس هذا الذي نعيشه، والوطن الذي حلمنا به، ودفعنا ثمن احلامنا دما، ودموعا، واهات، ليس هذا الذي نعيش فيه، مجبولين بالقلق، والخوف حد الرعب من الحاضر والمستقبل..!
أن وطننا الذي نفتقده، لا نخاف ونحن في حضنه، ولا نقلق فيه، ولا تنتابنا الكوابيس على مستقبل أولادنا واحفادنا فيه..!
أن الوطن الذي نفتقده، هو ذاك الحافل بالماضي العريق، الذي شيدت عليه حضارة اذهلت العالم.. هو ذاك الذي هندس أجدادنا جباله الشاهقة، وجعلوا فيها مدرجات تعجز عن الأتيان بمثلها " ريشة أمهر الفنانين التشكيليين" الذين ساهموا في "نهضة أوروبا" ، لكنهم لن يكونوا أكثر مهارة من أولئك الذين هندسوا مدرجات زراعية في وطني، وصمموا شبكات الري، وجعلوا من " معبد الشمس" آية من آيات الفن والجمال..!
أن الوطن الذي نفتقده، هو اليمن السعيد، الواحد الموحد، تحرسه دولة النظام والقانون، والمواطنة المتساوية.. وطن يرعى الطاقات الإبداعية، لكل أبنائه، ويعيش فيه الجميع، بحرية وكرامة ومساواة، وطن خال من كل الشوائب، القبلية، والطائفية، والمذهبية، والمناطقية، والحزبية.. وطن تتجسد على ترابه كل معاني وقيم الحكمة، وترفرف في قمم جباله بيارق السعادة، وتخيم عليه سكينة وطمأنينة، وعدالة تستوطن النفوس قبل القوانين والدساتير..!
أن وطننا فرحة وابتهاج، وأمل، وحب، وتعايش مشترك، وبناء وتعمير.. أن النكد والخوف والقلق، ليست أقدار كتبت علينا، بل هي صناعة من اعتادوا العيش على حساب الوطن والشعب، وليس من أجلهما، وهؤلاء ظواهر طبيعية عابرة مثلهم، مثل " الفيضانات، والزلزال، والسيول الجارفة" سوف يتجاوز وطننا وشعبنا محنتهم..!
أن الوطن الذي نفتقده، وسنظل نحلم به، وسوف نوصي أولادنا، واحفادنا بأن يواصلوا مسيرتهم وتوريث الحلم لأبنائهم، واحفادهم، هو وطن الحب، والسلام، والتعايش فيه الجميع سواسية، تضللهم سحب المودة والاخلاص والوفاء والأخوة، وحتى يتحقق الحلم ويعود الوطن إلى عشاقه، من آدمنوا رائحة ترابه، ولم يدمنوا روائح "خزائنه" ولا "رائحة البارود" والدم ..؟!
وسوف نبقي نورث احلامنا، وتتوارثها الأجيال بعدنا حتى يتحقق حلمنا ذات يوم.. وسوف يتحقق حتما..
من حائط الكاتب على الفيسبوك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.