بن حبريش والعامري يشترون مشاركين لإجتماعاتهم بقيمة المواصلات والاعاشة    تدشين ورشة عمل "للمناصرة ودمج معايير مكافحة التمييز في خطط التنمية المجتمعية"    لائحة جزاءات مخالفات الدراجات النارية وموعد بدء التنفيذ    السقلدي يختصر معاناة عقد من الزمن في صورة    الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تُحيي تضحيات شهداء مجزرة زنجبار الدامية في ذكراها ال16    الرئيس الزُبيدي يهنئ الرئيس المصري بذكرى ثورة يوليو    مسيرة غاضبة بجامعة صنعاء تنديداً بجريمة التجويع والإبادة بحق سكان غزة    مجلس القضاء الأعلى يقر صرف العلاوات السنوية لمنتسبي السلطة القضائية    إصابة 8 مواطنين من أسرة واحدة بينهم 6 أطفال جراء انفجار أسطوانة غاز بمأرب    الرهوي يشيد بمستوى أداء منظومة الإعلام الوطنية    رئيس الوزراء يشيد بجهود وزارة الكهرباء    كهرباء شبوة.. إشراقة جديدة ضمن المنح الإماراتية الكريمة    رئيس الجمعية الوطنية يُعزّي حمدي غازي في وفاة والدته    جبر الخواطر يكفيك شر المخاطر:    الوصل الإماراتي يتعاقد مع البرازيلي فاريتا    أفضل أرضية ملعب في اليمن تصل ملعب وحدة عدن بجودة مواصفات "فيفا" العالمية    لامين جمال يختار 6 لاعبين من ريال مدريد في تشكيلته التاريخية المثالية    سينر يعيد المتورط بقضية المنشطات    سقط بشكل مفاجئ.. وفاة قيادي حوثي أثناء اعتدائه على باعة متجولين في إب    هل يقلل الذكاء الاصطناعي من قدرات التفكير لدى الطلاب؟    بتوجيهات من المحرّمي.. إحالة ملف مقطورات غاز مهربة إلى نيابة مكافحة الفساد بعدن    فضيحة مالية تهز أروقة رئاسة الوزراء: اختفاء 100 مليون ريال ومصير غامض يثير الجدل    ندوة في البيضاء حول طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني    مسارات الصراع في الشرق الاوسط ومكان الجنوب    مسيرة الطحين.. تظاهرة لإسرائيليين في تل أبيب تنديدا بسياسة التجويع بغزة    مجلس الأمن يعتمد قرارا لحل النزاعات بالطرق السلمية    طرد عصابة مجلس النواب اليمني    محلل سياسي أمريكي.. لماذا يجب على الهند الاعتراف باستقلال جنوب اليمن؟    ترامب :اليابان ستستثمر550 مليار دولار في أمريكا وستدفع 15% رسوما جمركية    روسيا.. العثور على مقبرة للحيتان القديمة في أرخبيل فرانز جوزيف    صحيفة إيرلندية: إغلاق ميناء إيلات الإسرائيلي انتصار لقوات صنعاء    تصفيات دوري أبطال أوروبا: رينجرز يحقق انتصارا مريحا على باناثينايكوس    السيتي يجهّز عرضًا بقيمة 80 مليون يورو لضم نجم برشلونة    من يومياتي في أمريكا.. صديق بصدفة قدر    من يومياتي في أمريكا.. صديق بصدفة قدر    من يومياتي في أمريكا.. صديق بصدفة قدر    تدشين العمل بشاحنة صهريج نقل الحليب في الحديدة    العثور على جثة شاب في منطقة وعرة غرب محافظة الضالع وسط غموض يحيط بوفاته    من الجامعة العربية.. اليمن تدعو لكسر حصار غزة ووقف الإبادة الجماعية    ترتيبات مع الخطوط الملكية الأردنية لتسيير رحلات إلى عدن    وزير الشباب يلتقي منتخب الشباب الذي يقيم معسكره في صنعاء    وزارة المالية تسلم 20 آلية نظافة لعدد من المحافظات    مملكة حضرموت رافعة الجنوب العربي وصانعة التاريخ    الوكيل ا.د سالم الشبحي حراك صحي خلاق ونصائح لابد منها    جريمةُ ظليمينَ البشعةُ تهزُّ شبوةَ    5 أعراض للنوبة القلبية... انتبه لها    عاجل: التعرف على شركاء جدد في مقتل "ياسين بلعيد الخليفي"    "حكاية ريشة" ..معرض فني من صنعاء إلى غزة    دراسة: تناول الأفوكادو مساء يقلل الدهون الثلاثية ويحسن صحة القلب    سرب من الدبابير يهاجم طفلا في تايلاند ويودى بحياته    أطباء بلا حدود: تفشي الحصبة في ذمار يهدد حياة آلاف الأطفال    إصلاح عمران يعزي بوفاة حرم الشهيد الثائر حميد بن حسين الأحمر    توكل كرمان.. والراقصة المصرية التي تقيم افطار صائم من مال حرام    دراسة تكشف حقائق "صادمة" عن طب "العصور المظلمة"    في كلمته بذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام .. قائد الثورة : موقفنا ثابت في نصرة الشعب الفلسطيني    فتى المتارس في طفِّ شمهان .. الشهيد الحسن الجنيد    كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (5)    السيد القائد: نحيي ذكرى استشهاد الامام زيد كرمز تصدى للطاغوت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحديات والاستراتيجيات في ترجمة الشعر العربي إلى الإنجليزية: دراسة تحليلية لترجمة قصيدة الشاعر أحمد مطر، "الرئيس المؤتمن"
نشر في يمنات يوم 06 - 06 - 2025


علي علي العيزري
ترجمة الشعر العربي إلى الإنجليزية تمثل أحد أكثر المجالات تعقيدًا في الترجمة الأدبية، نظرًا لما يتضمنه الشعر العربي من عناصر أسلوبية وفنية عميقة مثل الإيقاع، والقافية، والصور البلاغية، والرمزية الثقافية. فيتطلب نقل هذه العناصر إلى لغة أخرى دون الإخلال بالمعنى الأصلي أو التأثير العاطفي للقصيدة مهارات متخصصة واستراتيجيات دقيقة. وتهدف هذه الدراسة إلى تحليل التحديات التي تواجه مترجمي الشعر العربي وتقييم الاستراتيجيات المستخدمة في تحقيق ترجمة ناجحة، مع التركيز على قصيدته "الرئيس المؤتمن" للشاعر أحمد مطر.
التحديات في ترجمة الشعر
الإيقاع والقافية
الشعر العربي يعتمد بشكل أساسي على وحدة الوزن والقافية، مما يخلق موسيقى داخلية في النص الشعري. فعند ترجمته إلى الإنجليزية، قد يكون من الصعب الحفاظ على هذا النمط الموسيقي، حيث تختلف بنية الشعر الإنجليزي عن نظيره العربي. وتتطلب هذه الصعوبة من المترجمين إيجاد توازن بين الحفاظ على الإيقاع الأصلي وبين تقديم نص مفهوم وسلس باللغة الهدف.
الصور البلاغية والاستعارة السياسية
يتميز الشعر العربي باستخدام مكثف للتشبيه، والاستعارة، والجناس، التي غالبًا ما تكون مرتبطة بالسياق الثقافي واللغوي العربي. فبعض هذه الصور قد لا تكون مفهومة أو مؤثرة عند ترجمتها حرفيًا إلى الإنجليزية، مما يستدعي إعادة صياغتها بأسلوب يتناسب مع الذائقة الأدبية للقارئ الإنجليزي دون فقدان جوهرها الأصلي. وكمثال على ذلك، يستخدم الشاعر أحمد مطر صورًا بلاغية مكثفة تعكس الواقع السياسي العربي، مثل الاستعارة التي تصف الحكام ب"الطغاة" أو "الحمير"، وهي تعبيرات قد لا تحمل نفس التأثير عند ترجمتها حرفيًا إلى الإنجليزية. والذي يتطلب من المترجم إعادة صياغة هذه الصور بأسلوب يحافظ على قوتها النقدية دون الإخلال بالسياق الثقافي.
الرمزية الثقافية والدلالات التاريخية
العديد من القصائد العربية تستند إلى رموز ثقافية أو دينية يصعب استيعابها خارج السياق العربي. على سبيل المثال، الإشارات إلى مفاهيم ك الصحراء، النخيل، الكعبة، والفرسان العرب، قد تحتاج إلى تفسيرات إضافية أو استبدالها برموز ذات معانٍ مشابهة في الثقافة الإنجليزية لضمان فهم القارئ للنص دون تشويهه. وتتضمن قصائد أحمد مطر إشارات إلى أحداث تاريخية وشخصيات سياسية عربية، مما يجعل فهمها صعبًا بالنسبة للقارئ غير العربي. لذا عند الترجمة، يجب على المترجم إما تقديم شروحات إضافية أو استبدال هذه الرموز بأخرى ذات دلالة مشابهة في الثقافة الإنجليزية.
اللغة غير المباشرة والأسلوب الساخر
تتميز اللغة العربية بأسلوب نحوي غني يختلف تمامًا عن الإنجليزية، حيث تمتلك العربية تراكيب معقدة مثل تقديم المفعول به وتأخير الفاعل، والتكرار الفني للكلمات لتعزيز التأثير. هذه الفروقات تشكل تحديًا عند الترجمة، حيث يسعى المترجم إلى الحفاظ على معنى النص الأصلي دون إخلال بالانسجام اللغوي في النص الإنجليزي. ويتميز شعر أحمد مطر بأسلوبه غير المباشر والسخرية اللاذعة، وهو ما قد يكون صعبًا في الترجمة، حيث أن بعض التعبيرات الساخرة قد تفقد قوتها عند نقلها إلى لغة أخرى. والذي يستدعي من المترجم إيجاد توازن بين الحفاظ على المعنى الأصلي وبين تقديم النص بأسلوب مفهوم للقارئ الإنجليزي.
الاستراتيجيات المقترحة لتحسين ترجمة أشعار أحمد مطر
استخدام الترجمة التفسيرية بدلا من الحرفية
تُعد الترجمة الحرفية غير مناسبة إلا إذا كان الهدف هو نقل معنى النص دون التركيز على الجانب الجمالي أو الشعري، لكنها غالبًا ما تفقد التأثير الفني للنص الأصلي. في المقابل، تتطلب الترجمة التوظيفية أو التفسيرية تعديل الصياغة وإعادة بناء الجمل بما يتناسب مع جماليات الشعر الإنجليزي. ونظرًا لتعقيد الصور البلاغية والرمزية السياسية في شعر أحمد مطر، فإن الترجمة التوظيفية أو التفسيرية التي تعيد صياغة المعاني بأسلوب يناسب الثقافة الإنجليزية قد تكون أكثر نجاحًا من الترجمة الحرفية.
الحفاظ على الإيقاع والقافية قدر الإمكان
يمكن للمترجم اعتماد تقنيات مثل القافية البديلة أو الإيقاع المماثل للحفاظ على الموسيقى الداخلية للنص الشعري، مما يساعد في نقل التأثير الفني للقصيدة.
دمج الشرح والتفسير
عند ترجمة الرموز الثقافية أو الدينية، يمكن إدراج ملاحظات توضيحية في النص المترجم أو في الهامش، مما يساعد القارئ على فهم السياق الأصلي دون الحاجة إلى تغيير جوهري في الترجمة.
استخدام أسلوب لغوي يعكس السخرية الأصلية
إذا كانت الصورة البلاغية غير قابلة للترجمة، فمن الأفضل إعادة صياغتها بأسلوب يتناسب مع ثقافة اللغة الهدف، مع الحفاظ على تأثيرها العاطفي والجمالي. ولضمان الحفاظ على الأسلوب الساخر لأحمد مطر، يمكن للمترجم استخدام تعابير إنجليزية تحمل نفس التأثير النقدي، مما يساعد في نقل روح النص الأصلي.
تحليل ترجمة قصيدة "الرئيس المؤتمن"
قصيدة "الرئيس المؤتمن" هي واحدة من أبرز قصائد أحمد مطر التي تعكس نقدًا سياسيًا لاذعًا للحكام العرب، حيث تصور مشهدًا متكررًا من الوعود الكاذبة التي يقدمها القادة لشعوبهم دون تنفيذها. ففي النص العربي، يعتمد الشاعر أحمد مطر على التكرار لإبراز المفارقة السياسية، حيث يكرر الرئيس وعوده عامًا بعد عام دون تحقيقها.
النص الأصلي:
زار الرئيس المؤتمن
بعض ولايات الوطن
وحين زار حيّنا
قال لنا
هاتوا شكاواكم بصدقٍ في العلن
ولا تخافوا أحدا فقد مضى ذاك الزمن
فقال صاحبي حسن
يا سيدي
أين الرغيف واللبن؟
وأين تأمين السكن؟
وأين توفير المهن؟
وأين من
يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟
يا سيدي لم نر من ذلك شيئا أبداً
قال الرئيس في حزن
أحرق ربي جسدي
أكلّ هذا حاصل في بلدي؟
شكرا على صدقك في تنبيهنا يا ولدي
سوف ترى الخير غدا
****
وبعد عام زارنا
ومرة ثانية قال لنا
هاتوا شكاواكم بصدق في العلن
ولا تخافوا أحدا
فقد مضى ذاك الزمن
لم يشتك الناس
فقمت معلنا
أين الرغيف واللبن ؟
وأين تأمين السكن ؟
وأين توفير المهن؟
وأين من
يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟
معذرة يا سيدي
وأين صاحبي حسن ؟
"The Trustee President" Translated into English by: Ali Ali Al-Aizari
The Trustee President came to see,
Our nation's towns, from sea to sea.
He reached our street and gently said,
Speak your complaints, lift up your head
No fear remains, that time is gone,
Your voices matter, every one."
Then Hassan rose with earnest plea:
Where is the bread, the milk we need? "
Where is the home, the job, the care?
Where's healing aid for those in need?
We've seen none of these, nor of those."
The President, with sorrowed face,
Declared, "Such lack; what a disgrace!
May flames consume me if it's true.
Thank you, son, for speaking through.
Soon, better days will come to you."
A year then passed; he came once more,
Repeating words he'd said before.
"Speak your complaints, lift up your head.
No fear remains, that time is gone,
Your voices matter, every one."
But silence met his call that day,
Until I stood and had my say:
"Where is the bread and the milk we need?
Where is the home, the job, the care?
Where's healing aid for those in need?
Excuse me, sir, but please explain,
Where is my friend Hassan?
وفي الختام يمكن القول أن ترجمة الشعر العربي إلى الإنجليزية، وخاصة أعمال الشاعر أحمد مطر، تشكل تحديًا فنيًا ولغويًا يستدعي توازناً دقيقاً بين الحفاظ على المحتوى الأصلي وبين تقديمه بأسلوب يتناسب مع اللغة والثقافة الهدف. كما أن قصيدة "الرئيس المؤتمن" تقدم نموذجًا حيًا لهذا التحدي، حيث يمتزج النقد السياسي اللاذع بالأسلوب الشعري القوي، مما يجعل ترجمتها تجربة معقدة تتطلب معالجة دقيقة للصور البلاغية، الإيقاع، والرمزية الثقافية. وإن نجاح ترجمة مثل هذه القصائد لا يعتمد فقط على الدقة اللغوية، بل يمتد ليشمل الحفاظ على الجوهر العاطفي والتأثير النقدي للنص الأصلي. سواء كانت الترجمة حرفية، تفسيرية، أو إبداعية، يجب أن تسعى إلى تحقيق التوازن بين إيصال المعنى والمحافظة على الأثر الفني للنص العربي، وهو أمر لا يزال يشكل تحديًا كبيرًا في الترجمة الأدبية. ولذا تبقى ترجمة الشعر، وخاصة الشعر السياسي، أحد أكثر المجالات تعقيدًا، حيث يكون المترجم مسؤولًا ليس فقط عن نقل الكلمات، بل عن حمل الرسالة، العاطفة، والصوت الأصلي للشاعر إلى جمهور جديد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.