تعيش مدينة تعز حالة من الترقب والقلق، وسط انتشار مليشيات مسلحة في كثير من الشوارع والأحياء في المدينة، عقب مواجهات قبلية بين مليشيات الشيخ حمود المخلافي و مسلحين من محافظة مأرب، على خلفية مقتل شقيق الشيخ المخلافي صباح اليوم الأحد من قبل مسلحين يستقلون دراجة نارية في حي عصيفرة شمال مدينة تعز. و شوهد بعد مغرب اليوم مسلحين قبليين في حي الروضة و أحياء مجاورة، بعضهم على سيارات نقل وأخرين منتشرين على جانبي الشوارع، مدججين بأسلحة متوسطة وخفيفة. كما شوهدت سيارات شاص على متنها مسلحين، بعضهم يحملون قذائف ال"أر بي جي" بالقرب من مدرسة زيد الموشكي و حي كلابة وحوض الأشراف. و أكد ل"يمنات" مصدر محلي في حي عصيفرة أن سيارات تحمل مسلحين قبليين، ما تزال تتوافد على حي الروضة، الذي يقع فيه منزل الشيخ حمود المخلافي، والذي بات محاطا بمئات المسلحين القبليين. يأتي ذلك في وقت تحدثت فيه أنباء عن وصول سيارات تحمل مسلحين قبليين، إلى مدينة إب، قادمين من العاصمة صنعاء ومحافظة مأرب، وجميعهم من قبيلة مراد، التي يتهم مجموعة من أبناؤها بقتل شقيق المخلافي، والذين تعرض منزل أحدهم ويعمل في أمن تعز للحرق، واصابته برصاص مسلحي المخلافي، فيما تعرض معرض سيارات في حي الحوبان يتبع أحد أبناء مأرب للحرق، قبل تدخل قوة أمنية لحمايته. و حصل "يمنات" على معلومات تشير إلى أن مسلحين قبليين من مليشيات المخلافي، انتشروا منذ عصر اليوم في شارع الستين شمال مدينة تعز، وفي مفرق الذكرة وبالقرب من مفرق ماوية، تحسبا لوصول مسلحين قبليين من محافظة مأرب. و طبقا للمعلومات فإن اطقم قبلية مسلحة انتشرت في شمال شرق مدينة تعز، بشكل كثيف منذ مغرب اليوم، تحسبا لأي هجوم لمسلحين قيل أنهم قادمون من مأرب. و كان الشيخ حمود المخلافي كشف اليوم في تصريحات صحفية أن اجتماعا لوجهاء وأعيان من محافظة تعز، منح السلطات المحلية في المحافظة مدة (48) ساعة للقبض على قتلة شقيقه، مؤكدا أنه لن يترك دم شقيقه يذهب هدرا. وقتل صباح اليوم في حي عصيفرة الدكتور فيصل سعيد قاسم المخلافي، أثناء خروجه من جامعة السعيد التي يعمل بها، من قبل مسلحين يستقلان دراجة نارية، قيل أنهما من محافظة مأرب. وتعود واقعة القتل لثأر قديم بين المخلافي وقبليين من قبيلة مراد بمأرب، حدثت قبل سنوات، وتم حلها بالعرف القبلي، غير أن بعض أولياء الدم رفضوا التنازل. و على إثر مقتل الدكتور المخلافي، قام مسلحون يتبعون المخلافي بإحراق منزل ضابط يدعى (الحليسي) من أبناء مأرب اتهموه بالقتل، و تعرضه للإصابة برصاص المسلحين، بعد أن هاجموا منزله، ليتم نقله واسرته وسط حراسة أمنية مشددة إلى مستشفى اليمن الدولي. و يقود المخلافي المئات من المليشيات القبلية المسلحة المحسوبة على تجمع الإصلاح، والتي خاضت مواجهات دامية منذ ما بعد احراق ساحة الحرية بمدينة تعز في ال29 من مايو 2011، مع القوات الموالية للرئيس السابق صالح.