المعبقي: فبراير حملت وجهين طامع ومظلم والحرب مكنت منحرفين على حساب مستقبل الوطن    في الحروب الاهلية لا يوجد "منتصر" بل يوجد مهزومين    سريع يعلن عن عمليات عسكرية في فلسطين المحتلة والاعلام الاسرائيلي يعلن عن صعوبات في الاعتراض    سريع يعلن عن عمليات عسكرية في فلسطين المحتلة والاعلام الاسرائيلي يعلن عن صعوبات في الاعتراض    شبوة.. وفاة طبيب ونجله غرقاً بسيول الأمطار في عسيلان    شبوة.. وفاة طبيب ونجله غرقاً بسيول الأمطار في عسيلان    القوات المسلحة تدك 3 اهداف احدهما مطار اللد وتحدث اربك كبير في فلسطين    إقالة مفاجئة لمدرب المنتخب الوطني للناشئين    صمود التنمية في وجه العاصفة: كيف يصنع الصندوق الاجتماعي للتنمية السلام في أزمنة الهشاشة..؟    وزارتا الشؤون الإجتماعية والنقل تبحثان مسودة انضمام اليمن لاتفاقية العمل البحري (MLC)    قضية الوديعة السعودية تفتح ملف الشفافية والرقابة على المال العام في اليمن    ترامب يكشف موعد ومكان إقامة قرعة نهائيات كأس العالم 2026    الامم المتحدة تعلن تفشي المجاعة في قطاع غزة    السعودية تعرب عن قلقها من حالة المجاعة في غزة وتدين جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال    لحج.. العثور على جثة جندي بعد أيام من اختفائه    لأول مرة بالشرق الأوسط.. الأمم المتحدة تعلن رسميا المجاعة في قطاع غزة    قوات دفاع شبوة.. دور راسخ في مكافحة الإرهاب    مصادر ل"حياة عدن": توجه حكومي لإلغاء صرف المرتبات عبر البنوك التجارية وشركات الصرافة    تفكيك الفكر الحوثي وسلاحه.. الطريق الإجباري نحو السلام    عاجل: عودة التصعيد في تريم وإغلاق الطريق الدولي    محافظ البيضاء يتفقد سير تجهيز ساحة الاحتفال بالمولد النبوي في مديرية السوادية    الرئيس المشاط يعزّي الفريق علي بن علي القيسي في وفاة نجله    صنعاء: مليونيه ثابتون مع غزة.. تهديدات ومؤامرات الأعداء لا ترهبنا    رسميا.. مانشستر سيتي يمدد عقد روبن دياز    أبين .. التظاهرات الشعبية تتواصل للمطالبة بإعادة فتح طريق ثرة والانتقالي يدفع بتعزيزات عسكرية    عدن.. مكتب الصحة يوجه المستشفيات والمراكز الخاصة بتخفيض رسوم الخدمات الطبية    عدن.. مكتب الصحة يوجه المستشفيات والمراكز الخاصة بتخفيض رسوم الخدمات الطبية    عدن.. مكتب الصحة يوجه المستشفيات والمراكز الخاصة بتخفيض رسوم الخدمات الطبية    من يومياتي في أمريكا.. صديق بألف صديق    من يومياتي في أمريكا.. صديق بألف صديق    كرة القدم اليمنية بين الارتجال والحاجة إلى التخطيط المؤسسي    توقعات بأمطار متفاوتة الشدة بالساعات المقبلة    منتخب الشباب يغادر صنعاء للمشاركة في كأس الخليج الأولى بأبها    استعدادات وتجهيزات مكثفة بذمارلإحياء ذكرى المولد النبوي    غداً بدء تنفيذ توجيهات قائد الثورة بإعفاء مالكي السيارات المتعثرة من الرسوم    قرار مفاجئ.. اتحاد الكرة يقيل قيس محمد صالح ويعين سامر فضل    اختتام دورة تدريبية بهيئة مكافحة الفساد في اعداد التقارير    هائل سعيد والكريمي مطلوبين للعدالة لنهبهم الوديعة السعودية(وثائق)    ما يمارس على الجنوب أقذر انواع الحروب    الحجرية أمس ذبحت الجنوب... وحجور اليوم يريد يكمل الذبح    مقر الاشتراكي في عدن وكر للمؤامرات على الرئيس الزبيدي    أجيال تُدجّن وأنظمة تُسلّط    اختتام تدريب 46 كادرا من صندوق تنمية المهارات في خدمة العملاء    تنفيذ أربعة أحكام قصاص بحق مدانين في قضايا قتل بتعز    حادث مروري في تعز يُسفر عن إصابة 15 شخصًا وسط مطالب بتحسين الطرق    ريال مدريد حسم مستقبل براهيم دياز    علاء الصاصي يلمح إلى تغييرات فنية في منتخب الناشئين    مصر تقرر مصير الملك توت عنخ آمون بشكل نهائي    غموض الرؤوس المقطوعة لتماثيل النساء الأثرية في اليمن    عدن.. البنك المركزي يعلن سحب تراخيص منشأتين للصرافة ويغلق مقراتها    جبل الوطن يترنح…!    بسبب الامطار ... انهيار حصن تاريخي في صنعاء .. صورة    بن سميط يحذر من مشروع "ضرب من الخيال" في شبام    نبتة خضراء رخيصة الثمن.. تخفض ضغط الدم وتحمي من السرطان    الصحة العالمية: اليمن يسجل أكثر من 60 ألف إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    محامي شيرين:كسبنا القضية بالحجز والتعويض    أكاذيب المطوّع والقائد الثوري    توكل كرمان، من الثورة إلى الكفر بلباس الدين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صمود التنمية في وجه العاصفة: كيف يصنع الصندوق الاجتماعي للتنمية السلام في أزمنة الهشاشة..؟
نشر في يمنات يوم 22 - 08 - 2025


المهندس تيسير محمد عبده كليب
في اليوم العالمي للعمل الإنساني، تتجه الأنظار نحو الأبطال الذين يعملون في الخطوط الأمامية للأزمات. لكن بعيدًا عن عدسات الكاميرات، هناك نوع آخر من العمل، لا يقل بطولةً، يُبنى بصمت وصبر: إنه عمل التنمية المستدامة في أكثر البيئات هشاشةً في العالم.
في خضم الصراعات المتوالية والأزمات الاقتصادية العميقة، تبرز بعض المؤسسات كقلاع للأمل، ليس فقط لأنها تقدم الإغاثة، بل لأنها تزرع بذور المستقبل.
ويقدم الصندوق الاجتماعي للتنمية في اليمن نموذجًا فذًا على قدرة التنمية على الصمود والبناء، حتى عندما تعصف بالبلاد رياح الشدائد.
على مدى سبعة وعشرين عامًا ، وفي بلد شهد ما لا يُحصى من المحن، رسّخ الصندوق الاجتماعي للتنمية فلسفة جوهرية: الإنسان هو محور التنمية وغايتها.
لم تكن هذه شعارات عابرة، بل هي استراتيجية عمل متكاملة أثبتت جدواها على الأرض. ففي حين أن الأزمات تميل إلى تعميق الانقسامات وتفتيت المجتمعات، عمل الصندوق كقوة موحِّدة، مستهدفًا بمشاريعه القرى النائية والمدن الكبرى على حد سواء، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن التنمية الحقيقية لا تتجزأ.
إن هذا النموذج يكتسب أهمية عالمية لأنه يقدم إجابة عملية على أحد أكثر الأسئلة إلحاحًا في عصرنا: كيف يمكن بناء السلام المستدام؟ الإجابة التي يقدمها الصندوق تكمن في ما يُعرف ب "الترابط بين العمل الإنساني والتنمية والسلام" (Humanitarian-Development-Peace Nexus). فبدلاً من الفصل المصطنع بين الإغاثة العاجلة والتعافي طويل الأمد، يجسد الصندوق هذا الترابط عبر برامج مبتكرة. فبرنامج "النقد مقابل العمل"، على سبيل المثال، لا يوفر فقط دخلاً للأسر المتضررة من الأزمات، بل يشركها في إعادة بناء البنية التحتية لمجتمعاتها، مثل تحسين وضعها البيئي ورصف الطرق وحماية الأراضي الزراعية. إنه يحول المستفيد من متلقٍ سلبي للمساعدة إلى شريك فاعل في بناء صمود مجتمعه.
لقد أدرك الصندوق بحدس استراتيجي أن التعليم والصحة هما خط الدفاع الأول لأي مجتمع. فبناء المدارس وتأهيلها، وتدريب المعلمين، وتجهيز الوحدات الصحية، ليست مجرد خدمات، بل هي استثمار مباشر في رأس المال البشري الذي سيقود التعافي. وعندما يتمكن طفل في قرية نائية من الوصول إلى مدرسة جيدة، أو تحصل امرأة حامل على رعاية صحية لائقة، فإننا لا ننقذ حياة فرد فحسب، بل نحصّن مستقبل مجتمع بأكمله ضد اليأس والجهل.
كما يقدم الصندوق درسًا بليغًا في أهمية "التنمية التي يقودها المجتمع" (Community-Driven Development). فبدلاً من فرض حلول من الأعلى، تقوم فلسفة الصندوق على الشراكة والثقة مع المجتمعات المحلية. إن رصف طريق ريفي أو بناء حاجز مائي لا يتم بمعزل عن السكان، بل بالتعاون معهم، مما يضمن أن المشاريع تلبي احتياجاتهم الحقيقية وتكتسب ملكية مجتمعية تضمن استدامتها. هذا النهج يعزز التماسك الاجتماعي ويقوي المؤسسات المحلية، وهي اللبنات الأساسية لأي سلام دائم.
وفي عالم يتزايد فيه القلق بشأن المخاطر المالية والشفافية، يواجه الصندوق تحديات جسيمة، كما هو حال العديد من المؤسسات العاملة في البيئات المعقدة.
إن الحفاظ على ثقة المانحين والشركاء الدوليين، وضمان استمرارية تدفق التمويل، يتطلب مرونة استثنائية وقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة. تفرض هذه التحديات على الصندوق ان يعمل ككيان محايد، والتكيف مع المتطلبات الدولية مع الحفاظ على مهمته الأساسية في خدمة جميع اليمنيين، تعكس التحدي الأكبر الذي يواجه العمل الإنساني والتنموي على مستوى العالم: كيف نحافظ على المبادئ الإنسانية ونضمن فعالية المساعدات في سياقات سياسية بالغة التعقيد؟
إن قصة الصندوق الاجتماعي للتنمية ليست مجرد قصة نجاح محلية، بل هي دراسة حالة عالمية في كيفية بناء مؤسسات قادرة على الصمود.
في اليوم العالمي للعمل الإنساني، وبينما نُحيّي شجاعة عمال الإغاثة، يجب أن نُحيّي أيضًا حكمة وبصيرة بناة التنمية. إنهم يثبتون لنا يومًا بعد يوم أن الاستثمار في كرامة الإنسان، وتعليمه، وصحته، وتمكينه، ليس مشروعًا مؤقتًا، بل هو المسيرة المستمرة التي تبني السلام من القاعدة إلى القمة، وتصنع مستقبلًا أكثر عدلاً واستقرارًا للجميع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.