قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي صلاح السقلدي إنّه لا مشكلة في وجود التيارات السلفية وغيرها من التيارات الدينية في جنوباليمن، إذا تحوّلت إلى كيانات مدنية منزوعة السلاح، واعترفت بالقوانين النافذة التي تصفها ب"الوضعية"، واندَمجت في مؤسسات الدولة، أياً كانت الدولة (دولة واحدة، أو دولتين، أو اتحادية). عبء ثقيل واعتبر في حديثه لقناة يمن شباب أنّه من دون ذلك ستُشكّل هذه التيارات عبئاً ثقيلاً على الجميع، وعلى الجنوب بالذات، مشيراً إلى أنّ الأخير عانى من الإسلام السياسي منذ غداة الوحدة عام 1990، حين تبنّى حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن) الخطاب التكفيري ضد الجنوب باعتباره "جنوباً شيوعياً"، ثم اختلف خصوم الجنوب، واستخدموا ضد بعضهم ورقة المعاهد الدينية التي كانت نقطة خلافية بين شركاء الوحدة، ما أدخل البلاد بعد ذلك في دائرة الاتهام بدعم الإرهاب، وخسرت جراء ذلك الكثير من السمعة وفرص التنمية. الخطاب التكفيري وأكّد السقلدي أنّ الخطاب التكفيري استُخدم حينها ضد الجنوب في حرب صيف 1994، وكأنها حرب بين الكفار والمسلمين. وأضاف: "ولأننا اكتوينا بنار هذا الخطاب، فإننا نرفض أن يتكرر اليوم من أي جهة كانت، بما فيها السلفية، وبالذات الجهادية، وما تسمى ب" السرورية والجامية والمدخلية". المستهدف ورأى أنّ هذه التيارات السلفية، وبالذات تيار الحجوري، يتم تكريس وجودها في الجنوب لا في الشمال، ما يؤكّد أنّ الجنوب هو المستهدف تحت أي ذريعة. نزع الخطاب المدمر وأبدى السقلدي رفضه لبقاء جماعات الإسلام السياسي الإيديولوجي بمختلف تفرعاتها السلفية والإخوانية والزيدية، لأنها تستخدم الدين لأغراض سياسية، مؤكداً ضرورة ترويضها ونزع الخطاب المدمّر عنها، وتجفيف منابع فكرها المتشدد، وتحويلها إلى أحزاب مدنية. استبعاد ونوّه السقلدي إلى أنّه لا يرى أنّ المجلس الانتقالي سيصطدم بالجماعات السلفية على المدى القريب، مبيناً أنّ ثمة عوامل مشتركة ما تزال تضبط إيقاع تحركاتهما وخطابهما، وتجمعهما قواسم مشتركة، ولو مؤقتاً. قواسم مشتركة وأوضح أنّ أول هذه القواسم هو العداء للحركة الحوثية، والخوف لدى الطرفين من أي هجوم قد يشنّه الحوثيون على الجنوب في وقت لم يتم التوصل فيه إلى تسوية نهائية بعد. وأضاف أنّ القاسم الثاني هو الجامع المشترك المتمثّل في "التحالف" الذي يتحكّم بهما بشكل واضح ويضبط إيقاع تحركاتهما وخطابهما، لافتاً إلى أنّ التحالف لن يسمح بأي صدام قبل أن يحقق أهدافه منهما. صدام وأكّد أنّه لا يستبعد حدوث صدام على المدى المتوسط أو البعيد بين التيارات السلفية والمجلس الانتقالي، بل بينها وبين كل القوى السياسية الجنوبية الأخرى، مشدداً على أنّ المشروع السياسي الوطني لا يمكن أن يجتمع بالمشروع الديني الإيديولوجي في غمد واحد. مكمن الخطورة وأشار السقلدي إلى أنّ هذه الحرب أفقدت الجماعات السلفية الكثير من خطابها التوعوي بعد أن تمّت عسكرتها، معتبراً أنّ ذلك هو مكمن الخطورة ومصدر التوجس منها في قادم الأيام.