الحديث عن المسالة الدينية خاصة في حضرموت شائك جدا وهام . اكتب دائما ما اعتبره قانون التدين والمذهبية في جنوب شبة الجزيرة العربية من باب المندب إلى المهرة هو لحضرموت هي مفتاح المذهبية في الجنوب كله والتحكم في التوجه الديني في حضر موت يعني التحكم في توجه عدن ولحج وأبين والضالع والمهرة وشبوة ويافع تأثير حضرموت وسطوتها الدينية تاريخ له امتدادات حني خارج النطاق الجغرافيا للجنوب والجزيرة وتأثيراتها في جنوب شرقا آسيا مثال لقد امتلكت هذه ألرقعه الجغرافية ذات يوم أول مدرسة دينية على مستوى التاريخ الإسلامي كله تطرح نموذجا لا مثيل له وتطبيق فريد لمفهوم الفتح الإسلامي للاقطار ففي حين كان مفهوم الفتح مرتبط بالسف والاستيلاء المسلح للاقطار قدمت حضرموت نموذج للفتح الإسلامي بلا سيف وبلا دماء وبدون الاستيلاء الدامي المصحوب بالسبايا القتانه والآلام والأحقاد والمكبوتة ولم يكن ذلك الفتح الدعوي محصوراً في رقعة واحدة بل غطى مساحات شاسعة من شرق آسيا الإنسانية الإسلامية تلك التجربة الفريدة تحتاجها البشرية اليوم ويحتاجها الإسلام أيضاً كنز لم يلق حقه من الاهتمام والعناية وهي مازالت حتى اليوم تقدم شعوب تلك الدول ومجتمعاتها وأنظمتها السياسية كمثال لدول ومجتمعات مسلمة ناجحة قادرة على التعايش مع الإنسانية من هذا المدخل وبناءاً على المتغيرات الكبرى وشبة الشاملة التي حدثت في حضرموت بعدا العام 90/ ومن قبله من تاريخ اكتساح المد القومي والسيادي في 67م/ الذي مهد المرحلة العام 90حيث تمكنت السلفية السرورية بدعم من حركة الإخوان فرع اليمن شريكة نظام الحكم في صنعاء . وبناءا على المتغيرات الهامة التي أعقبت دخول قوات التحالف إلى حضرموت وموقفها الصارم من السلفية السرورية واعتقال بعض رموزها. يمكننا القول أن حضرموت الآن تعيش حالة فراغ ديني أو على وشك أن تدخل فيها وهذه حالة خطره قد تؤدي ببروز موجة دينية أكثر تشدداً من بين التيار ألسروري والإخوان. الحالة الدينية قبل دخول القوت الإماراتية وقوات النخبة للمكلا بعد عمل دام ربع قرن تمكنت السلفية السرورية وسلفية جمعية الحكمة والسلفية العلمية وحركة الإخوان من إحكام والسيطرة الدينية على جميع مدن ومناطق ساحل حضرموت واغلب مناطق الوادي عبر عمل ممنهج وبعيد المدى بأدوات الجمعيات الخيرية الدعوية والسيطرة على المساجد. ولم يبقى للمدرسة التقليدية الصوفية في الساحل إلا حضور باهت في مساجد قديمة مهملة محاصرة بخطاب عدائي واقعياُ في لم يخل الأمر من مساندة سياسية من صنعاء بشق نظامها الاخواني وغض الطرف من الشق العفاشي وتلك المساندة فدفها المباشر طمس المدرسة الحضرمية لأنها إحدى ضمانات واختلاف العضوية بين الشمال والجنوب ولا يجاد رابط استراتيجي ديني مستدام بين المناطق الجنوبية ومناطق نفوذ حركة الإخوان في وسط اليمن تحديدا وصولا لصنعاء إذ من الصعب توطين الذهب الأمامي الزيدي جنوبا ليكون الرابط الديني الدائم لكن توطين الأمامية السنية الاخوانية ممكن في بيئة الجنوباليمن .
هل جماعه الإخوان حركة أمامية ؟ أنني اعتقد أن الإسلام السياسي هو الأمامية والأمامية مسار يمكن إضافته لمذهب سني أو شيعي لا فرق . والأمامية لها تعريف هو تعريف الإسلام السياسي نفسه إذ هي سلطة إلهية للدنيا والدين وهده المسالة تحتاج بحث أخريين أن الإسلام السياسي هو نفسه الأمامية وان مصدره الأساسي فهم غير عربي للإسلام وعلاقته بالحكم . ليس هذا محل نقاشه . كيف يمكن الآن ملء الفراغ الديني في حضرموت لموا كبة الجهة الأمني ؟ لابد أولا من التذكير بالاتي : - التفريق الدقيق بين المدرسة الحضرمية الصوفية في الوادي والتي يقع مركزها في تريم المدرسة الأزهرية الصوفية في ساحل حضرموت والتي يقع مركزها في غيل باوزير والشحر
أن الفروق بين المدرستين دقيقة جدا لكنها مؤثرة.ويمكن اختصارها في الأتي : 1- الصبغة الصقوسة الصوفية لمدرسة تريم يقابلها صبغة منهجية علمية لمدرسة غيل باوزير وهنا لا نعني أن مدرسة تريم ليست علمية وفقهية وأصولية أيضاً كما لا نعني أن مدرسة غيل باوزير تخلو من الطقوس الصوفية ولكم نعني الطابع العام الغالب على الجهتين. ففي مدرسة الساحل كان الاهتمام ينصب بالدرجة الأولى على تخريج القضاة والمعلمين والدعاة أكثر من الاهتمام مثلا بالمنشدين والمريدين على الطريقة الصوفية التقليدية في مدرسة تريم . 2- ألنزعه الهاشمية والطبقية القوية لمدرسة تريم تقابلها ميول شعبية غير طبقية لمدرسة غيل باوزير فقد فتحت هذه المدرسة منصب الرياسة الدينية والعلمية في أربطتها لطبقات المجتمع الدنيا أبناء الفلاحين والحرفيين وأوصلتهم لرياسة الحالة الدينية وحتى لرياسة القضاء الشرعي كالعلامة باغوزه وبامخرمة وبرعية وغيرهم كثير. 3- انفلات المدرسة الصوفية في تريم على موروث علماها وتقاليدهم الدينية والاجتماعية يقابله انفتاح المدرسة الساحلية على تراث الأزهر حيث يعد العلامة بن يسلم مؤسس رباط الغيل الذي هاجر لمصر ودرس بالأزهر ونال الإجازة منها يعد مؤسس المدرسة الساحلية . إن تلك الفروق بين الاتجاهين في ذات المدرسة تعود لأسباب اجتماعية وسياسية وجغرافية أيضاً في زمنها. مثلا في الفروق الاجتماعية يمكن ملاحظة الحضور الكبير والمركزي للطبقة الهاشمية في الوادي في حيت يضعف ذلك الحضور الهاشمي في الساحل. في الفروق السياسية لا يخض وقوع مدرسة تريم ضمن نطاق حكم السلطنة الكثيرية الأكثر ميلا للطبقية والقبيلية والمحافظة ربما لكون مناطقها في الأغلب ريفية وحواضرها ومدنها اقل حضوراً. بينما تقع مدرسة الساحل في نطاق حكم الدولة القعيطية أكثر انفتاحا وحداثة ومقارنة بالدولة الكثيرية والأكثر اقترابا من عدن اجتماعياً واقتصادياً وجغرافياً أيضاً . ولان حضور المدن والمدنية في جغرافيا الدولة القعيطعية اكبر من حضور الأرياف فساحل حضرموت تنقلب فيه التركيبة إلى مدن وحواضر حولها هوامش ريفية محدودة . فيما المعادلة في الوادي هوامش ريفية كبيرة حول مدن محدودة . أما البعد الجغرافي فيمكن ملاحظة في الفروق بين طبقة الحياة والاجتماع الإنساني وقوانينه في السواحل وتلك التي في المناطق الجبلية و الصحراوية . فقانون المناطق الساحلية الاجتماعية والثقافي دائما يتجه نحو الانفتاح والتنوع والقدرة على التجدد كما يمكن إضافة بعد أخر للفروق بين الاتجاهين وهو إن سكان الساحل في الأغلب هم متنقلون من منطقه الصفية ( الوادي) لأسباب منها الهروب من الحالة الطبقية والتميزية في مناطق الوادي أو لأسباب الحروب القبلية والنزاعات العشائرية والأسرية أو لأسباب اقتصادية مرتبطة باعتماد مناطق الوادي على الزراعة كمورد أساس للسكان وارتباط هدا المورد بالامطار والقامط وسنين تسحة الإمطار . أن مراعاة هذه الفوارق بين الاتجاهين الديني في نفس المدرسة الدينية التقليدية في حضرموت هام جدا عند الحديث عن أي تفكير مستقبلي في إعادة إنعاش حضرموت ومدرستها الدينية ومللأ الفراغ الذي سينجم عن تجربة السلفية السرورية والقعيطية الاخوانية. أي بمعنى إحياء مدرسة الساحل بخصوصياتها ومميزاتها اللصيفة بالمجتمع المحلي والتي مازال الوادي الجهي للمجتمع في ساحل حضرموت يكن لها ذكرى طيبة رغم الاكساح السلفي السروري . وإحياء ودعم مدرسة الوادي من تريم في نطاقها الجغرافي وبمميزاتها مع اسناد أي توجه اصلاحي وتجديدي للمدرستين .
كيف يمكن تطفي إغلاق الديني الذي انتجتة السلفية والقطية الان ؟
إن استعمال السرورية بالعمل الأمني ممكن ظاهرياً لكن ترك الساحة خالية خطا كبير كما أن أي توجه لغرض توجه ديني جديد وغير هاجي وسلفي بالقوة وعدم التدرج خطا كبير ولهذا لابد من سلوك طريق ثالث يجمع بين الاستفادة من العمل الامني والعمل المنهجي ذو الرؤية القريبة والمتوسطة والبعيدة. الرؤية القريبة : 1- يمكن العود للملحق رقم (1) مقترحات الأوقاف. مع إضافة الاتي : 2- هدف الرؤية القريبة للإصلاح الديني وملأ الفراغ في حضرموت يجب أن يكون واضحا وشديد التركيز ويتمثل في : تحطيم حال الانفراد السلفي السروري والاخواني بالساحة الدينية في حضرموت أولا والجنوب ثانيا وذلك بفتح الساحة من جديد امام المدرسة التاريخية الحضرمية لتعود بالتدريج وتأخذ مكانها وتبني مواقعها . إن الخطر الذي يمثله احتكار الساحة الدينية من قبل أي طرف كبير جدا. لا يصح أن تغلق الساحة دينياً لمصلحة تيار محدد خاصة التيار إسلام السياسي إن هذا الفعل هو أحد أهم أسباب تضخم تيارات التطرف والإرهاب وقد أثبت التجربة أن 25 عام من الانفراد السروري بالمرجعية الدينية في حضرموت أنتجت تياراً عنيفاُ ومسلحاً 3- يمكن حالياً الدفع وإبراز وجوه دعوية معتدلة تجمع بين عقيدة سلفية منهجية وقرب من المدرسة التقليدية في حضرموت وإجلال للعقيدة الاشعرية والتراث الصوفي . يمكن البدء بهذه الخطوة في غيل باوزير كمرحلة أولى وأرشح هنا شخصية سامي محمد باشكير.
حين تتميز شخصية بقبول عام من جميع الإطراف كما انه شديد الاقتراب من المدرسة الأزهرية رغم نشأته السلفية وهو أيضاً متقاطع عقدياً وفكرياً مع السلفية السرورية . *رئيس قسم الدراسات الاسلامية بمركز عدن للبحوث الاستراتيجية والاحصاء