عزالدين الشرعبي للمرة العاشرة ألتقي في القاهرة بشباب يمنيين في مقتبل العمر جاؤوا من أرض اليمن السعيد البلد الطيب وهم يخططون للسفر إلى أوروبا باعتبارها الحلم الكبير والمستقبل المشرق. هؤلاء الشباب مخدوعون بثقافة رائجة ترى أن أوروبا هي الجنة التي لا مثيل لها وأن الحياة هناك مثالية لا مثيل لها بينما يصورون اليمن وكأنها أرض التيه والضياع وغير صالحة للحياة وغير جميلة دون أن يدركوا أن بلادنا من أجمل بلدان العالم ولا يعرف قيمتها الحقيقية إلا من غادرها وزار بقية بلدان العالم. حاولت جاهدا أن أوضح لهم الصورة الحقيقية عن أوروبا وعن الوهم الذي وقع فيه كثيرون قبلهم ممن ظنوا أن السعادة هناك مضمونة. رويت لهم قصصا عن أشخاص كانوا يعيشون في اليمن في رخاء وسعادة بين أهلهم و أقاربهم ويعملون براحة واستقرار لكنهم باعوا كل ما يملكون وانطلقوا وراء وهم أوروبا.. النتيجة؟ انهم اكتشفوا الحقيقة بعد فوات الأوان وعاشوا مرارة الغربة و يعانون من العزلة والانطواء وصدمات الثقافة الجديدة حتى ان معظمهم أصيبوا بأزمات نفسية. رسالتي لكل شاب اليمن إذا كنت تعيش في اليمن في أمن وأمان واستقرار ولديك مصدر دخل وحياة مستقرة فلا تنخدع بمن يروج أن أوروبا جنة وأن حياتك هناك ستكون خيالية. لا تترك النعيم الذي تعيشه بين أهلك في بلدك لتبحث عن الشقاء والتعب بيدك… ثق أن بلدك أجمل من أوروبا بطبيعتها وروحها وأيامها الصعبة ستزول بإذن الله. أما إذا فرضت عليك الظروف واقعا لا مفر منه وأصبحت حياتك وأمنك واولادك في خطر داخل بلدك فحينها السفر يصبح ضرورة حفاظا على النفس وطلب الأمان.. غير ذلك البقاء في بلدك خير لك من أن تضع نفسك طوعا في دوامة الغربة والمعاناة.