تمكنت جهود وساطة محلية من وقف التصعيد في محيط شركة بترومسيلة بمحافظة حضرموت، شرق اليمن، غير أن حالة التوتر ما تزال قائمة في ظل تمركز الطرفين على مواقع متقاربة. وأكد محافظ حضرموت، سالم أحمد الخنبشي، مساء الاثنين 1 ديسمبر/كانون أول 2025، أن السلطة المحلية بدأت الاستماع لمطالب ومقترحات القبائل، مؤكداً أن جهوداً واسعة تُبذل لإنهاء حالة التصعيد التي تشهدها المحافظة. وأشار في تصريح متلفز إلى أن السلطات تعمل على إعادة الأمن والأمان والسلم الأهلي، والاستجابة للمطالب الشعبية المشروعة. تصريح الخنبشي بدا فيه نوع من التهدئة، ما يعد مؤشراً على أن هناك محاولات لردم الهوة التي خلفتها عمليات التحشيد والتحشد المضاد من طرفي الصراع. قوة قاهرة وعلى إثر عمليات التحشد، أعلنت شركة بترومسيلة، الاثنين، إيقاف جميع أنشطة الإنتاج والتكرير بشكل كامل، مرجعة ذلك لظروف قاهرة فرضها تصاعد التوترات الأمنية. وأوضحت الشركة أنها أغلقت حقول وآبار ومنشآت قطاع (14) منذ السبت الماضي، بعد أن شهدت المناطق المحيطة بالقطاع تدهوراً ملحوظاً في الوضع الأمني، ما جعل استمرار العمل يشكل خطراً مباشراً. ولفت بيان صدر عن الشركة إلى أن قرار التوقف يأتي التزاماً بإجراءات الأمن والسلامة المشددة المتبعة في قطاع النفط خلال الحالات الطارئة، حرصاً على حماية العاملين والمجتمعات القريبة وضمان سلامة المنشآت والبيئة المحيطة، محذراً في الوقت نفسه من أن أي اشتباكات مسلحة بالقرب من الخزانات والمنشآت النفطية والغازية قد تتسبب في حوادث جسيمة وخسائر كبيرة لا يمكن التنبؤ بعواقبها. تحشيد وتفيد المعلومات الواردة من حضرموت أن قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة مختار النوبي، وصلت الاثنين إلى أطراف مديرية دوعن بوادي حضرموت، وتمركزت في منطقة تقع على التماس مع موقع عسكرية تابعة لقوات المنطقة العسكرية الأولى. وتقول مصادر محلية إن مجاميع قبلية تتبع ابن حبريش انتشرت منذ فجر الاثنين في محيط شركة بترومسيلة، في حين قامت قوات حماية الشركات التابعة للمنطقة الثانية بتعزيز مواقعها، وهو ما دفع الأوضاع نحو التصعيد، قبل أن تتمكن وساطة قبلية من منع احتكاك الطرفين. خطوة استباقية وفي سياق متصل، أكد الشيخ عمرو بن حبريش العليي، الذي رُفض قرار عزله من رئاسة حلف قبائل حضرموت، أن موقف الحلف "ثابت وواضح" إزاء المطالبة بخروج القوات العسكرية القادمة من خارج حضرموت، معتبراً وجودها سبباً مباشراً للتوترات المتصاعدة في المحافظة، في إشارة إلى قوات دفع بها المجلس الانتقالي الجنوبي من معقله في محافظة عدن. وأشار في لقاء متلفز، مساء الاثنين، إلى اجتياح قوات عسكرية من خارج المحافظة لبعض مناطق الساحل والسيطرة على منشآت حيوية، وفي مقدمتها مصب النفط في الضبة، بالإضافة إلى تهديد قوات النخبة الحضرمية واستبدال بعض الألوية بقوات من خارج المحافظة. معتبراً ما قامت به ما تعرف ب"قوات حماية حضرموت" التي يقودها بأنها خطوة استباقية لتأمين حقول ومنشآت المسيلة النفطية. فتيل التوتر ورغم التهدئة التي سادت خلال الساعات الماضية، فإن فتيل التوتر ما يزال رطباً بالزيت، ما بجعله قابلاً للاشتعال في أي لحظة، مما يتطلب اتخاذ خطوات لتفادي الصدام المسلح بين قوى عسكرية باتت تفصل بينها مساحات تماس محدودة. واشتعال مواجهة بين القوى الواقفة على أهبة الاستعداد، لن يقصر الصراع بينهما، بل قد يمتد لدخول قوى أخرى، خاصة في ظل تعدد القوى التي تتصارع على النفوذ في المحافظة الغنية بالنفط، بامتداداتها الإقليمية المتباينة. تم نسخ الرابط