التوقيت الذي تم فيه تفجير الأوضاع في دماج يُشير وبما لا يدع مجالا للشك بأن هناك تنسيقاً وتخطيطا دقيقا من قبل جهات عدة لإشعال هذا الملف من جديد, متجاوزة اللجنة الرئاسية التي لم تحرك ساكنا, ولم تؤد الدور الوطني الذي أوكل إليها, فالأحداث في دماج جاءت متزامنة مع إعلان "أنصار الله" تعليق مشاركتهم في فرق العمل والجلسات الختامية المكرسة لمناقشة التقارير الختامية لفرق العمل التسع, وهناك من ذهب الى أن هناك إقصاء ممنهجا ل"أنصار الله" يتجاوزهم فيما يتعلق بالتقرير النهائي الخاص بفريق قضية صعدة, والذي من المتوقع ترحيله وتأجيل حسم العديد من القضايا المتعلقة بقضية صعدة وأبعادها. و هناك من ذهب الى أن اشتعال "جبهة دماج" في هذا التوقيت جاء من أجل التغطية على الفشل الذريع الذي وقع فيه مؤتمر الحوار, والذي لم يتمكن من تحقيق سقف طموحات وتطلعات وأحلام أبناء الشعب اليمني, ولم تجد رئاسة المؤتمر أي خيار غير الكلفتة مستغلة أحداق دماج كمبرر لهذه الكلفتة, في ظل استمرار غياب ممثلي "أنصار الله" وهو ما يدفعهم الى رفض مخرجات الحوار الوطني, وهي الذريعة التي تسعة المكونات المناهضة لأنصار الله الى استثمارها من أجل الخلاص منهم وإخراجهم خارج دائرة اللعبة السياسية, وهو ما يعكسه هذا التحامل والهجوم اللامحدود تجاههم, ولا يُستبعد أن نسمع لاحقاً اتهامات لأنصار الله وقوى الحراك الجنوبي بالوقوف وراء فشل مؤتمر الحوار الوطني من أجل البحث عن مبادرة جديدة لرسم ملامح مرحلة جديدة تهيئ للانتقال نحو الدولة المدنية الحديثة والمتطورة دولة المؤسسات والعدالة والمواطنة المتساوية.