الداعية «ناصر بن سليمان العمر» حذر في محاضرة له بجامع خالد بن الوليد في الرياض من النفوذ النامي في صعدة للحوثيين وأحداث نجران والاضطرابات الشيعية وأعمال الشغب في البحرين، والسيطرة الشيعة على العراق، واستيلاء حزب الله على بيروت الغربية الأسبوع الماضي. وقال «العمر» إن ثمة مخططاً شيعياً يجري تنفيذه في صعدة بأيدي الحوثيين، متطرقاً إلى كتاب «الزهر والحجر» الذي يزعم تقديم دراسة عن الحركة الحوثية بدراسة تطور الحركات الشيعية والزيدية منذ عهود الأئمة وحتى قيام الجمهورية وتحقيق الوحدة وما يسميه «العصيان والتمرد» وموقع الأقليات الشيعية في اليمن عبر تحليل اتهمه الكثير من الكتاب والمفكرين بالإيديولوجية المعادية للحرية. وذهب الشيخ «العمر» إلى أن ثمة مخطط شيعي يجري تنفيذه داخل المملكة العربية السعودية عبر شراء مخططات سكنية بأضعاف أسعارها لتوطين الشيعة في أماكن استراتيجية في المملكة، مدللاً على ذلك بشهادات وردت إليه تتحدث عن أن أسعار بعض المخططات العمرانية التي لا تزيد أسعارها مثلاً عن عشرين مليون ريال سعودي، يضاعف التجار الشيعة أسعارها للتجاوز سقف الأربعين مليون ريال أحياناً، وإذا أخفقت مساعيهم في شرائها يوعزون إلى ضعاف نفوس من أهل السنة للقيام بدور الوسيط في ذلك عبر شرائها وإعادة بيعها إليهم حسب مزاعم هذا الشيخ الذي تمادى في تحذيراته إلى حد تشبيهه ما يحدث في المملكة بما كان يفعله اليهود في فلسطين عندما كانوا يشترون أراضي الفلسطينيين بأضعاف أسعارها حتى تم لهم في الأخير الاستيلاء على فلسطين. وواصل الداعية السعودي -وهو بالمناسبة رئيس تحرير موقع المسلم الإليكتروني- مزاعمه التي قال فيها إن ما يجري في محيط المملكة وداخلها ليس أكثر من مخطط ثالوثي تتضافر فيه الجهود الصهيونية والصليبية والشيعية، معاتباً أولئك الذين حزن لأنهم ما زالوا يؤيدون حزب الله الذي أسماه ب«الحزب الفاجر» الذي دلت الأيام الماضية في بيروت على سوء طويته وسياسته الطائفية، مؤكداً أن كل ما جاء به ليس بجديد؛ إذ أن «تاريخهم الأسود- يقصد الشيعة- يدل على ذلك، حين سرقوا الحجر الأسود من الكعبة». الجدير ذكره أن الشيخ «ناصر العمر» هو إمام جامع خالد بن الوليد في الرياض، وتتسم خطاباته ومحاضراته بالتماهي مع سياسات الأسرة المالكة، كما أنه قام بالتحريض ضد حزب الله في عدة مناسبات ومن ذلك محاضراته خلال حرب تموز 2006 على لبنان. ويأتي حديث هذا الشيخ في الوقت الذي أبدت فيه المملكة العربية السعودية توجهها لإدانة الحوثيين وتأييد ما أسمته ب«الجهود» التي يبذلها رئيس الجمهورية لإنهاء ما اعتبرته «الفتنة» الدائرة في صعدة، وهو الأمر الذي دفع «عبد الملك الحوثي» إلى دعوة الأنظمة العربية -التي لم يسمها- لللتحري والمصداقية في تعاطيها مع قضية صعدة، آملاً منها ألا يكون لها أي دور أو مساهمة في سفك الدم اليمني، وهو الأمر الذي وصفه بالخطير في بيان له صدر الأربعاء الماضي، وطالب فيه الأنظمة العربية بالتعاطي مع هذه القضية على أساس حقن الدماء وجمع الشمل والتعاطي الايجابي بعيداً عن التحريض على الكراهية والعنف والإدانة المسبقة واللُعب السياسية. ويعتقد مراقبون ومحللون أن توجهات المملكة نحو الاهتمام بقضية صعدة وتأييد السلطات اليمنية في الحرب التي نشبت من جديد هناك ليس أكثر من تعويض لعدم قدرتها على إدارة الصراع في لبنان بالطريقة التي تحقق مصالحها، فيما يقول آخرون أنها تريد نقل الصراع بينها وإيران إلى مكان جديد.