بعث سفراء مجموعة الدول العشر برسالة لزعيم جماعة الحوثي، عبروا فيه عن انزعاجهم من خطابه الأخير. و قال السفراء في رسالتهم، بأنهم يرغبون في رؤية يمن مستقر وآمن ومزدهر. و أكدوا أن الشعب اليمني الذي عبر عن رغبته في التغيير السياسي في 2011، طالب بيمن جديد لا يقوم فيه أي فرد أو جماعة بفرض إرادتهم بالقوة على الآخرين؛ ولا يستحق أقل من هذا، ويتوق إلى التقدم الاقتصادي والحصول على الخدمات الأساسية والقضاء على الفساد. و أشاروا أنهم يؤمنون بأن هذه الرغبات يمكن تحقيقها بشكل أفضل في هذه المرحلة من قبل حكومة ائتلاف ملتزمة بهذه المبادئ والأهداف. و نوه السفراء في رسالتهم أن المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية، قدمت خارطة طريق تم الاتفاق عليها لتحقيق عملية الانتقال السياسي تتوج بالانتخابات الوطنية. و أكدوا أن الرئيس هادي يلقى كامل دعمهم في تشكيل حكومة وفاق تساعد على تحقيق هذا الهدف. و طالب السفراء جميع الأحزاب السياسية والجماعات بمن فيهم الحوثيين المشاركة بشكل سلمي في هذا الانتقال وأن تحترم إرادة الشعب. و أكدوا أنهم يشعرون ببالغ القلق من التصريحات الأخيرة للحوثي، مرجعين سبب قلقهم لأنهم وجدوا تلك التصريحات مناهضة ومهينة وتنم عن لهجة حادة تجاه عملية الانتقال و تمس هيبة الحكومة اليمنية المشكلة شرعيا. و أكدوا في رسالتهم التي بعثت إلى عبد الملك الحوثي، أن هذا النوع من التهديدات التي وجهتموها ضد الحكومة ليست الوسيلة لإثبات صحة ادعاءاتكم. و دعا السفراء الحوثي، لاحترام القانون وحفظ النظام، مؤكدين أنه لن يُقبل أي أفعال تهدف إلى التحريض على أو إثارة الاضطرابات والعنف. كما أكدوا أنه سيتم أي تلك الأفعال بشدة من قبل المجتمع الدولي، مذكرين الحوثي، بدعوة مجلس الأمن الصادرة بتاريخ 11 يوليو التي تطالب الحوثيين بالانسحاب من والتخلي عن المناطق التي تم الاستيلاء عليها عن طريق القوة وتسليم السلاح والذخيرة المسلوبة من المنشآت العسكرية إلى سلطات الدولة. كما طالب السفراء الحوثي، العمل بروحٍ طيبة مع الحكومة على التنفيذ السريع لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، معتبرين أن ممثلي الحوثي في مؤتمر الحوار قدموا إسهامات هامة. و آمل السفراء من الحوثي تقديم مثل هذه الإسهامات الإيجابية، مؤكدين ايمانهم بأن الحوثيين قادرون على وضع مصالح اليمن قبل أي طموحات أخرى. و نوهوا إلى أن الدوائر الانتخابية الخاصة بالحوثيين تشكل جزءا من مستقبل اليمن، و لديها دورا لتقوم به في الحياة السياسية الوطنية. و استدرك السفراء بالقول: "ولكننا نطالبكم بالسعي بالوسائل السياسية للتعبير عن أنفسكم؛ ليس من خلال القوة ولكن من خلال المشاركة السلمية الواضحة في الحياة السياسية اليمنية وذلك كحزب سياسي". و ذكروا في رسالتهم، بأن اليمن عانت ما يكفي من إراقة الدماء عبر السنين. و وقع على الرسال كل من: رئيس بعثة مجلس التعاون الخليجي السفير سعد العريفي، و سفير دولة الكويت فهد الميع، و سفير سلطنة عمان بدر المنذري، و سفير فرنسا فرانك جيليت، و سفير المملكة المتحدة جين ماريوت، و سفير روسيا فلادمير ديدوشكن، و رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بيتينا موشيدت، و القائم بأعمال سفارة الولاياتالمتحدة كارين ساسهارا، و القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية الدكتور هزاع، و القائم بأعمال سفارة الإمارات العربية المتحدة خالد الحساني، و القائم بأعمال سفارة الصين زو ليانج. و يرى مراقبون أن على الحوثي التعامل بإيجابية مع رسالة السفراء، و عدم الانجرار للعنف، مشيرين إلى أن أي تدهور من قبل الحوثي، سيدفع ثمنه الشعب اليمني. و اعتبروا إشارة السفراء و بشكل صريح لتشكيل حكومة وفاق جديدة، مؤشر على قرب مشاركة جماعة الحوثي في الحكومة، على اعتبار أن السفراء دعوهم للمشاركة فيها. و وتوقعوا أن يتم تخفيض أسعار المشتقات النفطية إلى نصف المبلغ الذي تم إضافته على السعر القديم و تشكيل حكومة جديدة، و اقناع الحوثيين و الحراك الجنوبي المشاركة فيها. و رأوا أن الرسالة تحمل لهجة حادة تجاه الحوثي، و رسالة تحذير من شأنها منع أي أعمال تصعيدية قادمة، و دعم جديد للرئيس هادي. و نوهوا إلى أنها جاءت كخطوة استباقية لمنع تمدد الاحتجاجات إلى المحافظات الجنوبية، و منع توسع الاحتجاجات خارج العاصمة صنعاء. نص رسالة السفراء إلى السيد عبد الملك الحوثي: نحن، سفراء مجموعة الدول العشر والدول التي نمثلها، نرغب في رؤية يمن مستقر وآمن ومزدهر. الشعب اليمني الذي عبر عن رغبته في التغيير السياسي في 2011، طالب بيمن جديد لا يقوم فيه أي فرد أو جماعة بفرض إرادتهم بالقوة على الآخرين؛ ولا يستحق أقل من هذا، ويتوق إلى التقدم الاقتصادي والحصول على الخدمات الأساسية والقضاء على الفساد. نؤمن بأن هذه الرغبات يمكن تحقيقها بشكل أفضل في هذه المرحلة من قبل حكومة ائتلاف ملتزمة بهذه المبادئ والأهداف. قدمت المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية خارطة طريق تم الاتفاق عليها لتحقيق عملية الانتقال السياسي تتوج بالانتخابات الوطنية. يلقى الرئيس هادي كامل دعمنا في تشكيل حكومة وفاق تساعد على تحقيق هذا الهدف. نريد من جميع الأحزاب السياسية والجماعات بمن فيهم الحوثيين المشاركة بشكل سلمي في هذا الانتقال وأن تحترم إرادة الشعب. نشعر ببالغ القلق من تصريحاتكم الأخيرة حيث وجدناها مناهضة ومهينة وتنم عن لهجة حادة تجاه عملية الانتقال هذه وتمس أيضا من هيبة الحكومة اليمنية المشكلة شرعيا. إن هذا النوع من التهديدات التي وجهتموها ضد الحكومة ليست الوسيلة لإثبات صحة ادعاءاتكم. ولهذا فنحن ندعوكم لاحترام القانون وحفظ النظام ولن يُقبل أي أفعال تهدف إلى التحريض على أو إثارة الاضطرابات والعنف، وسوف يتم إدانتها بشدة من قبل المجتمع الدولي. نعيد التذكير كذلك بدعوة مجلس الأمن الصادرة بتاريخ 11 يوليو التي تطالب الحوثيين بالانسحاب من والتخلي عن المناطق التي تم الاستيلاء عليها عن طريق القوة وتسليم السلاح والذخيرة المسلوبة من المنشآت العسكرية إلى سلطات الدولة. نطلب منكم العمل بروحٍ طيبة مع الحكومة على التنفيذ السريع لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني وهي العملية التي قدم فيها ممثلي الحوثيين إسهامات هامة. ونأمل أن نرى عودة لمثل هذه الإسهامات الإيجابية من قبل الحوثيين. نؤمن بأنكم قادرون على وضع مصالح اليمن قبل أي طموحات أخرى. ونؤمن أيضا بأن الدوائر الانتخابية الخاصة بكم تشكل جزءا من مستقبل اليمن ولديها دورا لتقوم به في الحياة السياسية الوطنية ولكننا نطالبكم بالسعي بالوسائل السياسية للتعبير عن أنفسكم؛ ليس من خلال القوة ولكن من خلال المشاركة السلمية الواضحة في الحياة السياسية اليمنية وذلك كحزب سياسي. فلقد عانت اليمن ما يكفي من إراقة الدماء عبر السنين. الموقعين: رئيس بعثة مجلس التعاون الخليجي السفير سعد العريفي سفير دولة الكويت فهد الميع سفير سلطنة عمان بدر المنذري سفير فرنسا فرانك جيليت سفير المملكة المتحدة جين ماريوت سفير روسيا فلادمير ديدوشكن رئيس بعثة الإتحاد الأوروبي بيتينا موشيدت القائم بأعمال سفارة الولاياتالمتحدة كارين ساسهارا القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية الدكتور هزاع القائم بأعمال سفارة الإمارات العربية المتحدة خالد الحساني القائم بأعمال سفارة الصين زو ليانج