سقوط صنعاء في أيادي الحوثيين أربكت الشقيقة الكبرى ودول الخليج عامةً وبالتالي ذهبت دوائر الحكم في الخليج والرياض بشكل خاص لتدارس مابعد سقوط صنعاء بيد الحوثيين بما في ذلك خيار تقسيم اليمن إلى اقليمين أو ثلاثة . سرعة تحرك الرياض لاستباق الأحداث المنطلقة والمنفلتة الى مغبة الانزلاق الى المجهول, هناك توجه قوي يدفع بخطوات اجرائية حاسمة تهدف الى تأمين الحدود مع المنطقة الشرقية مع اليمن وتأهيل اقليم حضرموت ليكون في نطاق المضلة الخليجية والسعودية خاصة. وترى بعض الأوساط السياسية والدبلوماسية وما كتبته الصحافة السعودية والخليجية عموما يوضح أهمية التعويض عن سقوط صنعاء ووقوعها في مجال النفوذ الايراني عبر المسارعة الى احتواء واستيعاب مناطق اليمن الاخرى وبالتحديد تلك المتصلة بمصالح الامن القومي السعودي والخليجي عموما، من هناء ترى الاوساط الدبلوماسية ان السعودية لن تقبل ان يتمدد ويتجاوز النفوذ الايراني حدود صنعاء. تداعيات حرب غرف النوم بعد حديث غرف النوم, دخلوا غرف نومهم , وأُظهرت فيديوهات على تويتر والفيس بوك صور التقطها مسلحو الحوثي وهم داخل قصور الحمر, اذن كل الاطراف تمارس حروب انتقام حيث يلتبس السياسي بالقبلي بالمذهبي والثاري, وهنا تظهر اياد النظام السابق " علي عبداللة صالح" موجودة ومؤثرة بمناطق التماس والمواجهات اكانت بمحيط المنشآت الحكومية أو الخصوم السابقين. والشاهد على ذلك غزو غرفة نوم القيادي الاصلاحي محمد قحطان. الاندفاع نحو نهب المؤسسات واشاعة الفوضى وتوزيع ونهب السلاح وخاصة الثقيل منه " دبابات" الممارسات الانتقامية , طبعت بعض السلوك الحوثي. وكانت ممارسة وتصفية حسابات مع الخصوم الذين خاضوا ضد هم ثمانية حروب , ستة حروب مسرحها صعدة والسابعة عمران والثامنة الجوف والخطر الاكبر تمثل في واقع ان الجماعة الحوثية صارت تمتلك قوة فائضة تماسكت بفعل التمدد والحصول على غنائم خاصة وبكميات كبيرة من الاسلحة والعتاد الثقيل , حتى صارت لدى اي دعوة من شانها احلال السلم والانتقال الى مجال التفاوض السياسي تعني في نظر الذين تحالفوا في حرب " فتح صنعاء " ارتداد فائض القوة على اصحابها , خاصة وان الحوثي اعتمد على تحالف القبائل والعسكر الذين كانوا خصومهم في الامس, وعندما فقدو امتيازاتهم صاروا من حلفائهم . بمعنى اوضح ان حدود سيطرة السيد عبدالملك الحوثي على هذه الفائضة شبه العمياء صارت صعبة جدا . كان واضحا ان الرئيس السابق علي صالح اكثر من يدفع الى دخول الحرب الى غرف نوم خصومة لنزعة ثارية انتقامية تدميرية والشاهد على ذلك ماكان من احتلال واستباحة منازل الخصوم من بيت الاحمر وخاصة جنرال الفرقة علي محسن الاحمر وحميد وحتى قيادات سياسية نافذة في حزب الاصلاح . وفي تلك الاثناء انتشرت نقاط في صنعاء للحوثيين. انتقام علي عبداللة صالح, مستفيدا من اذرعة العسكرية التي مازال محتفظاً بها ومن التحالفات مع شيوخ القبائل المحيطة بصنعاء ناهيك عن امتلاكه للأسلحة والموارد المالية التي نهبت خلال 2011م . استعاد التحالف الجديد الحوثي والقبيلة, مستفيدا من انعدام الثقة بين القيادات الاصلاحية والميليشيات التابعة لها من جهة وبين وزير الدفاع الذي رفض اقحام الجيش في معارك رأى انها تخصهم وبالاحرى كانوا يعملون على تحويل الدولة بكامل اجهزتها ومواردها الى ملْيشة الدولة تخدم حزب الاصلاح وجماعة الاخوان . وفي تلك الاثناء كانت بعض القيادات الاصلاحية الراديكالية تلوح الى انها تمتلك فرق اغتيالات وكانت تردد وصول قوافل من المجاهدين والسيارات المفخخة ووجهاء من القاعدة, والحاصل ان صنعاء صارت اليوم مفخخة من جميع جهاتها واتجاهاتها . وهناك مؤشرات خطيرة الى انزلاق البلاد الى منزلق الاغتيالات والاغتيالات المضادة , وثمة اطراف يبدو انها لن تقبل بالانكسار او التراجع عن دورها او ان تتحول الى لاعب بين اللاعبين بعد ان كانت نافذة ومتحكمة بمركز القرار وصاحبة اليد الطولا في رسم السياسات وادارة الاجهزة والمؤسسات الحساسة. ماحصل على الارض في صنعاء احدث انقلاب في موازين القوى وفي صيغة المعادلة السياسية واستلزم تعديلا في خارطة الطريق التي كانت مبنية على المبادرة الخليجية, وقد برزت الى السطح قوى لاتريد الانكفاء في حدود المبادرة الخليجية وتطرح بوضوح انها مع مبادرة خليجية تستوعب ضفتي الخليج اي دول الخليج بزعامة السعودية مع ايران من جهة ثانية . وقد ظهر في اتفاق السلم والشراكة الذي تم توقيعه مؤخرا بحضور مساعد الامين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر أنه لا يتضمن اي فقرة أو عبارة تشير الى المبادرة الخليجية، هذا دعا الرياض إلى مراجعة سياساتها ومقاربتها للشأن السياسي اليمني برمته.