كشفت صحيفة محلية عن معركة اتهامات متبادلة بين الأطراف السياسية. وقالت صحيفة "الأولى" ان أطراف الأزمة السياسية في البلاد تبادلت ، أمس، الاتهامات، بالتورط في النزاع المسلح الدائر، وعرقلة العملية السياسية، وشن حزب المؤتمر وحزب الإصلاح هجوماً عنيفاً متبادلاً على بعضهما، في الوقت الذي اتهم فيه مستشار الرئيس صالح الصماد والمنتمي لجماعة الحوثيين، اتهم أطرافاً داخلية باستغلال القاعدة لابتزاز الخارج وتصفية حسابات مع الداخل. وفي السياق، هاجم حزب الإصلاح أمس، حزب المؤتمر، بعد أيام قليلة من بيان للجنة العامة للأخير عقد برئاسة يحيى الراعي رئيس مجلس النواب، دعا فيه حزب الإصلاح وجماعة أنصار الله إلى- ما سماه- وقف أعمال العنف الدائر بينهما. وحسب الصحيفة استهجن مصدر مسؤول ب"الإصلاح" لموقع "الصحوة نت" لسان حال الحزب "جملة الافتراءات والأكاذيب التي تضمنها ما يسمى بيان اجتماع اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي برئاسة يحيى الراعي السبت 25 أكتوبر الماضي"، حد قول المصدر. واعتبر المصدر ما ورد في البيان "إشارات مضللة حول الإصلاح ومحاولات مكشوفة من قيادة المؤتمر الشعبي العام للهروب من مواجهة الشعب اليمني بعد انكشاف حقيقة توريطها لعناصر المؤتمر الشعبي وقياداته المحلية في بعض المحافظات والمديريات في أعمال الفوضى وإسقاط المدن، واقتحام مؤسسات الدولة، ونهب المعسكرات مع جماعة الحوثي المسلحة". وقال المصدر "إن محاولات قيادة المؤتمر التنصل عن مسؤولية انخراطها في مؤامرة الانقلاب على العملية الانتقالية عبر ترويج الاتهامات، وقلب الحقائق وتوجيه التهم الكاذبة للقوى السياسية، لن تنطلي بعد اليوم على الشعب اليمني، ولا على الرأي العام المحلي والعالمي". وأضاف: "لم يعد بمقدور قيادة المؤتمر التي ورطت أنصار الحزب في أعمال الفوضى واستباحة المدن والمؤسسات أن تستمر في تضليل الداخل والإقليم والخارج كل الوقت أو أن تمضي في لعبة إنكار الحقائق، والوقائع والشواهد الماثلة على الأرض والتي باتت تتكشف فصولها تباعاً وبصورة يومية عبر صحافة الإقليم والتي لا تكاد تخلو يومياً من مادة خبرية أو تقارير صحفية عن حقيقة المؤامرة الانقلابية لعلي عبدالله صالح مع قيادة جماعة الحوثي على العملية السياسية، وعلى الشرعية الدستورية ممثلة في رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وحكومة الوفاق الوطني، وعلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية عبر الزج بالبلاد في أتون الفوضى والحروب". واستطرد المصدر بالقول "إن كل الأحداث التي شهدتها البلاد بدءاً من دماج، وانتهاء بإسقاط العاصمة ومحاولات الاعتداء القائمة على عدد من المحافظات من قبل جماعة الحوثي، وعناصر الحرس الجمهوري الموالية لصالح ونجله، وما نتج عن تلك الأحداث من مآلات ونتائج وتأجيج للصراعات، ونشر للفوضى وإسقاط هيبة الدولة ومؤسساتها، وإشعال الفتن والحروب هي جرائم بحق الوطن والشعب لا تسقط بالتقادم، ولن يفلت من المسؤولية القانونية والتاريخية والأخلاقية عنها كل من تآمر أو تورط فيها وكل من تواطأ أو قصر في مواجهتها". وتابع المصدر حديثه: "إن التجمع اليمني للإصلاح قد نأى بنفسه مبكراً عن الدخول في مواجهات مع جماعة الحوثي وأنصار علي صالح في المؤتمر الشعبي تجنباً للفوضى، وتفويتاً لمحاولات جر البلاد للفوضى ودفعها إلى حرب أهلية -من طاقة إلى طاقة- والتي طالما هدد بها وسعى إليها علي صالح انتقاماً من الشعب وثورته السلمية". واعتبر المصدر "أن ما يجري اليوم من أعمال مقاومة ورفض شعبي لأعمال العنف والفوضى واستباحة المدن والمعسكرات من قبل مليشيا الحوثي وأنصار علي صالح في المؤتمر الشعبي هي ردود فعل شعبية لأبناء تلك المحافظات من مختلف القوى السياسية والاجتماعية والشعبية والتي بادرت للحفاظ على ما تبقى من مؤسسات ومصالح عامة من مؤامرات الإسقاط والاستباحة من قبل الحوثيين وأنصار علي صالح"، حسب قولهم. وجدد المصدر "التزام التجمع اليمني للإصلاح باتفاق السلم والشراكة ومخرجات الحوار الوطني، ورفضه المطلق لأعمال العنف والفوضى، وأكد مضي الإصلاح مع كافة الشركاء السياسيين في العمل الجاد والمسؤول من أجل إنجاح الاتفاق والحفاظ على العملية السياسية والسعي للخروج بالوطن من أزمته وتفويت الفرصة على دعاة الحرب والانتقام". ودعا المصدر "قيادة المؤتمر الشعبي إلى احترام التزاماتها ممثلة في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة، ومخرجات الحوار الوطني وإلى الالتزام بحيادية القوات المسلحة والأمن، والكف عن وضع العراقيل أمام العملية السياسية". وتحدث المصدر عما سماه "ثقة الإصلاح في تغلب الوطن على كافة التحديات وتجاوزه كل الأخطار، والمؤامرات التي تحاك ضده استناداً إلى حالة الوعي المتقدمة للشعب الذي بات يقف اليوم على الحقيقة كاملة، وفي أنصع صورها، وصار يدرك بكل يقين طبيعة المؤامرة، وفصولها وحقيقة المتآمرين على الشعب والوطن، والساعين للانتقام منه والزج به نحو المجهول بأي ثمن وتحت أي تحالف ولو بالتحالف مع الشيطان". وتأتي تصريحات المصدر المسؤول بحزب الإصلاح بعد 3 أيام من اجتماع عقد للأمانة العامة لحزب المؤتمر وقيادات التحالف برئاسة يحيى علي الراعي الأمين العام المساعد للحزب. وعبر حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف عن قلقهم إزاء -ما سموه- تصاعد أعمال العنف والمواجهات المسلحة التي تجري في عدد من المحافظات بين حزب التجمع اليمني للإصلاح من جهة، وأنصار الله من جهة أخرى، وما تلحقه تلك المواجهات من ضرر على أمن واستقرار الوطن والمواطن اليمني. وقال البيان الصادر عن اللجنة إن "المؤتمر وحلفاءه كانوا وسيظلون ضد كل مظاهر الاقتتال والعنف، ولن يكونوا في أي لحظة طرفاً في أي صراع". وطالب البيان: "كافة الأطراف المتصارعة تجنيب الوطن مظاهر الصراع والعنف تحت أي لافتة كانت، وسرعة إخلاء المدن الرئيسة والثانوية من كافة المظاهر المسلحة، وتمكين الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية من الاضطلاع بواجبها في الحفاظ على الأمن والاستقرار، وأن تقوم كافة مؤسسات الدولة والسلطة المحلية بواجباتها ومهامها في خدمة المواطن وتطبيق القانون". وطالب حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه ب"ضرورة التزام كافة القوى السياسية باتفاق السلم والشراكة الوطنية وعدم الإخلال به تحت أي مبرر بهدف عرقلة الجهود المبذولة لإخراج الوطن مما يعانيه من اختلالات، وما يواجهه من تحديات خطيرة". ودعا المؤتمر إلى "ضرورة سرعة تشكيل حكومة الشراكة الوطنية طبقاً لاتفاق السلم والشراكة الوطنية"، مشيراً إلى أن "ما تقوم به أحزاب اللقاء المشترك وشركاؤه، من مماطلة وعراقيل تحول دون المضي قدماً في تشكيل الحكومة، خاصة وأن كافة المكونات الأخرى وفي مقدمتها المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه قد توافقت على توزيع الحقائب الوزارية ضمن آلية متفق عليها من قبل كافة المكونات الموقعة على اتفاق السلم والشراكة الوطنية". وأعتبر المؤتمر وحلفاؤه "تلك المواقف للمشترك وشركائه تعد محاولة مكشوفة للتنصل من التزاماتها الواردة في المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، واتفاق السلم والشراكة الوطنية دون أي التفات لما يشهده الوطن من انهيار وتردي الأوضاع في مختلف الجوانب". وأشار البيان في نهايته إلى ما قال "إن ما قدمه المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه من تنازلات وتضحيات كبيرة هو من أجل الحفاظ على مصالح الوطن وأمنه واستقراره ووحدته وتجنيبه الاقتتال والدمار، وأنهم لن يكونوا في أي زمان أو مكان إلا منحازين للوطن وأمنه واستقراره واستقلاله ووحدته، ومع الحوار وضد أي استخدام للعنف والقوة أو إدخال الوطن في أي صراع". وفي لهجة أخرى، أقل حدة، نشر موقع "الإصلاح نت" التابع لحزب الإصلاح تصريحات لرئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح زيد الشامي "الصحوة نت لم ينشر هذه التصريحات"، وقال القيادي الإصلاحي الشامي-في هذه التصريحات والتي أدلى بها لموقع خليجي- "أن البلاد تعرضت لهزات عنيفة ظهر فيها غياب الدولة، وتقصيرها في القيام بواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار، وحماية المؤسسات، وهذا يقتضي مراجعة وإعادة نظر، لأنه حينما تتخلى الدولة عن واجباتها، فهي تترك هذا الفراغ ليُملأ من قبل جهات متعددة". وحول قرار الإصلاح بعد سقوط صنعاء بيد الحوثيين قال الشامي إن "الإصلاح في الواقع، وفي كل مواقفه، عبر تاريخه الطويل، يقف مع الدولة لحفظ الأمن والسلام، وتطبيق الدستور والقانون، لكن عندما رأى الإصلاح بأن الدولة تخلّت عن واجباتها، وأن هذا يُراد منه الدفع به لكي يدخل في صراع مسلّح مع جماعة الحوثي، فإن مثل هذا الصراع سوف تكون له تداعيات كثيرة، وربما تدخل اليمن في حرب أهلية، لذلك قرر عدم المواجهة". وفي سؤال عن أن هناك "مؤامرة كان يراد منها رأس حزب الإصلاح"، تحدث الشامي أنه "من الواضح جداً أن هناك من كان يريد ليس فقط رأس الإصلاح، بل ورأس الحوثي أيضاً، من أجل أن يقطف ثمرة هذا الخلاف، فأدرك الإصلاح هذا الأمر، وفضّل أن يقوم بخطوة للخلف لمنع الفتنة التي كانت على وشك أن تبدأ، وربما لا تنتهي". وبشأن سؤال عن الاتهامات الموجهة للرئيس السابق بالتحالف مع الحوثي لإسقاط المدن، كرر الشامي دعوته "لفتح صفحة جديدة مع إخواننا في حزب المؤتمر الشعبي العام على اعتبار أن المؤتمر حزب كبير وموجود على الساحة، ولا يصح أن تظل العداوة عداوة دائمة، فالمصلحة العليا للبلد تقتضي أن نتجه جميعاً إلى التعاون لتحقيقها، ولذلك فأنا في الحقيقة مع المصالحة الشاملة والكاملة مع كل فرقاء العمل السياسي، من أجل أن نبني اليمن الذي نحلم به جميعاً، يمن يتسع لجميع أبنائه وليس لفصيل، دون فصيل آخر". إلى ذلك، قال صالح الصماد مستشار رئيس الجمهورية والمحسوب على جماعة الحوثي، إنه "كلما حقق أنصار الله واللجان الشعبية تقدماً ضد العناصر الاستخباراتية القاعدة، ستجد تشنجاً دولياً وإقليمياً ومحلياً ضد أنصار الله، والسبب أن الدول الخارجية وفي مقدمتها أمريكا وأدواتها تخسر ورقة كانت تراهن عليها، وتستغلها في استباحة البلاد والتدخل في كل شؤونها ومثل هذه الانتصارات تقطع الطريق على أمريكا"، حد قوله. وأضاف الصماد في منشور بصفحته على الفيسبوك: "وبالنسبة للمواقف الداخلية ستجد أطرافاً كانت تستغل ما يسمى القاعدة لابتزاز الخارج وتصفية حساباتهم مع خصومهم في الداخل". وتابع: "لذلك فلا غرابة في المواقف المفاجئة والمتشددة ضد أنصار الله واللجان الشعبية بعد النصر الساحق الذي تحقق بفضل الله ضد العناصر الاستخباراتية في المناسح في البيضاء، ولا تستبعدوا أن يتدخل مجلس الأمن لإنقاذ ما تبقى من عناصرها بقرار العقوبات، وهذا يفضح التشدق الدولي والمحلي والإقليمي بمواجهة ما يسمى الإرهاب لتراهم ينطلقون للدفاع عن هذه الورقة التي سقطت على أيدي رجال الله"، كما قال.