طهران (رويترز) - أفادت وسائل اعلام رسمية يوم الخميس أنه جرى العثور على صندوقين أسودين متضررين بشدة لطائرة الركاب من طراز توبوليف التي تحطمت في ايران يوم الاربعاء وقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 168 شخصا. وقال التلفزيون الايراني الرسمي الناطق بالانجليزية (برس تي.في) ان السبب في حادث تحطم الطائرة التي كانت في طريقها الى يريفان عاصمة ارمينيا بعدما شبت فيها النار في الجو وسقطت في منطقة زراعية مازال غير معروف. وتحطمت الطائرة بعد 16 دقيقة من اقلاعها. وقال أحمد ماجدي نائب وزير النقل الايراني الذي يقود التحقيقات في الحادث انه وقع "بسبب مشكلات فنية على الارجح" لان الطيار متمرس حسبما نقلت عنه وكالة مهر للانباء شبه الرسمية. وفي أسوأ حادث طيران في ايران منذ ست سنوات لم يبق من الطائرة الروسية الصنع التابعة لشركة خطوط قزوين الجوية الايرانية سوى قطع صغيرة من الحطام المعدني المحترق واشلاء جثث 153 راكبا و15 من أفراد الطاقم متناثرة في منطقة واسعة حول حفرة عميقة في الارض. وقال ماجدي للوكالة "لحقت أضرار بالغة بالصندوقين الاسودين رغم أنهما مصنوعان من الصلب". واضاف "كانت شرائط التسجيل ملقاة على الارض (خارج الصندوقين). ربما نرسل الصندوق الاسود الى الدولة التي صنع بها (روسيا) لمتابعة القضية بمساعدتهم." وذكرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية أن السلطات ما زالت تبحث عن صندوق أسود ثالث. وقال ماجدي ان الامر سيستلزم اجراء اختبارات الحامض النووي للتعرف على رفات الضحايا. وأغلب من كانوا على متن الطائرة من الايرانيين لكنها كانت أيضا تقل مواطنين من أرمينيا وجورجيا. وقال ارلين داووديان المسؤول بشركة خطوط قزوين الجوية لرويترز في مطار يريفان ان نحو 40 من أقارب وأصدقاء الضحايا يعتزمون السفر من يريفان الى طهران يوم الخميس. وقدمت الولاياتالمتحدة تعازيها لاسر الضحايا يوم الاربعاء. ولا توجد علاقات دبلوماسية بين الولاياتالمتحدةوايران غير أن واشنطن تسعى للتواصل مع الشعب الايراني في اطار جهود لاقناع ايران بالمشاركة في مفاوضات بشأن برنامجها النووي المتنازع عليه. وقال ايان كيلي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية في بيان يوم الاربعاء "تقدم الولاياتالمتحدة تعازيها لاسر من فقدوا أرواحهم في تحطم طائرة شركة خطوط قزوين الجوية اليوم والتي كانت تقل ركابا من طهران في ايران الى العاصمة الارمنية يريفان." وتمنع العقوبات الامريكية بيع طائرات من طراز بوينج للجمهورية الاسلامية كما تعرقل بيع طائرات أو قطع غيار أخرى من الغرب والتي يعتمد الكثير منها على محركات وأجزاء مصنعة في الولاياتالمتحدة. وقال رضا جعفر زادة المتحدث باسم هيئة الطيران المدني الايرانية ان خمسة خبراء من روسيا سيصلون الى طهران يوم الجمعة للمساعدة في التحقيقات. وقالت شركة تأمين ايرانية انها ستدفع 42 ألف يورو (58800 دولار) عن كل ضحية حسبما أفادت الاذاعة الرسمية. وقال خبراء السلامة الجوية ان سجل ايران ضعيف حيث شهدت سلسلة من الحوادث الجوية في العقود الاخيرة يتعلق كثير منها بطائرات روسية الصنع. وهذا ثالث حادث مميت لطائرات توبوليف تو-154 في ايران منذ 2002. وهذا أكبر عدد من الضحايا في حادث جوي منذ 2003 عندما اصطدمت طائرة من طراز اليوشين ال-76 وهي ايضا روسية الصنع بجبل في ايران. ومن بين القتلى ثمانية من فريق منتخب الجودو الايراني للناشئين ومدربان ونائب ايراني سابق يمثل الاقلية الارمنية كما وردت انباء عن مقتل زوجة رئيس البعثة الدبلوماسية الجورجية في ايران في الحادث. وقال ارسين بوغوسيان نائب رئيس هيئة الطيران المدني الارمنية في تصريح لوسائل الاعلام بمطار يريفان ان ستة من مواطني ارمينيا واثنين من مواطني جورجيا كانوا على متن الطائرة. واوضح ان اثنين من افراد طاقم الطائرة و29 راكبا كانوا ايرانيين من أصل أرمني. وفي ايران نحو 100 الف أرمني يسافر كثير منهم جوا بشكل متواتر بين طهران ويريفان لزيارة الاقارب. وأنشئت شركة خطوط قزوين الجوية ومقرها طهران عام 1993 وجميع طائرات اسطولها من طراز توبوليف وهي تربط بين مدن ايرانية وكذلك تسير رحلات الى الامارات العربية المتحدة واوكرانيا وارمينيا.