وجهت الدول الأوربية ومنظمة الأممالمتحدة انتقادات إلى الزعيم الليبي معمر القذافي بعد دعوته لإعلان الجهاد على سويسرا، وعبرت المفوضية الأوروبية، اليوم، عن قناعتها بأن تصريحات الزعيم الليبي بشأن إعلان الجهاد ضد سويسرا ب"التعيسة" و"غير الدبلوماسية"، حسبما نوه الناطق باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون. وكان الزعيم الليبي قد قال في خطاب من بنغازي أمس الخميس "إن الذي يدمر مساجد الله أمام المسلمين، هذا يستحق شن الجهاد عليه"، في إشارة إلى الحظر السويسري لبناء المآذن، وأضاف "لو كانت سويسرا على حدودنا لكنا نقاتلها وهي تدمر مساجد الله"، داعيا إلى مقاطعتها ومقاطعة بضائعها وطائراتها وسفنها وسفاراتها، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الليبية الرسمية. واعتبر الناطق لوتس غيلنر، أن هذه التصريحات تأتي في وقت تبذل فيه أوروبا كل الجهود الدبلوماسية الممكنة من أجل إيجاد حل تفاوضي لأزمة التأشيرات الحالية بين سويسرا وليبيا، "تأتي تصريحات القذافي في عكس هذا الإتجاه". وتعاني العلاقات الليبية الأوروبية من صعوبات حالية بسبب قرار طرابلس الغرب الأخير تعليق منح تأشيرات الدخول الليبية إلى مواطني فضاء شنغن (التأشيرة الأوروبية الموحدة) وذلك في رد على قيام سويسرا بإعداد لائحة تضم 188 شخصاً، بينهم القذافي وعدد من أفراد عائلته، تحظر دخولهم إلى أراضيها من جانبها، رأت الخارجية الفرنسية اليوم في دعوة الزعيم الليبي "تصريحات غير مقبولة" معتبرة أن الخلاف الليبي السويسري يجب أن يحل عبر "التفاوض". كما قال سيرغي اوردزونيكيتش المدير العام للأمم المتحدةبجنيف الجمعة إن دعوة زعيم دولة إلى "الجهاد" أمر "غير مقبول"، في إشارة إلى القذافي. وقال في مؤتمر صحافي في جنيف "اعتقد أن صدور مثل هذه التصريحات عن رئيس دولة أمر غير مقبولة في إطار العلاقات الدولية". وأضاف ردا على سؤال بشأن أمن المقر الاوروبي للأمم المتحدة في جنيف "أنا لا اتحدث حتى عن أفعال وآمل أن نوقف كل محاولة". وتابع "إن أجهزتنا الأمنية لديها كامل السلطة والمعرفة والتدريب لمنع أي محاولة لانتهاك مقر الأممالمتحدة. اطمئنوا". وتدهورت العلاقات بين سويسرا وليبيا بشدة بعد توقيف هانيبال نجل القذافي في يوليو 2008 بجنيف إثر شكوى ضده قدمها اثنان من خدمه بداعي سوء المعاملة. وأوقفت السلطات الليبية إثر ذلك رجلي أعمال سويسريين تمت محاكمتهما بتهمتي "الإقامة بشكل غير مشروع" و"ممارسة أنشطة اقتصادية بشكل غير مشروع" في ليبيا. ولا يزال أحدهما، ماكس جولدي، يقضي عقوبة بالسجن أربعة أشهر في ليبيا. ودعا القذافي الذي وصف الخميس سويسرا ب"الكافرة الفاجرة"، الى مقاطعة اقتصادية لسويسرا، فيما طالب المسلمين بعدم التعامل معها لأنها "تحارب الرسول والله والقرآن الكريم" على حد قوله.