نقلت صحيفة "الشارع" اليومية في عددها الصادر، صباح اليوم الثلاثاء، عن مصدر وصفته ب"المطلع" في جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) إن جماعته افرجت، صباح أمس، عن العميد يحيى المراني، مدير الأمن الداخلي في جهاز الأمن السياسي، الذي داهم مسلحو الجماعة منزله في العاصمة صنعاء، صباح 25 ديسمبر الفائت، واختطفوه منه بالقوة. و حسب الصحيفة، لم يقدم المصدر أي تفاصيل عن الإفراج عن المراني، فيما كان مصدر أمني رفيع قال للصحيفة إن المعلومات لديهم تقول إن جماعة الحوثي ظلت تحتجز العميد المراني في شقة بشمال العاصمة صنعاء، حيث ظل محتجزاً هناك طوال الفترة الماضية، التي اخضع فيها للتحقيق من قبل مسلحي الجماعة. و فيما لم تعلن جماعة الحوثي عن أسباب اعتقالها للمراني، وملابسات الإفراج عنه؛ أرجعت المعلومات أسباب اختطافه إلى أدائه خلال فترة عمله مديراً لفرع جهاز الأمن السياسي في محافظة صعدة لأكثر من 20 عاماً، قبل وبعد الحروب التي خاضتها السلطة هناك ضد مسلحي الحوثي. و نقلت الصحبفة، عن محمد، النجل الأكبر للعميد يحيى المراني، إن جماعة الحوثي أفرجت، في العاشرة من صباح أمس، عن والده حيث سلمته، في العاصمة صنعاء، لمجموعة من الضباط التابعين لجهاز الأمن السياسي. و أوضح محمد المراني: "تم الإفراج عن أبي بموجب وساطة عمانية إيرانية لدى جماعة الحوثي، إضافة إلى أن الدكتور عبد الكريم الإرياني بذل جهوداً من أجل الإفراج عن أبي". و قال محمد المراني: "كانت عملية التواصل تتم بين ضباط المخابرات العمانية، وضباط المخابرات الإيرانية، ومسؤولين يمنين طلبوا من عمان وإيران التدخل مع جماعة الحوثي للإفراج عن أبي. وذهبت أنا وإخواني، الجمعة الماضي، إلى منزل الدكتور عبد الكريم الإرياني، وطلبنا منه التدخل، فاتصل الدكتور الإرياني بعبد الملك الحوثي وطلب منه الإفراج عن أبي، وقال له: إذا لم تفرجوا عن المراني خلال ثلاثة أيام فسنأتيكم بمسيرة سلمية لا أولها ولا أخرها، وسنخيم في صعدة حتى يتم الإفراج عنه، وأنا بشيبتي سأكون في مقدمة المسيرة". و أضاف: "صباح السبت الماضي، ردوا على الدكتور الإرياني من صعدة أن عبد الملك وجه بالإفراج عن أبي، وكان يفترض أن يتم الإفراج عنه الأحد الماضي، لكن عملية الإفراج تأخرت حتى اليوم(أمس)". و تابع: "حسب ما حصلت عليه من معلومات، فقد كان مسلحو الحوثي ينقلون والدي من مكان إلى أخر بشكل مستمر في صنعاء. ولا أعرف ما إذا كانوا قد أخذوه إلى صعدة أم لا. ولم يعتدوا عليه، لكنهم حققوا معه وأخذوا منه معلومات". وقال محمد المراني:"الوسطاء العمانيون نقلوا إلى المسؤولين اليمنيين مطالب الضباط الإيرانيين بإقالة والدي من عمله، وتعيين الشامي بدلاً عنه". و أضاف: "كان يفترض أن يتم الإفراج عن أبي الأسبوع الماضي، بناء على الوساطة العمانية؛ إلا أن ذلك لم يتم واستمروا في المماطلة، رغم أنه صدر قرار جمهوري بتعيين الشامي وكيلاً لجهاز الأمن السياسي، وتعرضت جماعة الحوثي لضغوط كبيرة من أجل الإفراج عن والدي". و أفاد محمد يحيى المراني إن مسلحي الحوثي، عندما داهموا منزل والده، في صباح 25 ديسمبر الماضي، واختطفوه بالقوة، نهبوا سلاحه الشخصي (آلي)، وسيارة مدرع (صالون) موديل 2014، وتعهد الحوثيون بإعادة السلاح وهذه السيارة، إلا أنهم لم يفعلوا ذلك حتى وقت متأخر من مساء أمس. و نقلت "الشارع" عن مصدر سياسي وصفته ب"المطلع" الاثنين قبل الماضي، إن رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، عين مساء الجمعة قبل الماضي، اللواء عبد القادر قاسم أحمد الشامي وكيلاً لجهاز الأمن السياسي لقطاع الأمن الداخلي، استجابة لطلب جماعة الحوثي بتعيينه في هذا الموقع خلفا للعميد المراني. وإذ أشار المصدر إلى أن عبد القادر الشامي كان قد عُين، خلال الفترة القريبة الماضية، نائباً لرئيس جهاز الأمن السياسي، أفاد أن جماعة الحوثي طلبت من الرئيس هادي تعيينه وكيلاً لقطاع الأمن الداخلي خلفاً للمراني، بسبب قوة هذا الموقع، والمنصب الشكلي للنائب. و قال المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه: "خلال الأسابيع الماضية، كان قدر صدر قرار جمهوري قضى بتعيين الشامي نائباً لرئيس جهاز الأمن السياسي؛ إلا أن جماعة الحوثي تبينت أن هذا الموقع شكلي. لهذا طلبت من الرئيس هادي تعيين الشامي وكيلاً لقطاع الأمن السياسي، وهذا موقع هام و حساس، ويتولى إدارة الجهاز بشكل شبه كامل". و أضاف المصدر: "تقول المعلومات إن الرئيس هادي عين الشامي في هذا الموقع ضمن اتفاق غير معلن مع جماعة الحوثي قضى بأن تفرج الجماعة عن العميد يحيى المراني، رئيس شعبة الأمن الداخلي لجهاز الأمن السياسي".