نددت دول مجلس التعاون الخليجي أمس بما وصفته "الانقلاب على الشرعية" من قبل الحوثيين في اليمن، مؤكدة دعمها للرئيس عبدربه منصور هادي، لكنها فتحت الباب للتعامل مع الأمر الواقع الحوثي الجديد من خلال عرض شروط فتح الحوار مع الميليشيا المسيطرة على صنعاء. وبحسب صحيفة "العرب" اللندنية فقد أكدت دول مجلس التعاون الخليجي في بيان صادر عن اجتماع استثنائي في الرياض أن دول المجلس “تعتبر ما حدث في صنعاء انقلابا على الشرعية”. وشدد الوزراء على دعم دول الخليج التي رعت اتفاق انتقال السلطة في اليمن للشرعية الدستورية متمثلة في “الرئيس عبدربه منصور هادي” و”رفض كافة الإجراءات المتخذة لفرض الأمر الواقع بالقوة ومحاولة تغيير مكونات وطبيعة المجتمع اليمني”. واشترط الوزراء الخليجيون انسحاب الحوثيين من دار الرئاسة ومنزلي الرئيس ورئيس مجلس الوزراء و”رفع نقاط التفتيش المؤدية إليها وإطلاق سراح مدير مكتب رئاسة الجمهورية وتطبيع الأوضاع الأمنية في العاصمة وعودة المؤسسات الحكومية والأمنية إلى سلطة الدولة” لإيفاد مبعوث الأمين العام لمجلس التعاون “للتواصل مع كافة القوى والمكونات السياسية لاستكمال تنفيذ ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية”. وانحاز الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى الحوثيين بمهاجمته خلفه هادي حين دعاه إلى “تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة للخروج من الأزمة”، بحسب موقع حزبه المؤتمر الشعبي العام. كما أكد الموقع تأييد الحزب لأربعة مطالب أعلنها زعيم الميليشيا الحوثية عبدالملك الحوثي مساء الثلاثاء وأبرزها تعديل مسودة الدستور. وقال الموقع إن صالح بعث قبل شهر برسالة إلى هادي دعاه فيها إلى “الشروع في انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة وهذا ما سيخرج البلد من أزماتها”. ويقول سايمون هيندرسون، الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن السعوديين يدعمون الحركات الانفصالية في الجنوب، وإن علي عبدالله صالح لطالما رفض التحركات السعودية هناك، وهو ما عكر صفو العلاقات بينهما. لكن فشل المبعوث الأممي في اليمن جمال بن عمر في تحقيق أي تقدم بين الرئيس عبدربه منصور هادي وجماعة أنصار الله الحوثية رفع درجة القلق في الرياض . ويؤكد هندرسون أنه حتى لو نجح اليمنيون في التوصل إلى اتفاق يقضي بالإبقاء على الرئيس هادي في السلطة، فإن انحدار الدولة المسرع نحو التفكك لن يتباطأ. ويقول هندرسون إن الموقف الأميركي المعلن مما يحدث في اليمن يعكس آراء الجناح في الإدارة الأميركية التي يرى أن الانقلاب في صنعاء انتكاسة لجهود الحشد ضد تنظيم القاعدة الذي بات يهدد عواصم أوروبية أخرى عقب حادثة تشارلي إيبدو الذي اعترف منفذوها في شريط مصور بانتمائهم إلى فرع التنظيم في اليمن. لكن هناك جناح آخر داخل الإدارة الأميركية، بحسب هندرسون، يعتقد أن نجاح الحوثيين في السيطرة على دفة الأمور في صنعاء قد يسهم في تحول الحوثيين إلى منافس محلي للتنظيم، وأن الولاياتالمتحدة باتت، بالتنسيق مع طهران، تستطيع الدخول في حرب بالوكالة مع القاعدة على الأرض. وفي الحالتين، سيكون على السعودية التعامل مع خطرين في وقت واحد: التشدد السني المتمثل في تنظيم الدولة الإسلامية على حدودها الشمالية مع العراق، والتشدد الشيعي الحوثي .