قالت صحيفة اماراتية، إن مصادر دبلوماسية خليجية وصفتها ب"المطلعة" كشفت لها أن خطوة دولة الإمارات باستئناف عمل سفارتها من عدن إجراء سياسي هدفه دعم الشرعية والمبادرة الخليجية والحوار تحت سقف الاتفاق الذي يعرف في اليمن ب"مخرجات الحوار". و حسب صحيفة "الخليج" لعبت دولة الإمارات ضمن المنظومة الخليجية دوراً مهماً في دعم استقرار اليمن، وتقليدياً كانت اليمن إحدى الدول التي خصتها الإمارات بدعمها السياسي والتنموي. و شددت المصادر على أن الوضع اليمني ما زال معقداً، وما زالت هناك مشكلة كبيرة تحول دون الحل السياسي وتكريس الشرعية، حيث يبدو أن من الصعب على الحوثيين أن يتراجعوا عن انقلابهم، لكن خطابهم بدا، في الوقت نفسه، مرتبكاً، عبر الاستئثار بالسلطة ومهاجمة دول الجوار. و حذرت المصادر الدبلوماسية الخليجية من الدور "الغامض" للمبعوث الأممي جمال بن عمر، وقالت إن عليه أن يقوم بدوره بأمانة، وألا يسعى إلى المجد الشخصي، وهذا يتطلب من جهته التزامه الكامل بموجهات القرارات الدولية والمبادرة الخليجية، وستكون مشكلة كبرى إن حاول أن يخلق مساراً سياسياً بديلاً أو يكرس شرعية السلاح والميليشيات والانقلاب. و لدى استيضاح المصادر عن سبب الشك في دور المبعوث الأممي، أوردت الصحيفة، ما قالت أن المصادر اكتفت به بقولها: "هناك بوادر". و حسب الصحيفة، تتطلب أوضاع اليمن تفعيل دور المبعوث الخليجي، وأن تكون الرسائل الخليجية الموجهة إلى جمال بن عمر واضحة، ومثل هذا الموقف للمبعوث الأممي في اليمن يمثل إحدى المشكلات الرئيسية في العديد من الساحات. و طبقا لما أوردته الصحيفة، الأجندة في اليمن أساساً خارجية والتنفيذ لا يأخذ في الاعتبار وجهات نظر دول المنطقة التي هي أدرى بأوضاع المنطقة. و قالت مصادر الصحيفة، إن فرار الرئيس عبد ربه منصور هادي من صنعاء ومن إقامته الجبرية يعزز الشرعية لأنه أصبح لها رمز واضح من خلال الرئيس، وقد رأينا كيف ارتبك خطاب الحوثيين أكثر نتيجة الدور المتجدد للرئيس هادي. و ركزت المصادر على أن قرار دولة الإمارات العربية المتحدة استئناف عمل سفارتها بعد السعودية يبين بوضوح أن رأي دول المنطقة والجوار هو تكريس المسار السياسي المعترف به خليجياً وعربياً ودولياً، وتقويض خطط الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح الرامية إلى خلق شرعية جديدة. و أكدت المصادر أن على حزب المؤتمر، وهو حزب وسطي عريض يشمل العديد من شخصيات اليمن، أن يتخذ قراراً شجاعاً وواضحاً لمصلحة الشرعية والمسار السياسي حتى إن أدى ذلك إلى مواجهة مع الرئيس السابق على عبد الله صالح، فالتحدي الذي يواجهه اليمن اليوم هو تحد وجودي بكل المقاييس. و في خضم ما يدور في اليمن، أضافت المصادر، نرى أن المسار السياسي يقي اليمن المواجهة الطائفية المتوقعة، والتي يحمل لواءها الحوثيون والقاعدة، ومن الضروري تغليب المصلحة الوطنية أمام التطرف الطائفي، فاليمن وطن لجميع اليمنيين، ويجب إشراك جميع المكونات، وبالرغم من صعوبة العملية السياسية التي تم الاتفاق عليها داخلياً ودولياً فهي ممكنة، أما غير الممكن فهو خلق واقع جديد عبر الانقلاب والميليشيات. و اختتمت المصادر بقولها: "إن الوضع في اليمن ما زال حرجاً جداً، وضروري تغليب العقل والحكمة، والعمل لما فيه مصلحة اليمن مع تجنيبه الصراع الفئوي".