التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيريه الفرنسي لوران فابيوس، والألماني فرانك فالتر شتاينماير، أمس في لوزان، على غداء عمل، لبحث الملف النووي الإيراني، والتقى بعدها كيري مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف. إلى حين اكتمال وصول وزراء خارجية مجموعة «1+5» خلال عطلة نهاية الأسبوع، تبعاً لبرنامجهم. وقال وزير الخارجية الألماني إن التوصُّل إلى اتفاق مع إيران أمر مهم، لأنه يمكن ان ينزع فتيل النزاعات الحالية في الشرق الأوسط. غير انه قال ان الخطوات الاخيرة صوب التوصل الى اتفاق سوف تكون الأكثر صعوبة. وأضاف: «بعد قرابة 12 عاماً من المحادثات مع إيران، هذه هي بداية النهاية لهذه المفاوضات الماراثونية». وتابع: «هناك أسباب اخرى وراء تعرّض هذه المنطقة للنزاعات التي تُثقل كاهلها. اختتام المفاوضات النووية مع ايران ربما يساعد على تحقيق بعد الهدوء في هذه المنطقة المضطربة». بدوره ابدى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف تفاؤلا، معربا عن ثقته بامكان حل الخلافات، وذلك اثر لقائه نظيريه الالماني والفرنسي على حدة. وقال: «اعتقد اننا احرزنا تقدما. اننا نتقدم، واعتقد انه بامكاننا احراز التقدم اللازم للتمكن من حل كل القضايا وبدء صوغ نص سيصبح الاتفاق النهائي»، لافتا الى انه اجرى مشاورات «ايجابية» مع شتاينماير وفابيوس. واضاف الوزير الايراني «نحن مستعدون للعمل بوتيرة سريعة للمضي قدما واعتقد ان كل المؤشرات متوافرة لتحقيق ذلك». لكنه كرر ان ايران اتخذت قرارا سياسيا من اجل الالتزام في اطار الكرامة. من جهته، اكتفى فابيوس بالقول بعد مشاورات مع ظريف استمرت اكثر من ساعة «نحاول التقدم. اننا نعمل». وقال فابيوس: «كانت المناقشات طويلة وصعبة. لقد تقدّمنا إلى نقطة معينة، ولكن ليس بدرجة كافية في مسائل أخرى». واعتبر فابيوس في سياق آخر، انه لا يمكن لإيران ان تقدّم نفسها على أنها «قوة سلام» لا تنوي على الإطلاق صُنع قنبلة ذرية، وتقدم في الوقت نفسه الدعم لتمرّد الحوثيين في اليمن. من جهة أخرى، قال رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية علي اکبر صالحي ان هناك موضوعاً او موضوعين فنيين يشوبهما التعقيد، ولو تم حلهما يمكن القول «إننا توصلنا الى الفهم المشترك حول القضايا الفنية». واضاف صالحي: «ظروف المفاوضات شاقة جدا، ونتقدم الى الامام باطمئنان، نحن على ثقة من مساندة الشعب والنظام لنا». وحول ما اذا كان يرى ان الاتفاق في متناول يد المفاوضين، قال صالحي: «المفاوضات لها ابعاد فنية وقانونية وسياسية، وجميعها مرتبطة بعضها الآخر ببعض. لا فائدة من معالجة الابعاد الفنية من دون حل قضايا الحظر». وصرح رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية «توصلنا الى الفهم المشترك حول العديد من القضايا الفنية والقانونية، بقي موضوع او موضوعان يشوبهما بعض التعقيد، ويجب ان نرى هل يمكن حلهما ام لا؟ اذا تحقق هذا الفهم، يمكن التوصل الى تفاهم مشترك حول المواضيع الفنية، لكن التوصل الى فهم لا يعني التوصل الى الاتفاق». غير ان صالحي لم يوضح طبيعة هذه الموضوعات. وتشمل القضايا محل خلاف مدة بقاء القيود النووية وحجم الابحاث والتطوير النووي الذي سوف يتم السماح به لايران، وكيفية رفع العقوبات بسرعة، التي فرضتها الاممالمتحدة على إيران، طبقا لدبلوماسيين. وتشمل القضايا محل خلاف مدة بقاء القيود النووية وحجم الابحاث والتطوير النووي الذي سوف يتم السماح به لإيران، وكيفية رفع العقوبات بسرعة التي فرضتها الاممالمتحدة على إيران، طبقاً لدبلوماسيين. في سياق متصل، قال مسؤولون ان هناك أملاً في التوصل الى اتفاقية مؤلفة من صفحتين أو ثلاث صفحات، تتضمن أعدادا محددة تشكل الأساس لتسوية بعيدة المدى. وحذّر مسؤولون غربيون وإيرانيون من أنهم لم يتفقوا بعد على إطار عمل لاتفاقية، وإن التفاصيل الرئيسية ما زالت محل مفاوضات ساخنة، ولكنهم أشاروا إلى أنهم اقتربوا من التوصل الى اتفاق. وقال مسؤول إيراني كبير ل"رويترز" شريطة عدم نشر اسمه إن «الجانبين قريبان جدا جدا من الخطوة الاخيرة، وقد يتم التوقيع أو الاتفاق والإعلان شفهيا». ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إيران إلى اتخاذ القرارات الضرورية المطلوبة، من أجل حل المشاكل المتبقية. جاء ذلك خلال اتصال أوباما بميركل بعد الرسائل التي وجهها الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى زعماء مجموعة ال «1+5».