التقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الأحد في جنيف نظيره الايراني محمد جواد ظريف، في إطار مفاوضات أوسع بين إيران ومجموعة 1+5 التي تهدف إلى تقييد أنشطة إيران النووية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري وهو في طريقه للاجتماع مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف: إن واشنطن تريد التوصل لاتفاق قبل انتهاء مهلة غايتها 30 يونيو المقبل. ويفترض أن يجري كيري وظريف المحادثات ليومين في فندق فخم على ضفاف بحيرة ليمان، ويواصلان بذلك سلسلة اتصالات جرت في الاسابيع الاخيرة في مناسبات عدة. من جانبه، أكد وزير الخارجية الايراني أمس الأول السبت، بعد وصوله الي جنيف ان «الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترفض اي اتفاق ناقص او غامض». وأضاف ظريف «من أجل التوصل الي اتفاق فمن الضروري التركيز علي موضوع واحد اثناء المفاوضات حتي التوصل الي اتفاق كامل ولا مجال لاي اتفاق آخر». وأشار ظريف الي المفاوضات الجارية بين إيران واميركا في جنيف.. موضحاً أن «مساعدي وزيري خارجية البلدين أجريا محادثات طيبة إلا أنه لم يتم التوصل إلى اي اتفاق لحد الآن». وحول مشاركة رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي في المفاوضات النووية والتي تمت للمرة الاولى، قال ظريف «إننا بلغنا مرحلة في المفاوضات تتطلب مشاركة شخص مطلع بصورة كاملة علي تفاصيل الموضوع النووي على مستوى صالحي». وكان كيري قد قال بعد لقائه بوزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في لندن أمس الأول السبت انه ما زالت هناك ثغرات كبيرة وطريق طويل، قبل التوصل الى اتفاق. وأضاف كيري: «إن الرئيس باراك أوباما ليس لديه أي نية لتمديد هذه المفاوضات إلى ما بعد الفترة التي تم تحديدها.. وتابع وانا وأثق من أن الرئيس اوباما مستعد تماماً لوقف هذه المفاوضات إذا شعر بأن طهران غير مستعدة لاتفاق. حسب تعبيره بدوره قال الاتحاد الأوربي في بيان، إن المفاوضين الأميركيين والإيرانيين الذين يعملون منذ الجمعة في جنيف والمديرين السياسيين في دول مجموعة 1+5 وإيران سيلتقون يوم أمس الأحد «لمواصلة جهودهم الدبلوماسية للتوصل إلى حل طويل الأمد وشامل للمسألة النووية الإيرانية». وفي مؤشر إلى تكثيف الجهود من أجل إقرار اتفاق في ما تبقى من وقت، انضم وزير الطاقة الأميركي أرنست مونيز للمرة الأولى إلى المفاوضات في جنيف بطلب من كيري, ورداً على سؤال في هذا الشأن أكد كيري في لندن أن مونيز يشارك في المحادثات لأسباب تقنية. وقال: «إن هذه المفاوضات تقنية جداً ,ولأننا نعمل من أجل التوصل إلى اتفاق حول بعض القضايا الصعبة جدا تقرر أنه من الضروري والمناسب وجود طاقمنا التقني».. مؤكدا أن » وجود هذا الطاقم لا يدفعني إلى استنتاج» أن التوصل إلى اتفاق بات وشيكاً. ووصل رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، إلى جنيف أمس الأول السبت برفقة ظريف وحسين فريدون شقيق الرئيس الإيراني حسن روحاني ومستشاره الخاص، كما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية. وقال مسؤول إيراني رفيع المستوى إن فريدون مكلف «التنسيق طوال فترة المفاوضات». وحول مشاركة المساعد الخاص لرئيس الجمهورية الإيرانية حسين فريدون في المفاوضات النووية، قال ظريف «كنا نستفيد من حضوره سابقاً للتنسيق مع الرئيس روحاني والبلاد ونحن بحاجة الآن الي هذا التنسيق بصورة خاصة». وأكد مسؤول كبير في الخارجية الأميركية أن مشاركة مونيز وصالحي لا تعني بالضرورة تحقيق اختراق وشيك، لكنها تعكس «الجدية التي نتعامل فيها مع الجوانب التقنية». وكان الجانبان اتفقا على جدول زمني من مرحلتين للتوصل إلى اتفاق سياسي قبل 31 مارس ثم لوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل التقنية قبل 31 يوليو، لكن طهران تطالب باتفاق واحد يتضمن الجانب السياسي والتفاصيل في الوقت نفسه. من جانبه قال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي «لن يكون هناك اتفاق من مرحلتين، فبعد سنة من المفاوضات، علينا التطرق إلى التفاصيل، ونريد أن يتضمن الاتفاق النهائي الإطار العام والتفاصيل». ومن النقاط الأساسية في الاتفاق النهائي كمية اليورانيوم التي سيسمح لإيران بتخصيبها وعدد ونوع أجهزة الطرد المركزي التي يمكنها امتلاكها. وبموجب اتفاق انتقالي تم توقيعه في نوفمبر 2013، خفّضت إيران نصف مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المائة إلى خمسة في المائة، وحولت الباقي إلى أكسيد اليورانيوم. وعملية التخصيب بنسبة 20 ٪ قريبة من تلك التي تسمح بالتخصيب بنسبة 90 ٪ لإنتاج القنبلة الذرية التي تنفي طهران سعيها إلى امتلاكها. وفي واشنطن، يسعى الجمهوريون الذين يسيطرون على الكونغرس الأميركي منذ يناير، إلى التصويت على عقوبات وقائية بحق إيران في الأشهر المقبلة، وذلك قبل انتهاء مهلة المفاوضات، بهدف الضغط على طهران. يذكر أن المفاوضات التي بدأت في نوفمبر 2013، وتم تمديدها مرتين.