أعاد الرئيس هادي، قيادات عسكرية محسوبة على اللواء "علي محسن" إلى الواجهة، بتعيينهم مؤخرا في مناصب عسكرية. و إن كانت قرارات "هادي" لن تنفذ في ظل سيطرة أنصار الله و الرئيس السابق على تلك الوحدات العسكرية، إلا أن ذلك يكشف أن التحالف بين "هادي" و "محسن" عاد إلى الواجهة، و أن الأول لا يزال تحت وصاية الثاني، الذي يبدو أنه سيقاسمه حتى قرارات التعيين التي لا تجد من ينفذها. قراران جديدان ل"هادي" قضى الأول بتعيين العميد عبد الرب الشدادي، قائد احدى الوحدات العسكرية بمأرب، قائدا للمنطقة العسكرية الثالثة، مع بقائه قائدا للواء 312 مدرع المتمركز في صرواح. و قضى القرار الثاني بتعيين العميد صادق سرحان، قائدا للواء 22 حرس، المتمركز في منطقة الجند، شرق مدينة تعز، و هو اللواء الذي يسيطر عليه الرئيس السابق "صالح" و استخدم خلال الأيام الماضية، في اقتحام محافظتي لحج و عدن. و صادق سرحان، كان قائدا للواء الدفاع الجوي التابع للفرقة المنحلة، الذي كان يقودها "محسن" و انتقل إلى تعز في العام 2011 م، حيث قام بتجنيد مليشيات مسلحة، خاضت حرب استنزاف مع القوات الموالية ل"صالح" في مدينة تعز، بينها قوات اللواء 22 حرس الذي عينه هادي قائدا له. و كان سرحان عين في نهاية 2012 قائدا للواء المدفعية بصعدة، غير أنه عاد إلى قريته في المخلاف بتعز، بعد تعيينه بأقل من ستة أشهر. و تقول المعلومات، أن أنصار الله الحوثيين عينوا قائدا جديدا للواء المدفعية، قبل قصفه بغارات الطائرات السعودية بيومين. و من الممكن تنفيذ القرار الأول ل"هادي" على اعتبار أن محافظة مأرب، تخضع للإصلاح، و تسيطر عليها المليشيات المسلحة للحزب والوحدات العسكرية الموالية قيادتها ل"محسن"، غير أنه من المستبعد تنفيذ قرار تعيين "سرحان" كون قيادة اللواء 22 حرس و أغلب ضباطه و جنوده مواليين ل"صالح" فضلا عن أن معظم منتسبي اللواء لهم ثأر مع "سرحان" الذي خاض معهم حربا امتدت قرابة ال"7" الأشهر. و يرى متابعون أن تعيين سرحان في قيادة اللواء 22 حرس، يعني تدشين مرحلة جديدة من الصراع في تعز و نقل الصراع الجاري في الجنوب إليها. و يشيرون إلى أن سرحان سيعمد إلى تجميع مليشياته و تجنيد أخرين، بهدف التمكن من استلام اللواء، غير أن ذلك سيجر تعز إلى مرحلة صراع جديدة، و ربما نقل الصراع من الجنوب إلى تعز، بهدف اشغال أنصار الله عن توسعهم في الجنوب، بفتح جبهة جديدة في تعز. و ربما يكون قرار تعيين سرحان ردا على عمليات تجنيد و استقدام مسلحين من خارج تعز، من قبل انصار الله، و انتشار القوات الموالية لهم في مداخل المدينة و الجبال المحيطة بها، منذ بدء الضربات الجوية للطائرات السعودية. و كان هادي قد عين قادة آخرين للواء 35 مدرع و اللواء 17 مشاة المتمركزين غرب محافظة تعز، و في حال عدم تمكينهما من قيادة اللواءين سيلجأن لعمليات تجنيد مليشيات لخوض حرب لإسقاط تلك الوحدات. و هو ما يشير إلى تدشين مرحلة جديدة من الصراع في المحافظة التي لا تزال بعيدة عما يحصل في الجنوب من حرب.