بات الغموض هو سيد الموقف، في تمديد الهدنة الانسانية في اليمن، و التي ستنتهي عند الساعة "11" من ليل الأحد، 17 مايو/آيار. مناهضوا جماعة أنصار الله "الحوثيين" في اليمن، باتوا يحرضون باتجاه رفض تمديد الهدنة، و يقف معهم في هذا الرفض كثير من القيادات المشاركة في مؤتمر الرياض، الذي بدأ أعماله اليوم الأحد. تصريحات وزير الخارجية السعودي، قبل يومين، و التي ارجع فيها تمديد الهدنة من عدمه، لمدى التزام أنصار الله، تشير إلى أن التمديد وارد، غير أن ضغوطات بدأت تمارسها الأطراف المحلية المناهضة ل"أنصار الله" و في مقدمتها الاصلاح، لرفض التمديد. الرياض، تبدو متجهة نحو التمديد، لكن ضغوط يواجهونها من حلفاؤهم، الذين بدأوا من ليل أمس، الحديث و لو اعلاميا عن خروقات و قصف أنصار الله في تعز و عدن و أبين و شبوة، و بدأوا الدفع بمجاميع مسلحة لتوتير الأوضاع على جبهات القتال، لعودة الطيران السعودي لاستهدافهم، و بالتالي التمهيد لعملية برية، سبق أن طالبت بها الحكومة اليمنية المقيمة في الرياض. الاممالمتحدة، ظهرت بقوة مع تمديد الهدنة، و بالتالي باتجاه تمديدها، و تهيئة الأجواء لمؤتمر تحت مظلة دولية لطرفي النزاع، بعيدا عن مؤتمر الرياض. الامريكان أيضا، باتوا يدفعون بقوة باتجاه التمديد، و الحوار تحت مظلة دولية، و ربما يكونوا قد اتفقوا على ذلك في قمة كامب ديفيد الاخيرة، التي عقدت بين أوباما و القادة الخليجيين. الطرف المحلي، أو قيادات الحرب في الداخل هي التي تشعر بأنها تمديد الهدنة لا يخدمها، من منظور أنها لم تمثل بالشكل المطلوب في مؤتمر الرياض، فضلا عن ان استمرار سيطرة أنصار الله على الأرض، سيجعلهم أمام خيار صعب، أقلة الملاحقة في حال تغيرت الأوضاع على الأرض، خلال الفترة القادمة. أقل من ساعة و ستنتهي الهدنة، و سيتضح حقيقة التمديد من عدمه، القرار يبدو أنه لا يزال محل نقاش، لكنه البت فيه لم يعد بيد الأطراف المحلية، و انما بات محل ضغط و مساومة بين الأطراف الاقليمية و الدولية، ذات الصلة بالأزمة اليمنية.