حظيّ لبنان بحصة لا يستهان بها من الوثائق التي سرّبها موقع "ويكيليكس" أخيرا حول وزارة الخارجية السعودية. و من ضمن سبعين ألف وثيقة نشرها الموقع كدفعة أولى برزت وثيقة تعكس استياء رئيس الوزراء السابق سعد الحريري وشكواه من ما يكتبه صحافيون ضده في صحف سعودية بارزة أبرزها مقالات بقلم داود الشريان في جريدة "الحياة" وعبد الرحمن الراشد في "الشرق الأوسط". و علقت السفارة السعودية في بيروت، على الشكوى قائلة إنه من المناسب وقف مثل هذه الكتابات التي لا تخدم الأهداف المنشودة للمملكة، فيما رفع وزير الخارجية سعود الفيصل إحدى شكاوى الحريري الى الديوان الملكي. و ورد اسم الحريري أيضاً في برقية مرسلة من وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل تكشف ما قاله مسؤول الإستخبارات في دمشق وريفها اللواء الراحل رستم غزالة للملك السعودي، أثناء زيارة الأخير لسوريا وانه طلب منه ان ينقل لسعد الحريري بأنه ما كان للأب فهو للابن وأن سوريا أرسلت مندوبين آخرين إلى الحريري ويحملون رسائل شتى في إطار تشجيعه على التقارب مع السوريين. و في تلك البرقيات أيضا مطالبُ بعض السياسيين بالحصول على أموال من السعودية. و في برقية أرسلها السفير علي عواض العسيري إلى وزارة خارجية بلاده عام 2012 يقول فيها إن موفداً من قبل الدكتور سمير جعجع تحدث عن صعوبة الاوضاع المالية لحزب القوات اللبانية، ولاسيما في ظروف المواجهة التي يعيشونها من جراء مواقف بعض الزعامات المسيحية المتعاطفة مع النظام السوري. و في الوثيقة أوصى العسيري رؤساءه بتقديم مساعدة مالية لجعجع كونه قائداً للقوة الحقيقية التي يعول عليها لمواجهة حزب الله ومَن وراءه في لبنان. و بحسب الوثيقة يبدي جعجع استعداده للقيام بما تطلبه منه المملكة. كما تكشف الوثائق المسربة، أن الوزير بطرس حرب طلب دعم السعودية لتجمع مستقل سياسي أراد تشكيله بعد الانتخابات النيابية التي كان يفترض أن تجري في العام 2013. كما التمس رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، من السعودية تقديم العون المالي لحزبه.