تقرير لبنان.. لم تشكل زيارة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع احد أبرز المرشحين الرئاسيين لفرنسا للقاء سعد الحريري مفاجأة لامن حيث التوقيت أو الاهداف، حيث تندرج في اطار المشاورات التي لم تتوصل لحد الآن الى اتفاق على مرشح نهائي رغم اقتراب نهاية ولاية الرئيس الحالي ميشال سليمان في 25 مايو الجاري. بيروت (فارس) وتتسارع وتيرة الاتصالات واللقاءات السياسية في لبنان وخارجه، شكل أبرزها لقاء جعجع والحريري الذين تباحثا في الخيارات المطروحة، مؤكدين ان لا مصلحة لأحد بالوصول الى الفراغ مع ما يستتبع ذلك من ضرورة لانتخاب رئيس قبل نهاية ولاية الرئيس الحالي. ولكن اللقاء أثار لغطاً كبيراً وعكس تأثيراً سلبياً بشكل مباشر أو غير مباشر على سير المفاوضات بين الحريري والجنرال ميشال عون ما أدى بالبعض الى اعتبار انّ الهدف من زيارة جعجع كان فقط لاحراق ورقة الجنرال لدى الحريري، حيث كان جعجع يقنعه بانّ عون لا يمثل مرشحاً توافقياً، كما شهد الاجتماع الذي تم بحضور رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة نقاشاً لم يخل من الحدة حين طرح جعجع أن تجري الانتخابات على اساس النصف زائد واحد، وذلك ما يلقي رفضاً من قبل الحريري. تفاصيل اللقاء ونقل المكتب الاعلامي لتيار "المستقبل" انه تخلل تبادلا لوجهات النظر متطابقة على ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، ورفض الفراغ، والقيام بكل الجهود والاتصالات اللازمة والممكنة لمنع حدوث الفراغ، مع التشديد على وجوب حضور جميع النواب للمشاركة في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية. اما جعجع فكشف في مؤتمر صحفي عقده من باريس ان الحريري طرح أن يكون الجنرال عون مرشحا توافقيا، ولكن جعجع اعترض على ذلك معتبرا ان عون لا يمكن ان يكون توافقيا بعد كل ممارساته السياسية القائمة على ورقة التفاهم مع فريق "حزب الله". كما أكد انه ليس لدى "القوات اللبنانية" فيتو على احد، معتبرا ان عون لم يغيّر خطه ليصبح توافقيا. لتعود الدائرة الاعلامية في "القوات" لتؤكد ان بعص الكلام الذي ورد على الوسائل الاعلامية ومنسوب لرئيس القوات ونقلا عن لسان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري حول تبنّي ترشيح عون لرئاسة الجمهورية هو كلام مغلوط ومجتزأ وغير دقيق على الإطلاق. اسم مرشح من غير الدائرة الاولى سمير جعجع كان حاسماً عندما أخبر الحريري انّ عون ليس مرشحاً توافقياً وكذلك هو ليس بتوافقي، لذلك فقد يكون الهدف الاول من زيارة جعجع هو سحب ترشيح عون من بورصة الحريري المرتفعة وكذلك السعودية وتالياً سحب ترشيحه هو نفسه الذي سقط في الجلسات النيابية المخصصة للانتخابات لاربع مرات متتالية، وعليه فانّ جعجع يريد ان يقطع اي صلة تبقي لعون حظوظاً لدى الحريري الذي حاول مؤخراً اقناع السعوديين به، هو أمر وضعه البعض من قوى 8 اذار في خانة تمهيد الطريق للحريري للتنصل من عون، وخاصة انّ الحريري لم يفلح لغاية الساعة باقناع المملكة السعودية به، أضف الى ذلك التلميحات الاخيرة للسفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري الذي لمح في الايام الماضية الى انّه بات من الضروري البحث عن مرشح غير المرشحين الأربعة الأقوياء الموارنة، أي عون وجعجع والنائب سليمان فرنجية والرئيس أمين الجميّل. حرب بدلاً من جعجع أمّا في تداعيات ما بعد اللقاء الباريسي فتتحدث مصادر من فريق الرابع عشر من اذار، عن انّ جعجع أقفل الباب نهائياً على ترشيح عون وترشيحه على حد سواء، وتشير معلومات الى انّ الحريري سيعقد مع تكتله النيابي لقاءً عن بعد لوضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة وتحديداً لجلسة الغد وتشير تلك المصادر الى انّ الحريري قد يطلب من نوابه بالتسيق مع جعجع الدخول بمرشح ثانٍ بدل جعجع قد يكون الوزير السابق بطرس حرب. وبذلك يكون جعجع قد تمكن بعد لقائه الاخير مع الحريري بالتخلص من عون كمرشح منافس وذلك قبل ايام قليلة فقط من وصول الاستحقاق الرئاسي الى خواتيمه، وكذلك أقفل الطريق على نفسه وحلفائه من حشرهم في زاوية ترشحه، لاختيار اسم من غير دائرة البورصة الاولى للمرشحين الموارنة. ولكن ذلك لا يقفل الباب نهائياً على الجنرال عون، وخاصة انّ لا جديد على صعيد المشاورات بين عون والحريري فالاتصالات لا تزال قائمة ما يعني انّ حظوظ عون لا تزال متوفرة، أضف اليها انّ الجميع يراهن على التطورات الاقليمية في المنطقة وكذلك مفاجآت الربع الساعة الاخيرة. / 2811/ وكالة انباء فارس