تقرير خاص بفارس.. لبنان: "حزب الله" يحدد مواصفات الرئيس... والجلسة الثالثة بلا نصاب لم تحمل الساعات الاخيرة اي تطور على صعيد ملف الاستحقاق الرئاسي، ما يجعل مصير الجلسات النيابية المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ضبابية الصورة بعد، طالما لم تكتمل التسوية المرتقبة للوصول بمرشح الى سدة الرئاسة. بيروت (فارس) وفيما لم تصدر مواقف محددة عن فريق "حزب الله" عن رؤيته للمرحلة المقبلة وعدم الاعلان عن مرشح الحزب لغاية الساعة والاكتفاء بعدم حضور الجلستين الثانية والثالثة ما أدى الى عدم اكتمال نصاب النواب، برزت مواقف اخيرة لبعض نواب الحزب وأبرزها ما صدر عن النائب محمد رعد رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النيابية، الذي جزم بأنّه لن يكون رئيس للبنان "إلا إذا كان على وفاق ووئام مع شعب المقاومة وخيار المقاومة". وعليه فان الحزب حسم موقفه بشأن مواصفات الرئيس المقبل ولا تنازل أو تراجع عن رئيس يحفظ انجازات المقاومة ويحميها، واشارة واضحة يُعاد من خلالها التأكيد بان الحزب يلعب دوراً رئيسياً في حسم اسم الرئيس الذي لن يكون من دون موافقته. ولغاية الساعة لايزال "حزب الله" يسير بترشيح الجنرال ميشال عون رئيساً دون اعلان اسم الاخير كمرشح للرئاسة بانتظاره حصوله على الضوء الذي يسمح له بالمتابعة والترشح على اساس انّه الرئيس التوافقي، وعليه فإن لم يكن عون هو مرشح الحزب فسيكون بالطبع شخصية تشبهه الى حد كبير بغض النظر عن اي مشاورات سياسية تتعلق بالشأن الرئاسي محلية كانت او دولية لا تتوافق مع آراء فريق "حزب الله". موقف "حزب الله" وكان النائب محمد رعد قد أكد خلال كلمة له في احد الاحتفالات بانهم لا يريدون رئيسا للجمهورية يساوم ويمارس حفظه للسيادة بحسب البورصة الدولية والإقليمية. وتابع: "نريد رئيساً يحمي المقاومة ويتبنى خيارها، لأنّ خيار المقاومة وحده يحفظ السيادة الوطنية ويدافع عن الوطن، وبالمقاومة عبر تنسيقها مع الجيش اللبناني وعبر احتضان الشعب لهما يستطيع لبنان أن يحفظ وجوده وسط هذه الغابة التي يسودها وحوش مفترسون". وأضاف: "نحن نحتاج إلى رئيس جمهورية ينسجم مع خيار شعبه المقاوم ويستطيع أن يحفظ سيادة وطنه فلا يرهنه لحسابات الدول القريبة والبعيدة، الذي يعطّل انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان هو الذي استفز اللبنانيين وطرح مشروعاً معادياً لخيارهم الوطني ولن يكون رئيسا للبلاد إلا إذا كان على وفاق ووئام مع شعب المقاومة وخيار المقاومة". ويُعتبر الحزب لاعباً اساسياً في عملية انتخاب رئيس الجمهورية، وهذا ما يشير اليه ايضاً الكلام الاخير الصادر عن رعد، دون معرفة فيما اذا كان الحزب سيمضي في دعمه للجنرال ميشال عون وخاصة انّ الاخير لا يزال يبحث عن فرص ضائعة له يسعى اليها من خلال تقاربه من تيار "المستقبل" والتعويل على التيار الازرق من أجل الوصول الى الاتفاق على اسمه على اساس انه المرشح التوافقي، وخاصة انّ الجلسات الثلاث المنصرمة قد أدت الى الاطاحة أقلّه باسم رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، يُضاف اليها نية رئيس حزب "الكتائب" في الترشح والتي تعني انّ الاسمين قد لا يصلان الى سدة الرئاسة لعدم توصل فريق الرابع عشر من اذار الذين ينتميان اليه الى اتفاق على اسم موحد. وعليه فانّ الحزب يبدو مرتاحاً الى هذه النقطة وما لها من دور ايجابي في عدم نجاح اي مرشح من فريق الرابع عشر من اذار، أضف اليها معلومات تؤكد انّ الايام المقبلة لاعلان مرشح "حزب الله" لن تكون طويلة . الجلسة الثالثة لانتخاب الرئيس بالعودة الى وقائع الجلسة الثالثة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية التي لم تلتأم اليوم بسبب عدم اكتمال نصاب الثلثين من النواب، فقد حضر الى الجلسة 67 نائبا من أصل 73 نائبا في المجلس، وعليه أرجأ رئيس المجلس نبيه بري جلسة الانتخاب الى الخامس عشر من ايار المقبل بسبب عدم اكتمال النصاب ، فيما دعا الى جلسة تشريعية نهار الاربعاء في 14 أيار لمناقشة مشروع سلسلة الرتب والرواتب. وكان الحدث الابرز قد تمثل في زيارة رئيس حزب "الكتائب" امين الجميل للجنرال ميشال عون في مقر اقامته في الرابية، للتباحث في الشأن الانتخابي، وخاصة انّ الجميل ينوي اعلان ترشحه قريباً الى الرئاسة. ووصف عون اللقاء بانه كان ايجابياً، وبأن "اليوم بدأت مرحلة جديدة بالتعاون مع الجميل، ونؤكد اصرارنا على ان تتم الانتخابات الرئاسية بالاسابيع الثلاثة المقبلة قبل 25 أيار، موعد نهاية ولاية الرئيس الحالي العماد ميشال سليمان". بدوره أشار الجميل بعد الزيارة: "هناك ضرورة للحفاظ على الاستقرار، ومن الضروري ان يتم انتخاب رئيس بالمهل، وانقاذ الجمهورية يمر بهذا الاستحقاق والا مؤسساتنا الوطنية فستكون على كف عفريت". ولفت الجميل الى ان "اللقاء مع العماد عون كان مفيدا جدا وايجابياً وتوافقنا على بذل كل الجهود لاتمام هذا الاستحقاق بأسرع وقت وما يهمنا ان هذا الاستحقاق يحفظ كل المؤسسات لذلك نريد رئيسا قادر على ذلك ويطمئن كل اللبنانيين". اذن، لم تنتهِ فصول المسرحية في مجلس النواب بعد، كذلك لم تنضج التسوية، فيختصر المشهد اليوم بفترة من الانتظار التي قد تكون طويلة الأمد، مع مع يعول عليه من زيارة للسفير الامريكي في لبنان دايفيد هيل الى المملكة العربية السعودية التي قد تسرع بانضاج الطبخة الرئاسية. فهل ستحمل الجلسة المقبلة رئيساً جديداً ام ان كل التوقعات بالفراغ قد تأتي بنتيجتها؟. / 2811/ وكالة الانباء الايرانية