بيروت: أيام قليلة، وتنعقد الجلسة النيابية الثانية لانتخاب رئيس جمهورية لبناني جديد، خلفًا للرئيس ميشال سليمان، الذي يغادر قصر الرئاسة في بعبدا يوم 25 أيار (مايو) المقبل. وتناهى إلى مسامع المراقبين أن هذه الجلسة، أي جلسة الأربعاء المقبل، لن تتمخض عن اسم رئيس جديد، خصوصًا مع بقاء الأطراف اللبنانية خلف متاريس مواقفها السابقة، التي أنتجت شبه تعادل بين المرشح سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، والفراغ، ممثلًا بالأوراف البيضاء. جعجع مرشحنا وفي هذا الاطار، أكد النائب عمار حوري، عضو كتلة المستقبل، أن جعجع لا يزال مرشح تيار المستقبل وقوى 14 آذار، وأن شيئًا لن يتغير في جلسة الأربعاء. وعن إمكانية دعم الجميل في الجولة الثالثة من الانتخابات، نقلت تقارير عن حوري: "هناك نقاش داخلي على مستوى 14 آذار، وهو لم يفض لشيء جديد حتى الساعة". ونفى حوري علمه بأي قنوات مفتوحة بين تيار المستقبل ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، مشددًا على أن الفرصة لا تزال متاحة أكثر من أي وقت مضى أمام اللبنانيين ليختاروا رئيسهم، فلا يفرضه عليهم الخارج. وتوقع حوري ألا يتأمن نصاب الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، أي أن لا يحضر 86 نائبًا، ما يعني تحديد جلسة جديدة. عون ينتظر من ناحية أخرى، تترقب أوساط سياسية أن يعلن النائب ميشال عون ترشّحه لانتخابات رئاسة الجمهورية قريبًا، في مؤشر إلى تبلور التحضيرات التي ستحدّد مسار الدورة الثانية من الجلسة الانتخابية. ونقلت وكالة الأنباء المركزية اللبنانية عن سليم سلهب، عضو تكتل التغيير والاصلاح النيابي، قوله: "من الممكن ان يعلن العماد ميشال عون ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية قبل الاربعاء المقبل، في حال وصول اللقاءات والنقاشات التي يخوضها التيار الوطني الحرّ مع الاطراف كافة الى نتيجة". وأوضح سلهب أن التكتل ينتظر جوابًا نهائيًا من تيار المستقبل حول تبني ترشح عون، "ولا نريد استباق الامور، علينا استغلال الفترة الفاصلة عن الدورة الثانية للاستفادة من الظروف المؤاتية سواء كان الجواب ايجابيًا أو سلبيًا لنقرّر موقفنا من الانتخابات الرئاسية". المستقبل ينفي غير أن مصادر في تيار المستقبل نفى قاطعًا ما يدور على ألسنة قيادات قوى 8 آذار، حول مناقشة الرئيس السابق سعد الحريري امكانية التصويت للنائب ميشال عون، ورأت أن الأمر يندرج ضمن حملة إعلامية لضرب 14 آذار، وتشكيك الجمهور في قياداته. وشددت هذه المصادر على أن الحريري ملتزم بقرار 14 آذار ومواقفها، ومرشحه رئيس القوات سمير جعجع، "فميشال عون من رموز 8 آذار، وأحد أتباع حزب الله، دعم وجود الحزب في سوريا وساهم في تغييب الدولة، ومن المستحيل أن يكون في سدة الرئاسة، خصوصًا أنه أسقط عنه صفة الوفاق بعدما شارك 8 آذار في عملية التعطيل وتشويه الاستحقاق ونبش قبور الحرب". منعًا للفراغ إلى ذلك، كشفت مصادر فرنسية وأميركية أن مسؤولي البلدين على اتفاق تام بعدم الخوض في أسماء المرشحين للرئاسة اللبنانية، وأن المشاورات تركزت على كيفية العمل لحض كل الأطراف اللبنانيين على انتخاب رئيس قبل 25 أيار (مايو) المقبل، منعًا للفراغ الرئاسي. ونقلت جريدة "الحياة" عن هذه المصادر قولها إن فرنسا والولايات المتحدة لا تقودان حملة من أجل أي مرشح معين، "لكنهما تريدان المساعدة على خلق الظروف ليحصل انتخاب وفق اتفاق سياسي، يركز على اعلان بعبدا، والتزام القرارين 1559 و1701". وأكدت مصادر متعددة ان الإدارة الأميركية تتمنى ألا يكون الرئيس الجديد في يد حزب الله، ولو أنها لم تعارض الحكومة التي تضم ممثلين عن الحزب. ايلاف