بيروت - "الخليج": عقدت أولى جلسات انتخاب الرئيس اللبناني في مجلس النواب أمس، بحضور 124 نائباً من أصل 128 هم عدد الأعضاء، وبغياب سعد الحريري وعقاب صقر وخالد ضاهر وإيلي عون، وتبين بعد فرز الأصوات حصول رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على 48 صوتاً (القوات والمستقبل والكتائب ومستقلون)، وهنري حلو على 16 صوتاً من جبهة النضال واللقاء الديمقراطي والنواب نجيب ميقاتي ومحمد الصفدي ونقولا فتوش وأحمد كرامي وميشال المر ونايلة تويني، و52 ورقة بيضاء من قوى 8 آذار وتكتل التغيير والإصلاح، وصوت واحد للرئيس الأسبق أمين الجميل و7 أوراق ملغاة لكل من داني شمعون (الذي اغتيل عام 1990 واتهم جعجع بالجريمة)، وورقتين لطارق داني شمعون (اغتيل مع والده)، ومغلف فارغ (قيل إنه لمحمد كبارة)، ورشيد كرامي وإلياس الزايك (مسؤول في القوات اتهم جعجع باغتياله) وجيهان طوني فرنجية (شقيقة النائب سليمان فرنجية التي اتهم جعجع باغتيالها مع والدها عام 1978) وقد اقترع لها زياد أسود . وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري عقد الجولة الثانية الأربعاء المقبل، مؤكداً أن النصاب الدائم لانتخاب الرئيس هو دائماً 86 نائباً، وأن الفوز يلزمه 65 نائباً . ولم تشكل العملية أي مفاجأة تذكر بالنسبة إلى توزيع الأصوات، إلا أن المفاجأة الكبيرة، كانت الصوت الذي ناله الجميّل، رغم التزام كتلة حزب "الكتائب" التصويت لجعجع، والأصوات الملغاة التي نالها رئيس الوزراء الأسبق رشيد كرامي، وداني شمعون، وجيهان طوني فرنجيّة، والياس الزايك وطارق شمعون، وكشفت مصادر مواكبة أن فريق 14 آذار لديه 57 نائباً لكن غاب عنه 3 هم الحريري وصقر وضاهر، فيما غرد 6 خارج السرب بعدم التصويت لجعجع هم كبارة (المغلف الفارغ)، وسامر سعادة وضع ورقة الجميل، والمر وتويني صوتا لحلو، ورئيس الوزراء تمام سلام ووضع ورقة بيضاء . وعلق سلام على مجريات الجلسة وأشاد بها، ووصفها بأنها "تعبير عن الديمقراطية اللبنانية بصرف النظر عن النتيجة التي انتهت إليها"، ورأى أن "جلسة مجلس النواب جاءت في سياق التوافق السياسي الذي ساد البلاد منذ تأليف الحكومة، وفي ظل المناخات الإيجابية التي وعدت الحكومة في بيانها الوزاري بتوفيرها لإجراء الانتخابات الرئاسية" . وأشار إلى أن "أجواء الأمن والاستقرار التي نجحت حكومة المصلحة الوطنية في تثبيتها بمساعدة جميع القوى السياسية، سمحت بإجراء هذه العملية الديمقراطية التي هي في صلب الممارسات الدستورية والحياة البرلمانية"، متمنياً "استمرار هذه الأجواء"، وآملاً في أن ينجح مجلس النواب في اختيار "الرئيس الأصلح للبنان" . وفور رفع الجلسة أكدت النائب ستريدا جعجع "إن القوات اللبنانية مستمرة في معركة انتخابات رئاسة الجمهورية حتى النهاية مهما كانت النتيجة، وسنهنئ من يفوز"، معتبرة أن "من اقترع لرشيد كرامي وغيره من الأسماء، دليل إفلاس سياسي بامتياز، وقالت "نحن نعرف تماماً كيف مات هؤلاء وفي أي عهد"، وشكرت الحلفاء في 14 آذار على التزامهم، فيما رأى زوجها خلال مواكبته الجلسة من مقره في معراب، أن "ما حصل هو انتصار كبير وبعضهم حاول تشويه هذا الانتصار بتصرفات غير مسؤولة" . وأعلن المرشح حلو "إن العملية الانتخابية كانت ممتازة وديمقراطية، ومن دون أي تدخل أجنبي" . وأعلن رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون بعد الجلسة "إن الناس لديها ذاكرة وتأثرت بترشح سمير جعجع وعبرت عن هذا التأثر"، وقال "تبين أن لا أحد يمكن أن يشكل حوله التفاهم، لذلك انسحبنا من القاعة بعد انتهاء الدورة الأولى في انتظار الإجماع حول المرشح" . وأشارت رئيسة حزب "الديمقراطيّون الأحرار" ترايسي شمعون ابنة داني شمعون إلى أن "ترشيحها اليوم لرئاسة الجمهورية كان رمزياً ضد رئيس "القوات" الذي يجب ألا يصل إلى الرئاسة"، مشيرة إلى أن مرشحها هو عون . الخليج الامارتية