تقرير.. لبنان: جلسة انتخاب أولى بلا رئيس والموعد اللاحق نهار الاربعاء المقبل فشل مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أول جلسة انتخاب دعا اليها رئيس المجلس نبيه بري، وأُرجأت الجلسة الى الاربعاء المقبل في 30 نيسان \ ابريل الجاري، بعد أن أتت نتيجة الاصوات متوقعة للسيناريو الذي رُسمت عليه فصول معركة انتخاب رئيس جديد للجمهورية. بيروت (فارس) ونال المرشح عن فريق الرابع عشر من آذار رئيس الهيئة التنفيذية في حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع 48 صوتاً، فيما صوّت النواب ل52 ورقة بيضاء وحصل النائب عن "جبهة النضال الوطني" هنري الحلو على 16 صوتاً بعد أن أعلن النائب وليد جنبلاط ترشيحه قبل يوم فقط الى الرئاسة، فيما حصل رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل على صوت واحد. وكانت الجلسة الاولى لانتخاب رئيس الجمهورية متوقعة بكل تفاصيلها من مواقف الكتل وتصريحاتهم الى نتائج التصويت، وموعد جديد لجلسة لاحقة لغياب التوافق على مرشح لغاية الساعة بعد أن فشل الافرقاء في التوصل الى مرشح نهائي مع اقتراب موعد نهاية ولاية الرئيس الحالي في الخامس والعشرين من شهر ايار / مايو المقبل. وتجمع الآراء على ان كافة الظروف لا تزال غير مهيأة للاتفاق على اسم الرئيس الذي سيأتي اثر اتفاق بين الدول الكبرى التي تُعتبر لاعباً رئيسياً في معركة الرئاسة المحلية، وعليه لن يكون رئيساً الاّ بموجب اتفاق عربي – غربي. اذن، ما جرى اليوم كان من ضمن جولة اولى لمعركة يتوقع لها أن تستمر طويلاً لما بعد انتهاء الولاية الحالية، اي ان الفراغ سيكون سيد الموقف، وهو الخيار الذي تفضله قوى الثامن من آذار وعلى رأسها فريقي "حزب الله" و"حركة أمل" عن التمديد للرئيس الحالي الذي سجل مواقف مناهضة لحزب الله والمقاومة، وخاصة لما له علاقة بمشاركة حزب الله في المعارك الدائرة في سوريا. وتشير معلومات الى انّ هناك اتفاقا خليجيا على ضرورة عدم التوصل الى الفراغ والبحث الجاد عن مرشح توافقي من بين الاسماء المطروحة. غياب اربعة نواب وكانت جلسة الانتخاب التأمت ظهر اليوم في حضور 124 نائبا وغياب كل من النواب سعد الحريري وعقاب صقر وايلي عون الذي يعاني من ازمة صحية وخالد الضاهر لتواجده خارج البلاد. وحصول سمير جعجع على 48 صوتاً يعني ذلك وفق تحليل الاصوات ان ستة من نواب قوى 14 آذار لم يصوتوا له، فيما نال هنري الحلو الاصوات السادسة عشرة من نواب "جبهة النضال الوطني"، اضافة الى الرئيسين تمام سلام ونجيب ميقاتي والنواب احمد كرامي ومحمد الصفدي وفريد الخازن. أمّا الورقة البيضاء فقد كانت الرابح الأول والمنافس الوحيد الذي يتوقع لها ان تخرج جعجع من سياق المعركة الرئاسية بعد أن أتت الدورة الاولى للاطاحة به اولاً، وثانياً لتشجيع الديموقراطية. والسبب الأخير كان لارضاء البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي دعا الى ضرورة توفير النصاب في الجلسة. وكانت قوى الثامن من آذار قد اقترعت بورقة بيضاء في مواجهة جعجع، فيما خرج النائب زياد أسود عن كتلة الجنرال ميشال عون عن الاتفاق فصوّت للمغدروة جيهان طوني فرنجية بينما اقترع النائبان عباس هاشم ونبيل نقولا من الكتلة عينها للمغدور طارق داني شمعون، وهي اوراق تُعتبر بطبيعة الحال ملغية. وطارق شمعون هو طفل داني شمعون الذي اتهم جعجع باغتياله وعائلته عام 1990 وجيهان فرنجية هي طفلة طوني فرنجية التي قتلها جعجع مع أمها وأبيها وآخرين في مجزرة في إهدن عام 1976. تصريحات واثر انتهاء الجلسة توالت تصريحات عدة لأكثر من جهة سياسية كان ابرزها للنائب وليد جنبلاط الذي اكد انه لا خيار اخر لغاية الساعة سوى النائب هنري الحلو، من جهته اعلن المرشح في مواجهة جعجع، هنري الحلو ان العملية الانتخابية كانت ممتازة وديموقراطية بكل ما للكلمة من معنى، قائلا "لقد تسرّب الكثير عن تطيير النصاب في بداية الجلسة الا ان الجلسة حصلت، ومن دون اي تدخل خارجي، وهذه عملية هامة جدا". وأضاف "اريد ان اتحدث في مبدأ الخيار الآخر الذي يعطي الانفتاح، الاعتدال والحوار مع الجميع، فالبلد يمر اليوم باصطفافات، وانقسام عمودي وتعطيل لكل المؤسسات، والتعطيل والاصطفاف نتيجته الفراغ، لذلك الحل الوحيد يكون في خط الاعتدال ومشاركة الجميع في العملية الانتخابية، انا اليوم مرشح ولكن اعتقد ان المهم هو انقاذ البلد بشخص يجمع الجميع، وهذا الاساس وهو ما نسعى اليه في كتلة جبهة النضال واللقاء الديموقراطي مع وليد جنبلاط". من جهته اعتبر النائب طلال ارسلان رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني ان موقف جنبلاط جريء وواضح وينسجم انسجاماً كلياً مع المصلحة الوطنية وصحة العملية الانتخابية الديموقراطية علماً باننا مارسنا حقنا في التصويت بورقة بيضاء ما ينسجم ايضاً مع ديموقراطية الانتخاب. واثر انتهاء الجلسة اعتبر سمير جعجع ان ما حصل اليوم "إنتصارا كبيرا والبعض حاول تشويه هذا الإنتصار بتصرفات غير مسؤولة. ما حصل كان محاولة لتعطيل الانتخابات والاستحقاق الرئاسي ليحصل ما يحصل دوما ولكن هذه المرة الأمر مختلف وستحصل انتخابات رئاسية. وسنسعى الى أن يكون هناك رئيس، بعد أن اثبتت 14 آذار أنها تتبنى موقفا واحدا في الاستحقاقات وتنظر إلى الأمور بعين الدستور". والى الاربعاء المقبل موعد جديد بعد أن فُقد النصاب، على أن يكون التصويت فيها بالنصف زائد واحد(65 صوتاً) فيما النصاب ثلثا المجلس(86 نائباً). / 2811/ وكالة انباء فارس