أثارت عملية سيطرة مسلحي الفصائل الجنوبية على مديرية خور مكسر بعدن، و قبلها المنفذ الغربي للمحافظة و الطريق الممتد من مدينة صلاح الدين غرب عدن و حتى رأس عمران الساحلية بلحج، عددا من التساؤلات حول ما يجري في هذه المحافظة، التي ظلت طيلة أربعة أشهر تشهد معارك عنيفة بين مسلحي أنصار الله "الحوثيين" و الجيش الموالي للرئيس السابق "صالح" و مسلحي الفصائل الجنوبية. التساؤلات تبدو منطقية، خاصة بعد سيطرة مسلحي الفصائل الجنوبية على مديرية خور مكسر، خلال أقل من 3 ساعات، و التي يرى البعض أنها تمت بمقاومة شكلية من مسلحي أنصار الله، في حين اختفى ظهور الجيش الموالي ل"صالح". كل هذه التساؤلات فتحت باب التكهنات لتفسير طبيعة ما يجري على الأرض في عدن. تقول معلومات، إن ما يجري منذ يومين في عدن، يشير إلى عدم مشاركة قوات الجيش الموالي ل"صالح" في المواجهات مع قوات الفصائل الجنوبية، و أن مسلحي أنصار الله "الحوثيين" انسحبوا تفاديا للخسائر، بعد تعرضهم لعملية استنزاف خلال الأشهر الماضية. هذه المعلومات، جاءت بناء على تكهنات تشير إلى وجود خلاف بين "صالح" و "الحوثيين" ظهر إلى العلن بتراشقات إعلامية بين ناشطي الطرفين، على خلفية تصريحات للقيادي المؤتمري، ياسر العواضي. المعلومات تفيد، بأن وفد المؤتمر في القاهرة، يتحرك ضمن خط مصري إماراتي بشأن الأزمة اليمنية، و أن هناك اتفاقا بين أطراف يمنية و دول خليجية و برعاية دولية لتمكين بحاح من رئاسة اليمن بدلا عن هادي، و الذي يحتاج لتوافق الجميع بما فيهم أنصار الله. المعلومات أشارت إلى أن أنصار الله لم يقتنعوا بالفكرة حتى الآن، ما استدعى أن تستخدم الإمارات ورقة "صالح" للضغط على أنصار الله، بتحديد القوات الموالية له في المواجهات التي تدور في عدن و ربما تعز و السماح بدخول آليات عسكرية عبر السواحل، بهدف الضغط على أنصار الله للقبول بالصفقة. تقول المعلومات، إن الإمارات تدير هذه الصفقة بضوء أخضر سعودي، مقابل مكاسب في عدن كالسيطرة على المنطقة الحرة و ضمان تواجدها في عدن لحماية مصالحها الاقتصادية، و هو ما قبلت به الإمارات بعد اشتراطها إبعاد الإخوان من المشهد في المحافظة، و ما استقالة نائف البكري الذي يدير محافظة عدن من حزب الإصلاح إلا دليل على ذلك. و تشير المعلومات، أن الهجوم الإخواني على الإمارات، خلال الأيام الماضية، يأتي ضمن هذا الاشتراط الإماراتي، الذي هدف لإبعاد الإخوان من المشهد في عدن. هذه المعلومات مبنية على أساس أن "صالح" لا يزال لديه خطوط تواصل مع الإمارات عبر نجله "أحمد"، و أن قواته هي من أسقطت عدن و تعز و أبين، بمقابل الدور الثانوي لمسلحي أنصار الله في المحافظات الثلاث، و هي ورقته الرابحة في هذه المحافظات، و التي يمكن أن تشكل ورقة ضغط يلوح بها في وجه أنصار الله. معلومات أخرى، أرجعت ما يجري في عدن، بأنه بداية التنفيذ لاتفاق خرج به أنصار الله و قيادات جنوبية بشأن تسليم عدن و محافظات جنوبية أخرى لفصائل حراكية. و تقول المعلومات، أن ما يدور هو مجرد معارك شكلية، معتبرة السيطرة المفاجئة و تحرك الآليات العسكرية و المسلحين بأريحية في شوارع خور مكسر، يؤكد ما ذهبت إليه. و طبقا للمعلومات، تم هذا الانسحاب بناء على اتفاق مسبق، يتم بموجبه تسليم عدن إلى مسلحين مرتبطين بفصائل تتبع الحراك الجنوبي، بعد استبعاد مسلحين متشددين و آخرين موالين للإصلاح. و تفيد المعلومات أن عمليات القصف التي نفذها الطيران خلال الأسبوع قبل الماضي على مواقع لما يعرف بالمقاومة الجنوبية في مدينة الشعب و مناطق أخرى، لم يكن عن طريق الخطأ، بل هدف للتخلص من بعض القيادات المتشددة و تشتيت قواتهم. و لم تستبعد المصادر أن يكون الطيران الإماراتي هو من نفذ العملية. مشيرة إلى أن الانسحاب تم بالاتفاق مع المؤتمر، بعد زيارة وفدهم المشارك في مشاورات جنيف إلى مسقط، و ربما تم ذلك بالتنسيق مع الإمارات. معلومات تفيد بأن ما يجري في عدن، هو عملية إنهاك تعرضت لها القوات العسكرية الموالية ل"صالح" و مسلحي أنصار الله، و هو ما جعلها تفضل الانسحاب و التراجع إلى مناطق معينة و التجمع فيها، تمهيدا لهجوم قادم، بعد إعادة ترتيب صفوفها. معتبرين النداء الذي نشرته وكالة "سبأ" الحكومية، التي يديرها أنصار الله، و الموجه من أبناء وأهالي عدن و المجلس الأعلى للحراك الوطني الجنوبي و ملتقيات التصالح والتسامح الجنوبي، إلى كافة أبناء اليمن لإنقاذ عدن ممن سمتهم "المرتزقة" الذي وصفتهم بأن أمريكا وإسرائيل هي من أرسلتهم، بأنه دليل على الإنهاك الذي تعانيه قواتهم في عدن. ظهور الآليات العسكرية الحديثة التي انتشرت مع مسلحي الفصائل الجنوبية، يشير إلى أن عملية إنزال تمت لهذه الآليات عبر بارجات بحرية في سواحل عدن، و أن عملية الإنزال تمت بتواطؤ مع طرف مسيطر على الأرض، ما يكشف أن ما حدث في خور مكسر و صلاح الدين، عملية مرتب لها مسبقا. يذكر أن و كالة سبوتنيك الروسية، نشرت أخبار عن عمليات إنزال لجنود و آليات عسكرية بداية الشهر الجاري، و تحدثت اليوم عن محاولة بارجات إنزال جنود في البريقة.